طالبان إماراتيان يجمعان طائرة.(أرشيف)
طالبان إماراتيان يجمعان طائرة.(أرشيف)
الأحد 10 سبتمبر 2017 / 20:01

مواصفات الطالب الإماراتي

تتطلب المعايير الجديدة التي يبنى عليها النموذج الموحد للمدرسة الإماراتية من الطلاب فهم الحقائق والمفاهيم والمبادئ ووجهات النظر وامتلاك معرفة عميقة بهذه المعلومات من أجل فهم أفضل لعالمهم ومحيطهم

مستبشرون نحن بالنموذج الموحد للمدرسة الإماراتية. متفائلون بمخرجات تعلم عالية المستوى، وطنية المنشأ، عالمية التوجه. المجتمع كله يقف صفاً واحداً وراء هذا القرار. ولن يكون من المبالغة أن نقول إنه القرار الأكثر قبولاً في تاريخ التوجهات والقرارات التربوية. فالرهان اليوم صار أقوى بأن هذا النموذج الإماراتي الرائد سوف ينتج إماراتيين بمواصفات متفردة.

في زمن المعايير والمواصفات لم يغفل النموذج الموحد للمدرسة الإماراتية أن يحدد مواصفات الطالب الإماراتي، ومعايير نجاح سنوات التعليم الأربعة عشر التي يسلكها الطالب في مسيرته الدراسية. وهو تحديد بالغ الوضوح، يجعل من يتأمل في وثائق التعليم يدرك أن المستقبل مشرق، فالرؤية واضحة.

إن من المهم أن يدرك المجتمع هذه المواصفات، وأن يطلع عليها، بل ويُشرك في تنفيذها. فهذا شأن مجتمعي بحت، والمشاركة فيه مسؤولية وطنية. نظرة فاحصة على مواصفات الطالب الإماراتي كما في وثيقة المعايير الوطنية تظهر أنها تتوزع على أربعة محاور هي: المهارة، والاستقلالية والمسؤولية، والتفاعل مع بيئة العمل، وتطوير الذات. وقد قامت وزارة التربية والتعليم بوضع مجموعة من معايير التعلم من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر ترشد المعلمين وتوجههم نحو تبني منهج دراسي يتصف بأنه أكثر صلة بالواقع وأكثر صرامة وشمولية ويستهدف الجيل المقبل من الإماراتيين.

وتتطلب المعايير الجديدة التي يبنى عليها النموذج الموحد للمدرسة الإماراتية من الطلاب فهم الحقائق والمفاهيم والمبادئ ووجهات النظر وامتلاك معرفة عميقة بهذه المعلومات من أجل فهم أفضل لعالمهم ومحيطهم، كما تؤكد على أن يكون بمقدورهم تطبيق مهاراتهم ومعارفهم الجديدة في مختلف المواقف والسياقات بالغة التعقيد بهدف إعدادهم لمواجهة هذه التحديات المستقبلية. كما تتطلب إتقان مهارات التفكير النقدي بمختلف القضايا المهمة وإيصال أفكارهم وما توصلوا إليه من نتائج، والمشاركة في حل المشكلات والتقصي القائم على التخصص.

كما أن الطالب الإماراتي سيكون بإمكانه التواصل والتعبير عن المعلومات والأفكار وتفسيرها، وجمع مجموعة واسعة من وجهات النظر، وتحديد أفضل مسار للعمل واستخدام التقنيات التي تشكل قناة جديدة يمكن من خلالها للطلاب جمع المعارف السابقة والبحث عن المعلومات المتوافرة عن الوقت الحاضر ووضع مختلف الفرضيات للمستقبل. والعمل الجماعي عبر التعليم وحل المشاكل من خلال الاعتراف بوجود مشكلة ما وتقصيها، ومن ثم صياغة واقتراح حلول قائمة على المنطق والبراهين.

هذه المواصفات هي ما نريده لأبنائنا وهم متجهون إلى مقاعد الدراسة في أسبوعهم الأول. إنها ليست مثالًا صعب المنال. إنها الإماراتي نموذجاً متجسداً بروح جديدة تسري في دماء شعب عشق أرضه وقيادته.