جلسة للكونغرس الأمريكي.(أرشيف)
جلسة للكونغرس الأمريكي.(أرشيف)
الأربعاء 13 سبتمبر 2017 / 15:19

هكذا يستغل القاعدة الانقسامات السياسية في أمريكا

كتب علي صوفان، رئيس مجلس إدارة مجموعة صوفان، ومحقق خاص سابق لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، صدر له حديثاً كتاب بعنوان" تشريح الإرهاب: من موت بن لادن لظهور داعش" عن استغلال تنظيم القاعدة الانقسامات السياسية الأمريكية، مستغلاً عمله لسنوات في محاربة الإرهاب، قبل وبعد هجمات 9/11، لتركيز الضوء على ما يجري حالياً على الساحة الأمريكية.

قال أيمن الظواهري: "نحن الآن فكر وإيديولوجية أولاً ومن ثم منظمة. ولكي ننتصر، يجب أن تكون أفكارنا أقوى. ولا بد من التمسك بها بتصميم وثبات"

 ويقول صوفان في مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، إنه عند وقوع مأساة 9/11، سرعان ما بدت أمريكا موحدة، ووضع اليمين واليسار خلافاتهما جانباً، ووقف جميع أعضاء الكونغرس على درج الكابيتول لينشدوا :"ليبارك الله أمريكا".
  
ترابط اجتماعي
ويذكر صوفان بمظاهر الترابط الاجتماعي التي تبدت طوال أسابيع بعد الهجمات، والتي كانت بمثابة تصميم على التزام القيم الأمريكية، وساعدت على المحافظة على حرية التعبير وتطبيق حكم القانون في مواجهة خطر كبير.

وفي المقابل، يرى الكاتب أن الهدف الرئيسي للإرهاب يكمن في استثمار التمزق والفرقة داخل مجتمع مستهدف. ولطالما سعى تنظيم القاعدة لتحقيق هذه الغاية في الولايات المتحدة، حيث أجرى أسامة بن لادن، من مخبئه في أبوت أباد، دراسة مستفيضة لحالة الاستياء الشعبي الأمريكي من حربي العراق وأفغانستان، وأصدر لقادته أوامر للبحث عن وسائل تفيد في استغلال تلك الحالة. وفي نفس الوقت، قال أنور العولقي، الداعية الأمريكي – اليمني، الذي روج للقاعدة عبر فيديوهات ناطقة بالإنجليزية، وبفرح ظاهر: "في نهاية الأمر، سوف ينقلب الغرب ضد مواطنيه المسلمين". وقد كرر البعض تلك العبارات عقب إصدار الرئيس ترامب أوامره التنفيذية بمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى أمريكا.

استقطاب
ويقول صوفان بأنه لو أن العولقي كان حياً اليوم، لكان سعيداً بالانقسامات التي تعصف بأمريكا. فحالياً يسعى الأمريكيون للتعافي من تبعات أشد الحملات الانتخابية استقطاباً، وعلى أعلى المستويات السياسية والاقتصادية والعرقية، والجغرافية. كما تتسع ظاهرة الإسلاموفوبيا. وقد وصل الأمر لدرجة عدم وجود اتفاق بين الأمريكيين حول وصف العدو الرئيسي لأمريكا، وتجرى مناقشات بشأن استخدام عبارات مثل "راديكالي وإسلامي".

جرائم الكراهية
ويرى الكاتب أنه، في نفس الوقت، ساد التطرف في المجتمع الأمريكي. فقد أظهرت دراسة أجراها صحفيون استقصائيون أن جماعات الكراهية في الداخل الأمريكي كانت مسؤولة ما بين 2016-2008 عن هجمات ومؤامرات أكثر مرتين من تلك التي نفذها إسلاميون. وتظهر أحداث شارلوتسفيل التي نفذ فيها هجوم بشاحنة، بأن إرهاباً محلياً بات يمثل خطراً كالهجمات التي تلهمها تنظيمات أجنبية.

تخاذل سياسي

ويؤكد صوفان قيام الشرطة الأمريكية والأجهزة الأمنية بعملها في مقاومة الإرهاب، لكنه يقول أن الشيء نفسه لا ينطبق على الساسة في أمريكا، من كلا الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديموقراطي. وقد وصل الأمر لدرجة أن الكونغرس منقسم بشأن القضية، وحتى أنه عجز عن تحديث الإذن لاستخدام القوة العسكرية الذي أقر في عام 2001 .
 
تمسك بالإيديولوجية
ويلفت الكاتب لأمر ساهم في استمرارية ممارسة القاعدة نشاطاته بعد 16 عاماً على هجماته على أمريكا، ولإنشائه مراكز جهادية في أكثر من مكان، في العراق وسوريا واليمن، وهو تمسكه بفكره وإيديولوجيته. وكما قال أيمن الظواهري، زعيم التنظيم حالياً: "نحن الآن فكر وإيديولوجية أولاً ومن ثم منظمة. ولكي ننتصر، يجب أن تكون أفكارنا أقوى. ولا بد من التمسك بها بتصميم وثبات".