الأحد 17 سبتمبر 2017 / 10:40

صحف عربية: نيويورك الفرصة الأخيرة للوسطاء في الأزمة القطرية

24 - معتز أحمد إبراهيم

تتصاعد حدة تداعيات الصراع حول الدور الإيراني في سوريا، فيما تتواصل تبعات الأزمة القطرية على الساحة السياسية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فجّرت قمة أستانة الخلافات بين السياسيين والفصائل السورية، فيما أرجع قيادي من حماس تحريك ملف المصالحة الفلسطينية بأنه يعود لرفع الفيتو الأمريكي الإسرائيلي عن المصالحة.

ضبط الدور الإيراني
وفي التفاصيل، رصدت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية خلال الساعات الأخيرة ظهور صراع أمريكي روسي لـ"ضبط" دور إيران في شرق سوريا. وقالت الصحيفة إن الصراع سيرتكز حول السيطرة على معبر حدودي مع العراق.

وأكدت الشرق الأوسط أن "قوات سوريا الديمقراطية" التي تدعمها واشنطن، إضافة إلى قوات النظام السوري وميليشيات إيران التي تغطيها موسكو من جهة ثانية، تعجلت الوصول إلى مدينة البوكمال على حدود العراق، بالتزامن مع تقدم الجيش العراقي نحو معبر القائم مقابلها.

بدوره قال قائد وحدات الشعب الكردي سبان حمو للصحيفة، إن طائرات روسية أو سورية قصفت فجر أمس مواقع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" شرق مدينة دير الزور، وهو الأمر الذي نفته موسكو. وأضاف حمو للصحيفة إن الغارة حصلت على موقع لـ"قسد" و"مجلس دير الزور العسكري" قرب معمل النسيج شمال شرقي دير الزور، وتساءل حمو "أننا نريد توضيحاً من الجهات التي قامت بالقصف".

وقال حمو: "نقوم بقتال تنظيم داعش الذي هو خطر على العالم، ودحرنا التنظيم في مناطق كثيرة، وحققنا انتصارات ضده؛ حيث إن داعش على وشك الانتهاء. لماذا يقصفون قواتنا؟ هل هم منزعجون من القضاء على داعش". وأشار حمو إلى أنه اقترح على الروس والأمريكيين توفير الدعم لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في حربها ضد داعش، لافتا إلى أن الاقتراح تجدد قبل أيام على الجانب الروسي. وقال: "روسيا تقول إنها تريد محاربة الإرهاب، إذن كيف تحارب طرفاً فاعلاً ضد الإرهابيين؟".

الأزمة القطرية
من جانب آخر، قالت أوساط خليجية مطّلعة لصحيفة العرب، إن دول المقاطعة تنظر إلى لقاء نيويورك الثلاثاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كونه الفرصة الأخيرة أمام الدوائر الأمريكية التي تعتقد بإمكانية نجاح الوساطة مع قطر في الوصول إلى حلّ عبر الحوار، لافتة إلى أن هامش المناورة أمام الدوحة صار محدوداً جداً.

وأشارت الأوساط إلى أن تميم لا يمكن أن يعلن في خطابه أمام الجمعية العامة، أو في لقائه بترامب، تمسّكه بالحوار مع الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، أو أنه يتبنّى الحرب على الإرهاب، ثم تعلن وكالة الأنباء الرسمية القطرية أو قناة الجزيرة، أن كلام الأمير تم تأويله بشكل خاطئ، أو تحريفه، فالتراجع هنا غير ممكن لأنه أمام أنظار العالم. واعتبرت هذه الأوساط أن الرئيس الأمريكي سيكون في وضع أقوى أمام لوبي وزارة الخارجية الموالي لقطر. ولم تستبعد أن يبادر ترامب في كلمته أمام الجمعية العامة إلى دعوة قطر لفك ارتباطها بالإرهاب، وأن توقف أسلوب الهروب إلى الأمام وتقبل بالحوار مع جيرانها لإنهاء أزمة تجاوزت المئة يوم.

قمة أستانة 
وعلى صعيد آخر، فجر الاتفاق الأخير في أستانة حول توسيع مناطق خفض التصعيد بسوريا، وضم مدينة إدلب إلى تلك المناطق، خلافات بين الطبقة السياسية في المعارضة السورية، والفصائل التي وقعت على هذا الاتفاق.

وقالت صحيفة عكاظ، إن عدد من المعارضين اعتبروا أن مثل هذا الاتفاق يمثل تقاسماً للأراضي بين المعارضة والنظام، ما يشكل ضربة موجعة للحراك الثوري، فيما رأى معارضون أن الفصائل تصرفت من دون وجه حق بالاتفاق مع الجانب الروسي، خصوصاً في جزئية قتال ما يقارب 25 ألف من الجيش الحر للنصرة في إدلب، فيما سترسل روسيا وإيران وتركيا قوات مراقبة لهذا الاتفاق.

ووصف رئيس إعلان دمشق، المعارض سمير نشار الاتفاق بالمخزي والمعيب بحق الثورة السورية، مشيراً إلى أن دخول قوات ثلاث دول أجنبية لتتقاسم النفوذ على الأراضي السورية، بذريعة محاربة الإرهاب الذي تمثله جبهة النصرة، "أمر غير مقنع"، مؤكداً أنه لا يمكن محاربة الإرهاب إلا بواسطة ومشاركة السوريين، وليس بمشاركة إيران وروسيا وتركيا.

المصالحة الفلسطينية
وفي ملف المصالحة الفلسطينية، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، إشادته بالجهد الهائل الذي يبذله جهاز المخابرات المصرية لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأعتبر أبو مرزوق هذا الجهاز الحيوي بمثابة بوابة فلسطين على الدوام وأن المخابرات المصرية ليست مجرد جهاز مجرد جهاز أمني.

وأفاد أبو مرزوق في لقاء مع صحيفة القدس الفلسطينية، أن بعض الأخوة من حركة حماس سيقيمون في مصر إلى جانب المقيمين أصلاً من قبل، وهو ما يعد إشارة من القيادي الفلسطيني بافتتاح حماس مكتباً لها في القاهرة.

وكشف أبو مرزوق النقاب أن ما وصفه بالفيتو الأمريكي الإسرائيلي على المصالحة الوطنية لم يعد قائماً. من ناحية أخرى كشف أبو مرزوق عن وجود آلية سيتم تفعيلها قريباً لتشغيل معبر رفح، كاشفاً أن المعبر كان سيتم افتتاحه قريباً إلا أن العملية الإرهابية الأخيرة في سيناء عطلت هذه الخطوة.