موقع نووي إيراني(أرشيف)
موقع نووي إيراني(أرشيف)
الإثنين 18 سبتمبر 2017 / 12:37

لماذا تشكّل إيران خطراً أكبر من كوريا الشماليّة؟

أكّد الكاتب السياسيّ حشمت علوي أنّ برنامج إيران النووي، حتى ولو كان من دون قنبلة لغاية اليوم، يتمتّع بالقدرة على أن يكون أخطر من برنامج كوريا الشماليّة حتى بعد تجربتها للقنبلة الهيدروجينيّة. ورأى في مجلّة "فوربس" الأمريكية أنّ البرنامج الكوري الشمالي اليوم هو متطور أكثر من البرنامج الإيراني، إضافة إلى أنّ بيونغ يانغ أمّنت لطهران مستلزمات وتكنولوجيا تصنيع الصواريخ البالستية لعقود من الزمن.

النظام الإيراني لديه أهداف أكثر عدائية، فهو يريد ملء الفراغ الذي سيتركه داعش ليمدّ ممرّاً برياً يصل طهران بشواطئ المتوسط

لكنّ الفارق هو أنّ البرنامج النووي الإيراني يرتقي إلى مستوى أعلى حين يفهم المرء طبيعة الطموحات الإيرانية في ملاحقة أهدافها من خلال الغشّ. قبل كل ذلك، ما زال من الواجب معاقبة هذا نظام لتصرّفاته السيّئة خلال السنوات الماضية والتي يجب أن تتغيّر. ويشير الكاتب إلى أنّ النظام الإيراني يرى نجاته في اعتماد سياسة عدائيّة تتسبّب بالخراب في الخارج. فهي استفادت من الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات وشنّت هجمات إرهابية خلال التسعينيات وتوسّعت بعد الحروب في أفغانستان والعراق ووصلت اليوم إلى سوريا واليمن.

أهداف أكثر عدائيّة
لا تبرير للنظام الكوري الشماليّ في مواصلة تطويره لبرنامجه النووي كما يكتب علوي. لكنّه يضيف أنّ النظام الإيراني لديه أهداف أكثر عدائية، فهو يريد ملء الفراغ الذي سيتركه داعش ليمدّ ممرّاً برياً يصل طهران بشواطئ المتوسط. وهذا سيؤمّن قدرات لها كي ترسل مقاتلين وتمويلاً وكل ما تحتاجه ميليشياتها على الأرض كي تثبّت موطئ قدم لها في الشرق الأوسط. وإذا أقرنت إيران هذه القوة بترسانة نووية سيتعاظم الخطر أكثر. فهي تجلس على رابع احتياط للنفط الخام في العالم وثاني أكبر احتياط للغاز الطبيعي.

قوة عاملة ونعرات طائفية
وبوجود 80 مليون نسمة فيها، تتمتّع إيران بقوّة عاملة كبيرة بينما لدى كوريا الشماليّة 25.4 مليون نسمة وهي مجبرة على إرسال عشرات آلاف العمّال إلى الخارج لتحويل الأموال إلى وطنهم الأم. وهنالك فارق آخر بين الدولتين يكمن في أنّ إيران دولة دينية وتستفيد من ذلك عبر إثارة النعرات الطائفية في الشرق الأوسط. وإذا أصبحت إيران دولة نووية، ستتصاعد المخاطر في المنطقة التي يمكن أن تشهد سباقاً نوويّاً بنتائج كارثية. لكنّ كوريا الشماليّة محاصرة من كوريا الجنوبية واليابان وهما حليفتان لأمريكا التي وضعت عشرات الآلاف من الجنود في تلك المنطقة.

لن تقف الصين وروسيا على الأرجح إلى جانب كوريا الشمالية في حال نشب نزاع مع المجتمع الدولي. وهذا كان بارزاً يوم الاثنين الماضي حين فرض مجلس الأمن أقسى عقوبات لغاية اليوم على بيونغ يانغ. وتفهم بيونغ يانغ جيداً أنّه بإمكانها خسارة دعم بيجينغ خصوصاً مع التهديدات الجديدة لواشنطن، وأنّه لا يمكن الاعتماد على موسكو.

تفتيش الوكالة أصبح أقلّ تدقيقاً
في هذا الوقت، تشير التقارير إلى أنّ إدارة ترامب تدرس خيار اللجوء إلى استراتيجية أكثر تشدداً تجاه إيران. وهذا يجب أن يتضمن تفتيش المنشآت العسكرية للنظام، خصوصاً بعدما رفض مستشار لخامنئي هذه الإجراءات. وقال النائب السابق للمدير العام للوكالة الدولية لطاقة الذرية أولي هينونين أنّ برنامج التفتيش الذي تديره الوكالة "أصبح أقل شمولاً وتطلّباً منذ تطبيق الاتفاق النووي". وتأسّف الكاتب للضغط الذي مارسه بعض الغربيين من أجل تطمين إيران والذي أدّى إلى نتائج سلبية من بينها اندفاع المجتمع الدولي للانخراط معها والامتناع عن اتّخاذ خطوات ضرورية بحقّها.

وطالب علوي الأمريكيين باتّخاذ إجراءات حاسمة لكبح إيران، وهي ليست دعوة إلى حرب جديدة كما قد يسارع المدافعون عن إيران لوصفها على حدّ تعبيره:

- إطلاق تفتيش واسع ودقيق للمنشآت العسكرية الإيرانية بدءاً بمجمّع بارشين المثير للجدل في جنوب شرق طهران.
- تبنّي قرار جديد من مجلس الأمن يطالب إيران بوقف إجراء التجارب البالستية والتي تحاول من خلالها معرفة كيف يمكن وضع رؤوس نوويّة على صواريخها.

- التحرّك لإنهاء دعم إيران للإرهاب والتدخل في اليمن وسوريا ولبنان والعراق ودول أخرى وإيقاف خرقها التاريخي لحقوق الإنسان في الداخل.

- تبني عقوبات تستهدف سياساتها الحربية في المنطقة. وكان مجلس النواب الأمريكي قد اتّخذ خطوة في الاتجاه الصحيح بالتصويت على حظر بيع الطيران المدني إلى إيران. وفرضت وزارة الخزانة عقوبات جديدة على 11 كياناً وفرداً متورطين في البرنامج البالستي وهجمات سيبيرية وأعمال إرهابية.

- دعم الشعب الإيراني في مسيرته لاستبدال نظام الملالي بدولة قائمة على الحرية والمساواة والديموقراطية الحقيقية. ودعا معارضو الاتفاق النووي إدارة ترامب إلى تبنّي هذه الإجراءات عبر الإشارة إلى "توثيق العلاقات مع مجموعات مؤيدة للديموقراطية في إيران".