زعيم الديموقراطيين الأحرار والمرشح الرئيسي في الانتخابات البرلمانية الألمانية كريستيان ليندنر (أ ف ب)
زعيم الديموقراطيين الأحرار والمرشح الرئيسي في الانتخابات البرلمانية الألمانية كريستيان ليندنر (أ ف ب)
الإثنين 18 سبتمبر 2017 / 15:30

الديمقراطيون الأحرار في ألمانيا يبددون الأمل بإصلاح الاتحاد الأوروبي

قبل أسبوع على الانتخابات الألمانية يبدو حزب الديمقراطيين الأحرار الذي مني بهزيمة مدوية في انتخابات 2013 مرشحاً للعودة إلى البرلمان، حيث يمكنه ان يجعل برلين شريكا أكثر إحراجاً لشركائها الأوروبيين.

في حال تمكن هذا الحزب من استعادة دوره التاريخي كشريك أصغر في ائتلاف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي، سيحمل معه معارضته القوية لزيادة التحويلات المالية بين دول الاتحاد الأوروبي.

وقد تؤدي هذه المعارضة من برلين إلى تقويض الزخم المتزايد لإصلاح التكتل.

والمخاطر عالية في سباق انتخابي يبدو فيه الفائز مؤكداً، فيما تتوجه الأنظار إلى 4 أحزاب أصغر، ستحصل بحسب استطلاعات الرأي على 10% من الأصوات.

ومع تقدم حزب ميركل بفارق كبير في استطلاعات الرأي، لكن دون الحصول على أغلبية مطلقة على الارجح، فإن المستشارة ستكون بحاجة إلى شريك من أحد الأحزاب الأصغر، اذا لم تكن تريد مواصلة "ائتلافها الكبير" الخالي من الود مع الاشتراكيين الديمقراطيين.

لكن ميركل استبعدت العمل مع حزب "البديل لألمانيا" المعادي للهجرة أو مع "دي لينكه" اليساري المتشدد، مما يخلي ساحة المعركة أمام الديمقراطيين الأحرار والخضر للفوز المحتمل بشراكة الائتلاف.

وتقول الأمينة العامة لحزب الديمقراطيين الأحرار، نيكولا بير، إن الهدف واضح "السؤال الحاسم في هذه الانتخابات هو أي حزب سيكون ثالث أكبر الأحزاب".

وتركت المستشارة الحذرة خياراتها مفتوحة، والمحت إلى كل من الديمقراطي الحر المؤيد للشركات والخضر اليساري التوجه، في احتمال أن يكون لهما معقد في المشاورات الحكومية بعد الانتخابات المقررة في 24 سبتمبر (أيلول).


وإذا ما انضم الديمقراطي الحر إلى حكومة للمسيحيين الديمقراطيين، فإن إصلاح منطقة اليورو "سيحكم عليه بالفشل" بحسب الخبير الاقتصادي كريستيان أودندال من مركز الإصلاح الأوروبي، مضيفاً أن ذلك سيكون "أكثر الائتلافات خطورة على اليورو".

النظام قبل كل شيء
يؤيد الديمقراطي الحر، أكثر من أي حزب آخر، سياسة اقتصادية تقليدية لألمانيا تضع قواعد واضحة قائمة على السوق وتطبيقها بحذافيرها مهما كلف الأمر.

وعلى المستوى الأوروبي يُترجم ذلك برفض لأي خطط لميزانية مشتركة لمنطقة اليورو تخفف من تأثير أزمات اقتصادية، أو أن يقوم صندوق النقد الدولي بتقديم قروض طارئة.

ويتبادل المسؤولون الفرنسيون والألمان تلك الافكار منذ انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مايو (أيار) الذي إعادة الثقة في مستقبل الاتحاد الأوروبي بين نخب القارة.

وقال زعيم الديمقراطيين الأحرار كريستيان ليندنر في تجمع حزبي "إذا كانت فكرة تخصيص ميزانية خاصة لمنطقة اليورو من أموال ألمانيا كي تذهب إلى دول أوروبية أخرى فإننا لن نساهم في تحقيق ذلك".

وأضاف "إن اتحاداً من تحويلات كتلك لن يقوي أوروبا".

وينتقد الديمقراطيون الأحرار بشكل خاص صفقات الإنقاذ التي سمحت ببقاء اليونان في منطقة اليورو رغم ديونها الهائلة.

ويؤيد برنامجهم الحزبي "إجراءات إفلاس للدول في منطقة اليورو" يمكن أن تؤدي إلى خروج دول من منطقة العملة الموحدة.

ويقر كبار مسؤولي الديمقراطي الحر أن من بين حالات الخروج عن أسس الحزب، فإن أول فصول صفقات إنقاذ اليونان كتبت عندما كان الحزب شريكاً في ائتلاف ميركل الحكومي بين 2009 و2013.

وأكد "لن نرتكب هذا الخطأ مجدداً".

إلى روسيا مع الحب
وقد لا يتوقف التغيير في المواقف عند علاقات ألمانيا بجيرانها المباشرين في ائتلاف "أسود أصفر" وهي العبارة التي تطلق على ائتلاف المسيحيين الديمقراطيين الديمقراطيين الأحرار نسبة إلى الوان الأحزاب السياسية في ألمانيا، إذ سمعت أصوات تدعو إلى تقارب مع روسيا بين الاطياف السياسية خلال الحملات الانتخابية.

وشهدت فترة الاستعدادات للانتخابات انتقادات شديدة للمستشار السابق غيرهارد شرودر لقبوله منصباً في مجلس إدارة شركة الطاقة الروسية روسنفت.

لكن علاقات برلين موسكو قد تتحسن إذا ما تم تعيين ليندنر، زعيم الديمقراطيين الأحرار وزيراً للخارجية، وهو بالأمر العادي للشريك الأصغر في الائتلاف.

وبشكل مثير للجدل، اقترح ليندنر ان يقبل الاتحاد الأوروبي "مؤقتاً" ضم روسيا للقرم من أوكرانيا وإلغاء العقوبات الاقتصادية عنها.

ويصر معظم السياسيين التقليديين، ومنهم ميركل، أن على موسكو الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق باتفاقات مينسك التي تم التوصل اليها بين فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا، قبل رفع العقوبات.

في الوقت الحاضر، تبدو مواجهات كتلك مستبعدة مستقبلاً بالنسبة لليندنر وفريقه.

وهم يراهنون على صور الزعيم الوسيم، وبرنامج للسياسة الداخلية مثقل بتدابير صديقة للشركات ومفاوضات شاقة حول الهجرة واللاجئين، من شأنها أن تدفعهم في مقدمة الأحزاب الأخرى الطامحة بالمرتبة الثالثة.

ويتساءل ليندنر في أحد فيديوهات الحزب "كيف تبني بلداً إذا بدأت من الصفر؟".

وفي سياسة ألمانيا الخارجية والأوروبية، فإن الجواب قد يخرج في وقت أقرب مما يتمناه حلفاء أن يكون الأسبوع المقبل.