أكراد يحتفلون بعيد النوروز في دياربكر بتركيا.(أرشيف)
أكراد يحتفلون بعيد النوروز في دياربكر بتركيا.(أرشيف)
الثلاثاء 12 سبتمبر 2017 / 13:22

تركيا لا تريد للحرب بسوريا أن تنتهي..هذا هو السبب

لم تعلن الولايات المتحدة عن خطة خروجها من سوريا، وهي تبقى بحاجة إلى قوات برية في هذا البلد، بعدما تحول داعش لطرف غير رسمي.

لن تتأثر عمليات قوات التحالف الدولي ضد داعش كثيراً في حال أغلقت قاعدة إنجرليك لأنها تنطلق حالياً من عدة قواعد في المنطقة

عن هذه القضية، قال الجنرال رايموند توماس، قائد قيادة العمليات الأمريكية الخاصة إنه سيكون من الأفضل لقوات التحالف البقاء في سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية طالما يوجد هناك "عمليات لمكافحة الإرهاب"، مقترحاً بقاء القوات الأمريكية لبعض الوقت.

اعتراف
وأجرت صحيفة "صباح" اليومية الموالية للحكومة، لقاء بدا مدبراً لتوجيه رسالة إلى الولايات المتحدة، مع الجنرال التركي المتقاعد إسماعيل حقي بيكن، قال فيه إن "هدف الولايات المتحدة الوحيد إنشاء منطقة كردية شمال شرق الفرات. وهي تعمل على تحقيق ذلك الهدف، ولا تريد لتركيا التدخل في مساعي واشنطن هناك".

محاولات تخريبية
وكتب فرحات غوريني، باحث سابق في الشؤون التركية لدى مؤسسة كارنيغي في أوروبا في مجلة "ناشونال إرنتست" أنه على رغم عدم معرفة موعد نهاية الحرب الأهلية في سوريا، تشير عدة أطراف لاحتمال نشوء حكم ذاتي سوري – كردي في شمال البلاد. وفيما قد تعترف الدولة التركية بهذه الحقيقة، ليس مستبعداً أن تحاول أنقرة تخريب أي حكم ذاتي كردي، وخاصة بسبب تنامي حلقات الوصل بين حزب العمال الكردستاني، بي كي كي، مع الأكراد الأكراد السوريين والأتراك. ولا بد لتركيا من تجريب عدة خيارات لتحقيق هدفها، وخاصة عند الأخذ في الاعتبار الأثر الذي يمكن لحكم ذاتي تركي أن يتركه على تركيا، وعلى المنطقة والعلاقة بين تركيا والغرب المضطربة أصلاً.

حصار اقتصادي
يقول الكاتب إن أول رد تركي على أية تسوية تشعر بأنها قد تتمخض عن نشوء حكم ذاتي سوري – كردي ستكون عبر إغلاق حدودها مع إقليم روغوفا ( شمال شرق سوريا). ولكن نجاح مثل ذلك الخيار يعتمد على تعاون النظام السوري في عزل الاقليم من عدمه، لأن روغوفا سيتحول عندها إلى منطقة مغلقة تحاصرها دول معادية.

لكن، بحسب غوريني، بدون عزلة من النظام السوري، ستتاح للأكراد في الشمال السوري حرية الحركة داخل الأراضي السورية والاستفادة من سوق محلي ضخم، والتواصل مع الاقتصاد العالمي عبر الموانئ في الغرب السوري، وخاصة نسبة لخصوبة الأراضي الزراعية في المنطقة الكردية ولغناها بحقول نفط.

إغلاق إنجرليك
وأما الخيار الثاني الذي قد تتبعه تركيا لمنع قيام كيان كردي في شمال وشرق سوريا، فقد يأتي عبر إغلاق قاعدة إنجرليك، التي كانت محور خلاف بين تركيا وحلفائها في الناتو بسبب موقفها في بداية الحرب على داعش.

فقد فتحت أنقرة القاعدة أمام قوات التحالف على أمل الحصول على تنازلات أمريكية حيال دعم قوات سوريا الديمقراطية، ولاحتمال إقامة منطقة حظر طيران في شمال سوريا. لذلك، قد تعمد تركيا لإغلاق القاعدة، وكذلك قاعدة ديار بكر الجوية أمام قوات التحالف الدولي، في حال وجدت أنه تم تجاوزها في أية تسوية تتعلق بمنطقة حكم ذاتي سوري – كردي.

مساعدة غير ضرورية

ولكن، برأي غوريني، لن تتأثر عمليات قوات التحالف الدولي ضد داعش كثيراً في حال أغلقت قاعدة إنجرليك لأنها تنطلق حالياً من عدة قواعد في المنطقة. من جهة أخرى، سيكون لتعزيز الاستقرار في سوريا بعد انتهاء الحرب دوره الأساسي لكي تقف سوريا ثانية على أقدامها. ولكن من المرجح أن تحاول تركيا منع أي تنمية أو استقرار في منطقة روغوفا.