ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر.(أرشيف)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر.(أرشيف)
الأربعاء 6 سبتمبر 2017 / 13:47

السعودية في العراق تمد يدها إلى السنّة.. والشيعة

24- زياد الأشقر

رأى تايلور لوك في صحيفة "كريستيان ساينس مونتيور"، أنه مع اقتراب تنظيم داعش من الهزيمة في العراق، فإن الحكومة العراقية توشك على تحقيق نصر آخر يتمثل في المصالحة مع السعودية القوة الإقليمية.

التأثير المباشر الفوري لإعادة الإنخراط السعودي في العراق، سيترجم تعزيزاً للإقلية السنية المحاصرة في هذا البلد

وقال إن المملكة الغنية بالنفط كانت غائبة فعلياً عن العراق منذ قطعت الرياض العلاقات مع بغداد عقب غزو صدام حسين للكويت عام 1990. وبعد الغزو الأمريكي عام 2003، نأى السعوديون بأنفسهم عن جارهم أكثر، معتبرين العراق "قضية خاسرة" واقعاً تحت تأثير منافستهم إيران، وعملوا بفعالية لتجميد العراق خارج السياسات العربية الإقليمية. ويقول خبراء إن التقارب الآن مع السعودية يمكن أن يكون له أثر عميق على العراق من خلال تشجيع السنة المهمشين على إعادة التواصل مع العملية السياسية، مما يكبح جماح النفوذ الواسع لإيران على الشؤون العراقية، ويعيد تفعيل الآمال بتسوية سياسية تنهي العنف الطائفي الذي يجتاح البلاد منذ أكثر من عقد.

الاعتماد على إيران
ولفت إلى أنه من دون السعودية وحلفائها السنة في الخليج من أجل إبقاء العراق في الحضن العربي، فإن قادة البلاد كانوا مرغمين على زيادة اتكالهم على إيران الشيعية من أجل الأمن والإستقرار والديمومة الإقتصادية. والآن، مع القيادة الجديدة في الرياض التي تواجه تحدياً مزدوجا يتمثل في إنخفاض عوائد النفط وحرباً لمواجهة النفوذ الإيراني في اليمن، فإن السعودية تعتنق استراتيجية جديدة لتعزيز نفوذها في العراق(لا شذب أذن إيران فحسب) ديبلوماسياً.

مقتدى الصدر

وأوضح أنه من خلال تكرار الزيارات للرياض في أواخر يوليو (تموز)، استضافت السعودية عدداً من المسؤولين الإيرانيين البارزين، بما في ذلك وزيرا الداخلية والنفط. لكن المفاجأة الأكثر وقعاً كانت زيارة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يملك تأثيراً قوياً في صفوف العراقيين الشيعة. وتلت هذه الزيارات إشارات حسن نية من السعودية هذا الشهر، تمثلت في إعادة فتح معبر عرعر الحدودي للمرة الأولى منذ 27 عاماً. وحضر حاكم المنطقة السعودية الشمالية الأمير خالد بن سلطان شخصياً إلى المعبر للترحيب بالدفعة الأولى من الحجاج العراقيين الذين دخلوا إلى السعودية من هذا المعبر.

سنوات العزلة انتهت
وذكّر الكاتب بأن السعودية أعلنت بشكل حاسم عن خطط لفتح قنصليتين في مدينتي النجف والبصرة العراقيتين، اللتين تتمتعان بأهمية دينية واقتصادية، فضلاً عن إقامة روابط برية مع المدينتين. ويقول مسؤولون عراقيون إن الحكومة السعودية أعلنت أيضاً عن تشكيل مجلس مشترك للتجارة ولجنة للإشراف على سلسلة من المشاريع مثل المستشفيات في بغداد والبصرة وعن افتتاح مناطق للتجارة الحرة، الأمر الذي يعتبر بمثابة نشر للقوة الناعمة بلمسة شخصية تأمل من خلالها الرياض اقناع بغداد والعراقيين، بأن سنوات العزلة عن العالم العربي قد انتهت، وبأنه بعد غياب طويل، يمكنهم الاعتماد على السعودية.

تطور حاسم
ورأى أن التأثير المباشر الفوري لإعادة الإنخراط السعودي في العراق، سيترجم تعزيزاً للإقلية السنية المحاصرة في هذا البلد. ومنذ الغزو الأمريكي عام 2003، رفض الكثير من قادة السنة في العراق المشاركة في التفاوض لصوغ اتفاق سياسي جديد مع الشيعة والأكراد. ويعتقد السنة منذ زمن أن الشيعة العراقيين، بدعم من إيران، لهم اليد العليا وأن في امكانهم إملاء مطالبهم على السنة الذين لا قيادة لهم. وقد تدهورت الثقة بين السنة والحكومة ذات الغالبية الشيعية أكثر بعد استهداف الطائفة السنية وقياداتها من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. ومع تزايد النفوذ السعودي السياسي والاقتصادي في العراق، يقول خبراء إن السنة يمكن أن يشعروا بثقة أكبر في تقديم تنازلات للشيعة والأكراد، والحصول أيضاً على تنازلات من هؤلاء لمصلحتهم. وهذا تطور حاسم من أجل التوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة من شأنه أن يدخل السنة إلى الدولة العراقية ويخفف العنف السياسي والطائفي.