الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الإثنين 18 سبتمبر 2017 / 12:54

أول اختبار دولي لترامب...كيف سيتصرف الرئيس الانفعالي؟

24- زياد الأشقر

كل عام، يذهب رئيس الولايات المتحدة إلى نيويورك للترحيب بزعماء العالم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. هناك يلقي خطاباً ويجتمع مع سلسلة طويلة من الحكام الأجانب لمناقشة مجموعة من القضايا المعقدة وأحياناً العصية على التفسير.

في بعض الأماكن، ثمة ميل غرائزي للتنديد بترامب بصفته متقلباً وذا هوس سياسي وديبلوماسي ب "تويتر" ولكن في الحقيقة "لا يمكنك شطب الرئيس الأمريكي"

وكتب بيتر بايكر في صحيفة "نيويورك تايمز" أنه عندما يحضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة جلسة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، فإن كل الأنظار ستتركز عليه، وسيحاول نظراؤه من مختلف انحاء العالم التسلل بين الحشود لخطف مصافحة ومحاولة تخمين ما سيكون عليه هذا الرئيس غير العادي من بين الزعماء الأمريكيين.

الفرصة الأولى 
وينقل عن نائب رئيس "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن" جون ب. آلترمان أن "العالم لا يزال يحاول قياس هذا الرئيس. وبالنسبة إلى عدد من القادة، هذه الفرصة الأولى لهم لرؤيته، والحكم عليه، ومحاولة الإفادة من الجانب الجيد منه". ولفت إلى أنه في بعض الأماكن، ثمة ميل غرائزي للتنديد بترامب بصفته متقلباً وذا هوس سياسي وديبلوماسي ب "تويتر" ولكن في الحقيقة "لا يمكنك شطب الرئيس الأمريكي".

مبدأ ترامب
ولفت بايكر إلى أن إحدى المهمات ذات الأولوية للرئيس ترامب، ستكون تعريفه لمقاربة "أمريكا أولاً" التي قادته إلى الانسحاب من اتفاقات دولية للتجارة الحرة والمناخ، التي تعتبر المهمة الأولى للأمم المتحدة. ونسب إلى السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد، أن التحدي الذي يواجه الرئيس هو أن "يعّرف بمبدأ ترامب بالنسبة إلى القيادة والإنخراط العالميين للولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "الفكرة السائدة في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك الأمم المتحدة، هي أن الرئيس ترامب هو آحادي وانعزالي. لذا، أمام ترامب الفرصة لتقديم وتعريف رؤيته واستراتجيته. والعالم سيكون كله آذاناً صاغية".

وأشار بايكر إلى أن ترامب يصل إلى نيويورك في وقت تشتد فيه التوترات حول استفزازات كوريا الشمالية وتتزايد التساؤلات حيال ما سيفعله بالاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران. ويقول محللون إنه بينما كان الزعماء الأجانب يخشون من رئاسة أمريكية غريبة الأطوار، فإنه جرت طمأنتهم، إلى حد معين، بأن ترامب يتجه نحو سياسة خارجية تقليدية أكثر مما توقعه البعض.

خلل وظيفي في الإدارة
واضاف بايكر أن الرئيس لم يخض حرباً تجارية شاملة مع الصين، ولا مزّق اتفاق إيران أو أتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، أو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، على الأقل حتى الآن. وأعلن أخيراً عن دعمه لحلف شمال الأطلسي ووافق على إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان. لكن السفير البريطاني السابق إلى واشنطن بيتر ويستماكوت يقول إن "أصدقاء أمريكا لا يزالون يرون خللاً وظيفياً في قلب إدارة ترامب، بينما مستشارون أساسيون يدخلون ويخرجون من باب دوار...لا يزالون غير متشجعين باعلانات ترامب حول التغير المناخي والسياسة التجارية" و"يخشون أن يؤدي الكلام القتالي لهذا الرئيس الإنفعالي إلى جعل الأمور تزداد سوءاً عوض الاتجاه نحو الأفضل في شبه الجزيرة الكورية".

وهذا الأسبوع، قال مستشار الأمن القومي إتش. آر. ماكماستر إن ترامب سيشدد على "السيادة والمحاسبة". والسيادة كلمة تدغدغ مشاعر المحافظين الأمريكيين المتشككين في الأمم المتحدة. كما أنها كلمة تُستخدم من حكام مستبدين مثل الرئيسين السوري بشار الأسد والفنزويلي نيكولاس مادورو لرفض التدخل من قبل قوى خارجية فيما هما يسحقان المعارضة.