زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح (أرشيف)
زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح (أرشيف)
الخميس 24 أغسطس 2017 / 10:12

صنعاء على صفيح ساخن.. الانقلابيون يغدرون ببعضهم البعض

يسود الشارع اليمني في مدينة صنعاء، حالة من الترقب والحذر، اليوم الخميس، في ظل استعدادات حزب المخلوع علي صالح لإقامة مهرجان احتفالي بذكرى تأسيسه ودعوة الحوثيين أنصارهم إلى التجمع عند مداخل العاصمة تحت شعار "التصعيد مقابل التصعيد"، مما ينذر بتصادم مسلح قد ينهي أحدهما ويغيبه عن الساحة اليمنية.

ويأتي المهرجان في ظل تهديدات متبادلة بين صالح وحلفائه الحوثيين، بعد تداول اتهامات غير مسبوق بين الطرفين منذ الانقلاب الذي شاركا في تنفيذه على الشرعية قبل 3 سنوات.

ووفقاً لما أوردته صحيفة "الوطن" السعودية اليوم الخميس، تصاعدت حدة الخلافات بين طرفي الانقلاب في اليمن "ميليشيات الحوثي وأنصار المخلوع صالح"، وبرزت فيها الاتهامات المتبادلة بين زعماء التمرد، التي بدأها المخلوع علي صالح بوصفه جماعة الحوثي بالميليشيا، فيما جاء رد اللجنة الشعبية التابعة للحوثي صاعقاً بترديد اسم المخلوع بدل الزعيم ووصفه بالغدر والعمالة والخيانة، تزمناً مع تحركات عسكرية لأطراف التمرد وتكريس للقوة في العاصمة صنعاء.

تحركات مريبة
وبحسب الصحيفة، فاجأ الحوثيون المخلوع صالح بوضع نساء في مداخل صنعاء قبل موعد احتفالية المؤتمر الشعبي العام بميدان السبعين، وقال مصدر حوثي طلب عدم ذكره اسمه "إن تحركات صالح المريبة والخفية جعلتنا نقدم على هذه الخطوة"، مضيفاً أن هناك مجموعة من النساء من أصحاب الظروف الصعبة والحاجة تم منحهن مبالغ مقابل وقوفهن في المداخل إلى صنعاء من أجل منع دخول المشاركين من المحافظات الأخرى طيلة فعاليات السبعين، وقال "لدينا مخاوف من استغلال المخلوع هذه الفعاليات لظروف معينة، وفي الحقيقة أن الثقة معدومة تماما في المخلوع".

تعقد الخلافات
وأشار مصدر حوثي آخر إلى أن هؤلاء النساء والأطفال توجد بينهن حراسات حوثية، مبينا أن الظروف متأزمة تماما بين الحوثي والمخلوع، رغم وجود مساع من أربعة أيام للمجلس السياسي بقيادة صالح الصماد وعبدالعزيز حبتور، لاحتواء الخلافات، إلا أن ذلك لم يثمر عن شيء، لافتاً إلى أن "هناك محاولات من جانب الإيرانيين وحزب الله لرأب الصدع ولكنها بأت بالفشل".

ومن جانبه، قال مدير المركز الإعلامي بالمؤتمر الشعبي العام أحمد الحبيشي لصحيفة "الوطن" إنه "تم الاتفاق بين المؤتمر والحوثيين على إقامة فعاليتين الأولى للمؤتمر والثانية للحوثيين"، مشيراً إلى أنه تم القبض على سيارة تحمل صور علي عبد الله صالح، وبعض الشعارات.
  
ولفت الحبيشي إلى ضبط عدد كبير من المفخخات والقنابل كانت قادمة من محافظة حجة، مبينا أن هناك إعلان حالة طوارئ في صنعاء وسوف يتم تنفيذ حملات اعتقال خارج نطاق القانون.

بيان الحوثي
واتهم الحوثيون في بيان للجنة الشعبية التابعة للحوثي المخلوع "بالغدر"، وأكدوا أن ما قاله "تجاوز لخط أحمر"، مؤكدين أن "عليه تحمل ما قال، والبادئ أظلم"، بعدما وصفهم المخلوع في خطابه الأخير بـالميليشيات واعتبر بيان تلك اللجان بذلك الوصف "طعنة في الظهر وهو الغدر بعينه"، مؤكداً أن صالح تجاوز بإطلاق ذلك الوصف عليها "الخط الأحمر".

توقع مواجهات
وتوقع رئيس قسم الدراسات المدنية في كلية الملك خالد العسكرية الدكتور نايف الوقاع، نشوب صدام مسلح بين قطبي التمرد في اليمن، مبيناً أن ما يحدث بوادر انفصال وانتهاء تحالفهما الانقلابي.

وقال الوقاع، بسحب الصحيفة، إن "احتفالات المؤتمر الشعبي في ساحة السبعين اليوم ستشهد إعلان المخلوع انفصاله عن ميليشيات التمرد"، مدللاً على ذلك بسحب المخلوع 30 ألف عنصر تابعة للحرس الجمهوري من محافظة الحديدة إلى صنعاء.

ورجح "حدوث معارك مباشرة"، كون احتفالات اليوم والتي حاول الحوثي منع إقامتها تشكل لحزب المؤتمر إرثاً تاريخياً وشعبياً لا يمكن الرهان عليها من قبل المخلوع، الذي قرر التخلص من الحوثي وجماعته، التي اتهمها المخلوع بالميليشيات، وأنها لا تستطيع قيادة الدولة اليمنية.

رد أنصار المخلوع
قال نجل شقيق المخلوع صالح، في رده على بيان جماعة الحوثي: "إن مليشيات الحوثي ستدفع ثمن كلمة "مخلوع" التي جاءت في بيان اللجان الشعبية التابعة للحوثيين"، مضيفاً أن "ما يتقوله الحوّثي من شتم ولعن على صالح هو موجه لأكبر مكون شعبي على الإطلاق، وبالتالي فأنتم تلعنون الشعب".

وبدوره قال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام ياسر العواضي في رده على بيان الحوثين "إنهم جاهزون لكل الخيارات، وقال في تغريدة له على حسابه الرسمي في "تويتر": "جاهزون لكل لخيارات لا أحد يهددنا، التهديد والوعيد اليمني ما يقبله أحد"، مبيناً أن أول طلقة ستنطلق منهم لن تكون إلا بداية لنهاية خاطفة لن يستوعبوها هم بأنفسهم.