الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الأربعاء 13 سبتمبر 2017 / 15:17

هل يلبي الألمان الأتراك نداء أردوغان؟

24- زياد الأشقر

صدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الألمان الشهر الماضي عندما طالب الألمان الأتراك بمقاطعة عدد من الأحزاب الرئيسية في الانتخابات العامة المقبلة، معتبراً أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر "أعداء لتركيا"، مناشداً المواطنين الألمان من أصل تركي اختيار أحزاب أخرى في الانتخابات المقررة في 24 سبتمبر (أيلول).

إذا أظهرت عملية الاقتراع إن الألمان الأتراك يتفادون الأحزاب التي ندد بها أردوغان، سيكون ذلك مؤشراً إلى مستوى تأثير قوة أجنبية على ناخبين أوروبيين، وحتى إلى فشل للإندماج

 ولكن الصحافية بيثاني ألن-إبراهميان تقول في مجلة "فورين بوليسي" إنه مع اقتراب موعد الانتخابات، يبقى من غير المؤكد، ما إذا كان مليون ناخب ألماني من أصل تركي يحق لهم الانتخاب، سيصغون لنداء أردوغان، في الوقت الذي لم يجر أي استفتاء في أوساط الجالية التركية. وليست نتائج الانتخابات وحدها هي على المحك. وإذا أظهرت عملية الاقتراع إن الألمان الأتراك يتفادون الأحزاب التي ندد بها أردوغان، سيكون ذلك مؤشراً إلى مستوى تأثير قوة أجنبية على ناخبين أوروبيين، وحتى إلى فشل للإندماج.

دعم مرتفع تقليدياً
وذكّرت الصحافية بأن دعم الألمان الأتراك لوسط اليسار الممثل في الحزب الاشتراكي الديمقراطي كان تقليدباً عالياً جداً. واستناداً إلى مجلس الخبراء للمؤسسات الألمانية حول الإندماج والهجرة، فإن 70 في المئة من الناخبين الألمان الأتراك كانوا يدعمون الحزب الاشتراكي، مقارنة بنسبة 27,9 في المئة من الناخبين الألمان الأصليين و40،9 في المئة من إجمالي المهاجرين الآخرين. وهذا عائد إلى تركيز الحزب الاشتراكي الديمقراطي على العمال، في الوقت الذي وصل الكثير من الألمان الأتراك بصفتهم عمالاً في الستينيات والسبعينيات، فضلاً عن سياسة الحزب الودية نحو المهاجرين والمسلمين. وكان دعم الألمان الأتراك لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل ضعيفاً بحدود 6 في المئة، بسبب معارضة الحزب التاريخية لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.

 العلاقات سيئة

ولفت إلى أن تعليقات أردوغان أتت في وقت شهدت العلاقات بين ألمانيا وتركيا تدهوراً حاداً في الأشهر الأخيرة. والبلدان عضوان في حلف شمال الأطلسي، لكن المحاولة الإنقلابية الفاشلة في أنقرة العام الماضي ورد فعل أردوغان القمعي على المجتمع المدني والمحامين والقضاة والصحافة، وسّع من الشرخ بين الجانبين. لكن الاستفتاء على تعديل الدستور التركي الذي جرى في أبريل (نيسان) الماضي، جعل العلاقات تتجه نحو الأسوأ، على صعيد العلاقات الثنائية العالية المستوى وعلى صعيد المشاعر الشعبية. وأبدى القادة الأوروبيون قلقاً كبيراً حيال الاستفتاء، الذي من شأنه تعزيز الصلاحيات بين يدي إردوغان. وعمدت ألمانيا إلى منع منظمات لها صلة بحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إردوغان، من عقد تجمعات انتخابية للألمان الأتراك، مما تسبب بإغضاب الزعيم التركي الذي اعتبر هذه الخطوة بأنها تصرف "فاشي".

التعديلات الدستورية
ولفت الكاتب إلى الدعم القوي لتعديلات أردوغان الدستورية في أوساط الأتراك المقيمين في ألمانيا، إذ من بين ثلاثة ملايين ألماني من أصل تركي، هناك 1,4 مليون ناخب مؤهلين للاقتراع في الاستفتاء، وبلغت نسبة الذين أيدوا التعديل الدستوري 63 في المئة منهم. وذهب هذا الدعم في اتجاه تعزيز قبضة أردوغان على السلطة، الأمر الذي تخشاه الحكومات الغربية.