معلم وتلامذته.(أرشيف)
معلم وتلامذته.(أرشيف)
الأحد 3 سبتمبر 2017 / 20:13

المعلمون قادمون

سر نجاح التعليم في الأنظمة التعليمية المتطورة، كاليابان وفنلندا، والسويد، وسنغافورة هو المعلم. لا يوجد كلمة سر مخفية. الأمور واضحة، ووصفة التغيير متاحة للجميع دون رسوم إضافية، أو تكاليف خرافية، أو موزانات عملاقة

هذا الأسبوع هو أسبوع المعلمين. تنتهي بأول أيامه عطلة عيد الأضحى في عدد من الدول العربية، ويبدأ العام الدراسي لمئات الآلاف من المعلمين. سيبني هؤلاء القادمون فجراً مع ساعات الصبح الأولى أنفس وعقول مئات الآلاف من الأزهار اليانعة والسواعد اليافعة. هدفهم غد أفضل وريادة فكر وعلم، هدفهم هو نهضة الأوطان ورقيها.

آمل ألا تمشي الأرجل متثاقلة إلى المدرسة، وألا تتذمر الألسن من مهنة لا يقدرها أحد، وألا تكل الأجساد من جهد جهيد وعمل لا ينتهي، وألا تخمل العقول عند الحصة السابعة. وآمل صادقًا أن يكون مصير هذه الأسطوانة المشروخة في سلة المهملات.

الأنظمة التعليمية في العالم متنوعة، لسنا الأفضل، ولسنا الأسوأ، وكذلك فإننا لسنا ضمن الأفضل، وبالتأكيد فإننا بعيدون بمراحل ومراحل عن الأسوأ. لكن السؤال الذي يجب أن نحدده بدقة: ما مدى قربنا من "الأفضل"؟ وكم نحتاج من الوقت لنصل إلى القائمة القصيرة؟ وما خطواتنا في ذلك؟

سر نجاح التعليم في الأنظمة التعليمية المتطورة، كاليابان وفنلندا، والسويد، وسنغافورة هو المعلم. لا يوجد كلمة سر مخفية. الأمور واضحة، ووصفة التغيير متاحة للجميع دون رسوم إضافية، أو تكاليف خرافية، أو موزانات عملاقة.

الجزء الناقص والأهم من كلمة السر، هو أن الرقي بالمعلم يكون عن طريق التدريب. برنامج تدريبي محكم لخمس سنوات سوف يصنع الفرق. برنامج يسير متوازياً في ثلاثة مسارات: مسار الجامعات قبل التخرج، ومسار المدارس بعد التوظيف، ومسار التدريب عن بعد قبل الاستقدام.

أراهن أن هذا البرنامح سيصنع معجزة التغيير. خمس سنوات ستكون كافية لنكون ضمن القائمة القصيرة ضمن أفضل الأنظمة التعليمية في العالم. خمس سنوات فقط.

المعلمون قادمون، لأن التعليم هو الخيار الصحيح، فقد ملت الشعوب من الجلوس أمام منابر مضللة، وقنوات مهيِّجة، وأكاديميات التغيير والتثوير التي يحاضر فيها إعلامي أو تربوي يخفي في بدلته الأنيقة أجندة مشبوهة. المعلمون قادمون كي يأخذوا الكتاب بقوة، يسيروا وفق نهجي وطني تمليه عليهم ضمائرهم التي تقدر معنى كلمة الوطن.

أيها المعلمون القادمون بقوة، العاملون بقدوة، الصانعون بعزم، المربون بحزم، دونكم جائزة محمد بن زايد للمعلم الخليجي. اقرؤوا معاييرها، فمن فاز بها فقد وضع قدميه على سلم المجد. إنها وجهتكم فشمِّروا.