(أرشيف)
(أرشيف)
الخميس 24 أغسطس 2017 / 10:05

مواجهة في الأمم المتحدة حول لبنان

بدأت الولايات المتحدة مواجهة مع شركائها في مجلس الأمن الدولي حول تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، التي تنتهي في نهاية أغسطس (آب) الجاري، وتريد واشنطن تعزيزها خلافاً لموقف باريس وموسكو.

وعادة يرتدي تمديد مهمة هذه البعثة التي تضم 10 آلاف و500 رجل في جنوب لبنان، سنوياً طابعاً تقنياً، لكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تريد هذه السنة الحصول على "تحسينات كبيرة" لمهمة القوة.

وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي في بيان إن "مجلس الأمن لا يمكنه أن يتبع الإجراءات التي يقرها كالعادة نظراً للرهانات"، مشيرة إلى أن "الوضع الأمني في جنوب لبنان أصبح أكثر خطورة".

ولم تحضر نيكي هايلي الموجودة في فيينا لزيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل البحث في مدى التزام إيران بالاتفاق حول البرنامج النووي الجلسة، ونشرت بيانها في نهاية الاجتماع في نيويورك.

ودعت هايلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى "الانضمام في اتخاذ إجراءات حقيقية لكي نجعل من اليونيفيل بعثة أقوى لحفظ السلام، وللوقوف ضد قوى الإرهاب في لبنان والمنطقة".

وتريد الولايات المتحدة الداعم الأول لإسرائيل، أن يملك جنود حفظ السلام تفويضاً أوضح لمكافحة عمليات تهريب الأسلحة التي تنسبها واشنطن إلى حزب الله اللبناني الشيعي.

وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان تنتشر في جنوب هذا البلد منذ 1978، وتضم هذه القوة نحو 10 آلاف و500 جندي مهمتهم حالياً السهر على تنفيذ القرار 1701 الذي أقر على إثر حرب بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006، ومساعدة الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها.

وخلافاً للولايات المتحدة، لا تريد روسيا وفرنسا الحديث عن تعديل جوهري لتفويض القوة، وعبرتاً عن هذا الموقف في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي.

وصرحت مساعدة مندوب فرنسا لدى الامم المتحدة آن غيغين للصحافيين "نريد إبقاء هذا التفويض كما هو"، وأضافت أن قوة الأمم المتحدة "أثبتت فاعليتها في إحلال الاستقرار في بيئة متقلبة ومعقدة ومضطربة".

رداً على أسئلة بعد الاجتماع، تحدث سفير روسيا فاسيلي نيبينزيا مطولاً، وقال "ليس لدينا أي سبب يدفعنا إلى التشكيك في مهمة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان"، مؤكداً أن روسيا تعتقد أن تفويضها "يجب أن يمدد بشكله الحالي".

وأضاف أن هذا الموقف "يتقاسمه كثيرون" في مجلس الأمن، وقال إن "غالبية أعضاء المجلس الذين تحدثوا قالوا إنه يؤيدون تجديد التفويض كما هو حالياً"، دون أن يذكر عدد ممثلي الدول الأعضاء الذين تحدثوا.

وكانت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة استبقت الاجتماع مؤكدة أن قوة الأمم المتحدة يجب أن تعزز قدراتها والتزامها التحقيق ونقل المعلومات عن تهريب الأسلحة في جنوب لبنان، وأضافت أن "هذه الأسلحة التي تتركز كلها تقريباً بأيدي إرهابيي حزب الله، تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".

إلا أن دبلوماسياً طلب عدم الكشف هويته، قال إنه من الصعب الطلب من جنود حفظ السلام أن يفتشوا منازل أفراد بحثاً عن أسلحة دون أن يتعرضوا لخطر مواجهات مسلحة.

وتابع أنه إضافة إلى ذلك وكما قالت باريس وموسكو، الوضع هادىء في المنطقة بفضل تأثير القوة الموقتة الذي يعزز الاستقرار.

وقالت آن غيغين إن جنود القوة الموقتة ومنذ 11 عاماً ساهموا بنجاح في الإبقاء على الوضع العام هادئاً في منطقة عملياتهم، إلا أن هايلي رأت أن تعزيز البعثة ضروري لأن حزب الله يتباهى علناً بمخزونه غير المشروع من الأسلحة ويهدد بشكل علني إسرائيل، الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة.

وكان مساعد مدير قسم الشؤون السياسية في الامم المتحدة ميروسلاف ينكا، الثلاثاء، ذكر خلال تقرير عن الشرق الأوسط مثالاً لدور القوة الموقتة، وقال أمام مجلس الأمن الدولي إن جنود حفظ السلام اعترضوا في 13 أغسطس (آب) تنظيم مراسم لأعضاء مسلحين ويرتدون بزات حزب الله.

من جهته، وفي رسالة إلى مجلس الأمن في 4 أغسطس، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يريد بحث إمكانية إدخال تحسينات إلى مهمة القوة الموقتة في مواجهة "الوجود غير القانوني للمجموعات المسلحة والأسلحة والبنى التحتية في مناطق عملياتها".