يوكي براتاما وينديارتو متخرجاً من معهد الطيران الأندونيسي في سبتمبر 2016. (أرشيف)
يوكي براتاما وينديارتو متخرجاً من معهد الطيران الأندونيسي في سبتمبر 2016. (أرشيف)
الثلاثاء 5 سبتمبر 2017 / 12:31

داعش في إندونيسيا.. أكبر حملة عسكرية للتنظيم خارج سوريا والعراق

خطر تمدد داعش إلى جنوب شرق آسيا، وانضمام عدد من المتطوعين من إندونيسيا وماليزيا والفيليبي اليه، دفع عدداً من المحللين وصناع السياسة للتحذير من احتمال تنفيذ عملاء التنظيم عمليات هجومية في أكثر من بلد في المنطقة.

هناك عدد من المقاتلين الأجانب ممن دخلوا إلى الفيليبين تحت ستار أنهم عمال إغاثة. ووصل بعضهم عبر باب خلفي

ومن المغرر بهم شاب إندونيسي يدعى يوكي براتاما وينديارتو الذي غادر بيت عائلته على عجل في فبراير ( شباط) الماضي، واختفى.

وكتب ريتشارد بادوك، مراسل لصحيفة "نيويورك تايمز" لشؤون جنوب شرق آسيا، ومقيم في بانكوك، أن أسرة وينديارتو لم تسمع بأخباره، إلا بعد مضي ثلاثة أشهر، وذلك من خلال نشرات الأخبار.

صدمات متلاحقة

يومها أعلنت السلطات أن وينديارتو، ميكانيكي طيارات، 21 عاماً، كان من بين سبعة إندونيسيين التحقوا بداعش، وتوجهوا إلى الفيليبين للقتال في جزيرة مينداناو. ولم تكن أسرته تعلم أن لديه جواز سفر.
وكانت الصدمة الثانية، بعد أسابيع، عندما تلقت أمه مكالمة من مجهول أبلغها أن ابنها قتل، وتلقت رسالة خطية مع صورة له وهو مقتول في الميدان، وقد غطت الدماء رأسه. وقالت الأم: "ما زلنا نتساءل عما دفعه للذهاب إلى هناك. ليست لدينا أية فكرة عما جرى له".

حملة خارجية
ونقل بادوك عن مسؤولين أن وينديارتو كان واحداً من 30 مقاتلاً أجنبياً جندهم عملاء داعش للانضمام إلى المعركة ضد الحكومة الفيليبينية في مدينة ماراوي. وقد تحول ذلك القتال، الذي نشب قبل أشهر، إلى أكبر حملة عسكرية يدعمها داعش خارج سوريا والعراق.

وكان متشددو ماراوي معارضين للحكومة قبل وقت طويل من إعلانهم الولاء لداعش. ولكن بالإضافة لقيمة بروباغندا ارتباطهم بالتنظيم المتشدد، تشير أدلة حديثة إلى أنهم تلقوا تمويلاً ومساعدات من قيادته.

دائرة أصغر
وقالت سيدني جونز، مديرة معهد تحليل سياسة الصراع، منظمة أبحاث في جاكرتا: "كان من بين الذين ساعدوا على تجنيد مقاتلين أجانب، إندونيسيون ذهبوا إلى سوريا، وانضموا إلى داعش وترقوا إلى مناصب قيادية".

وقالت السلطات في إندونيسيا: "من ضمن الذين تولوا دوراً رائداً في تجنيد مقاتلين لصالح التنظيم محمود أحمد، محاضر سابق في القانون من ماليزيا، وكان من ضمن الدائرة المصغرة لزعماء المتشددين في ماراوي". وفور وصول وينديارتو إلى الفيليبين في مايو( أيار)، طلب منه تجنيد أصدقائه الجهاديين للتوجه إلى مينداناو لحضور"حفل كبير".

تمويل مباشر
وورد ضمن تقرير حديث صدر عن المعهد أن "غرفة عمليات ماراوي تلقت تمويلاً مباشراً من القيادة المركزية لداعش". وكشف التقرير عن "سلسلة القيادة التي تدير العمليات من سوريا وصولاً إلى الفيليبين وإندونيسيا وما وراءهما".
وفي مانيلا، قال الجنرال ريستيتو باديللا، ناطق باسم القوات المسلحة الفيليبينية، إن معظم المقاتلين الأجانب جاؤوا من دول مجاورة كإندونيسيا وماليزيا. كما يعتقد أن بينهم مقاتلين عرباً ومن بنغلادش، لكن تلك المعلومات لم تتأكد.

باب خلفي
وقال باديللا: "هناك عدد من المقاتلين الأجانب ممن دخلوا إلى الفيليبين تحت ستار أنهم عمال إغاثة. ووصل بعضهم عبر باب خلفي. إن حدودنا سهلة الاختراق".

ويشير بادوك لعلاقات قوية وقديمة تربط إسلاميين إندونيسيين بجزيرة مينداناو. ففي التسعينيات، تلقى هؤلاء تدريبات عسكرية داخل معسكر قريب من ماراواي. وخلال السنوات العشر الأولى من القرن الحالي، أصبحت مينداناو نقطة عبور لإندونيسيين عائدين من القتال في أفغانستان، وملاذاً لمطلوبين لدورهم في تنفيذ سلسلة من التفجيرات الأمنية في إندونيسيا.