النيران تتصاعد من برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001.(أرشيف)
النيران تتصاعد من برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001.(أرشيف)
الأربعاء 13 سبتمبر 2017 / 15:24

بعد 16 سنة على هجمات 11 سبتمبر.. كيف تطوّر شكل الإرهاب؟

بعد ستة عشر عاماً على وقوع هجمات 9/11 ، والتي أدت لخوض أمريكا أطول حربين وأكثرهما كلفة في تاريخها، بداية في أفغانستان ثم في العراق، فُتح الطريق أمام القاعدة، وخلَفَه داعش، لكي يسيرا على طريق التدمير وسفك الدماء حول العالم.

منذ حربي العراق وأفغانستان تحوّل تنظيم القاعدة إلى وحش برؤوس عدة، وأثار عاصفة من النشاط الجهادي في المنطقة

ويقول جاك مور، مراسل الأمن والإرهاب لدي مجلة "نيوزويك"، إنه منذ صبيحة 11 سبتمبر ( أيلول) 2001، قتل أكثر من 200 ألف شخص في هجمات على قطارات وأسواق وشوارع شهيرة وصالات موسيقية، ومقار عسكرية، ومساجد من بغداد وحتى بوسطن. ولربما تراجعت حدة الهجمات الإرهابية، ولكن العالم بات يعيش اليوم في عصر جديد من التوجس والخوف بسبب عدم القدرة على التنبؤ بما سيحدث.

عالم مستقطب
ويشير مور إلى "أننا نعيش حالياً في عالم يزداد استقطاباً أتاح تغطيات صحفية واسعة لهجمات ونشاطات إرهابية، ما وفر منصة ووسائل اتصال لنشر إيديولوجيات متطرفين، ممن غدوا اليوم قادرين على إيصال رسائلهم إلى غرف النوم حول العالم". كما سمحت تقنيات جديدة لمتشددين، في سوريا أو العراق، بتجنيد أغرار من شباب وشابات من كل مكان، ومضى بعضهم لتنفيذ هجمات فتاكة داخل بلدانهم الأصلية.

وحش بعدة رؤوس
ويلفت المراسل للدمار الذي أحدثته حربا أفغانستان والعراق، ولقتل آلاف المدنيين في كلا البلدين، الأمر الذي حوّل تنظيم القاعدة إلى وحش برؤوس عدة، وأثار عاصفة من النشاط الجهادي في المنطقة. وعندما خُلع صدام حسين، حلت الولايات المتحدة الجيش والشرطة العراقية، ومنعت من كان يعمل مع النظام السابق من المشاركة في العمل في العراق الجديد. ونتيجة له، انضم عشرات الآلاف ممن أصبحوا عاطلين عن العمل، إلى حركة المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي.

تمرد قاد لداعش

وبرأي مور، تحولت حركة التمرد تلك إلى ما بتنا نعرفه اليوم باسم داعش، بزعامة سجين سابق في المعتقلات الأمريكية في العراق، أبو بكر البغدادي. ورغم أنه شكل تنظيمه من رحم القاعدة في العراق، سرعان ما ابتعد البغدادي عن قيادته في العراق وسوريا، إلى أن غزا الموصل وأعلن من داخل مسجدها الشهير قيام خلافته المزعومة.

تنافس محبّب ومكروه

وبحسب المراسل، يمكن اعتبار التنافس بين داعش والقاعدة أمراً محبّباً ومكروهاً في آن معاً، بحيث يعمل أعضاؤهما على منافسة بعضهما بعضاً، ما يجعلهم أكثر خطورة وفتكاً. وربما بدا القاعدة متراجعاً بعد بروز داعش، ولكنه في الواقع بقي نشطاً عبر أفريقيا والشرق الأوسط، وفي يناير ( كانون الثاني) 2016، وجه بتنفيذ هجوم في أوروبا، وتحديداً داخل مكاتب مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة.

استمرار الخطر
ووفقاً لمور، رغم خسارة داعش معظم دولته في العراق وسوريا، سيبقى والقاعدة يمثلان خطراً لسنوات، ذلك أن كلاً منهما له عشرات الآلاف من المقاتلين، ولديهما رغبة في نشر رسالتهما المتطرفة الإرهابية لا في أفريقيا والشرق الأوسط وحسب، بل بين الغربيين أيضاً.

ويحذر مور من لجوء داعش، بعد سلسلة من الهزائم في العراق وسوريا، للعمل السري، ولربما إعادة آلاف المقاتلين الأجانب الذين استدرجهم إليه، إلى بلدانهم الأوروبية والآسيوية لتنفيذ هجمات تبعاً لأوامر تصدر عن بعد عبر النت، من قبل من تبقى من قادة الجهاديين في سوريا والعراق.