رسم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرمز إلى نيته أسلمة تركيا. (أرشيف)
رسم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرمز إلى نيته أسلمة تركيا. (أرشيف)
الأربعاء 6 سبتمبر 2017 / 13:52

أردوغان مصمم على إعادة تركيا إلى العهد العثماني

بعد زيارته الأخيرة لمدينة اسطنبول، وصف كال ثوماس، معلق سياسي معروف في أمريكا، حال المدينة التي تعد 15 مليون نسمة، والغنية بأسواقها القديمة والحديثة، ومعالمها السياحية وقصورها، معتبراً في مقال نشر في صحيفة "واشنطن تايمز" أن هذه الصورة تجسد خيارات فرضها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الأتراك: بين مستقبل أفضل واستعادة دولتهم العلمانية، أو العودة إلى الوراء عندما كان الإسلام هو الديانة الرسمية للإمبراطورية العثمانية.

هناك عامل آخر سيساهم في زعزعة استقرار تركيا يتمثل في الاستفتاء الذي سيجرى في 25 سبتمبر( أيلول) الجاري، على استقرار إقليم كردستان العراق

ويقول كال إنه عند وقوفه على جسر البوسفور الذي يفصل أوروبا عن آسيا، أدرك أن أردوغان يبدو مصمماً على فرض نمط للإسلام المتشدد على بلد حكمه، منذ قرابة مائة عام، قادة علمانيون. فقد أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية على نسق النظام الغربي، الذي يفصل الكنيسة عن الدولة.

ووفق صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية يبدو أن أردوغان لا يستمع فقط لصوت المؤذن وهو يدعو للصلاة، بل لصوت يطالب بهدم الجدار الذي يفصل المسجد عن الدولة، واستعادة النفوذ العثماني القديم.

تساؤلات
ويلفت الكاتب إلى جملة من التساؤلات حيال مستقبل الدور التركي ضمن حلف الناتو، وبشأن كيفية محاربة دولة إسلامية تركية "للتطرف الإسلامي"، كما وصفه أردوغان سابقاً، إلى أن اختفى مؤخراً من خطابه. وقال أمريكي أقام وعمل في تركيا لبعض الوقت، لكنه آثر عدم ذكر اسمه خشية تعرضه لبعض الضرر، أن الأتراك القادرين على مغادرة بلادهم، أخذوا يهاجرون حالياً.
وقال ذلك الأمريكي للكاتب: "لا توجد في تركيا معارضة سياسية مقنعة. ولم يعد رجال الدين هم الذين يعرِّفون بالإسلام، بل ينوب عنهم أردوغان. وفي تركيا بات رئيسها هو المقرر الوحيد لسياساتها".

قلق إضافي
وبحسب كال، هناك عامل آخر سيساهم في زعزعة استقرار تركيا يتمثل في الاستفتاء الذي سيجرى في 25 سبتمبر( أيلول) الجاري، على استقرار إقليم كردستان العراق. ويقول دانييل بايبس، رئيس منتدى الشرق الأوسط: "فيما أدعم استقلالاً كردياً، وإنشاء دولة كردية كبيرة واحدة، أرى أن الاستفتاء يمثل خطراً على جميع الأطراف المعنيين، ويجسد عاملاً إضافياً لزعزعة الاستقرار في منطقة غير مستقرة. كما يحتمل أن يدفع استقلال إقليم كردستان العراق أياً من الحكومات التركية أو الإيرانية أو العراقية لغزو الإقليم، ما يخشى أن يقود لمواجهة بين قوات أمريكية وروسية".

راحة الحلقوم

ويشير كال لكون أحد أشهر صادرات تركيا للعالم، علاوة على القهوة والحمامات والمناشف التركية، هي حلوى"راحة الحلقوم". ولكن مع تراجع آمال وتطلعات الأتراك، بات عدد منهم يخشى ألا يكون في مستقبلهم أي من سمات الراحة.