أبل
أبل
الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 / 08:27

أبل تحظر الإعلانات التي تتبع المستخدمين

24- تكنولوجيا

يواجه معلنو الإنترنت، للمرة الثانية منذ سنوات عديدة، تعطلاً غير مسبوق لنماذج أعمالهم، وذلك بفضل ميزة جديدة في أحدث نسخة من نظام تشغيل الأجهزة المحمولة من شركة أبل المسماة "آي أو إس 11"، والتي يفترض أن تصل إلى أجهزة المستخدمين اليوم الثلاثاء، بحيث يتضمن "آي أو إس 11" ميزة جديدة موجودة بشكل افتراضي لمتصفح الويب سفاري يطلق عليها اسم "منع التتبع الذكي" intelligent tracking prevention.

وتعمل ميزة منع التتبع الجديدة على منع بعض المواقع الإلكترونية من تتبع المستخدمين في جميع أنحاء الشبكة، بحيث أنها تحجب الإعلانات المزعجة التي تتبع المستخدمين في كل مكان يزورونه، ويفترض أن تصل ميزة منع التتبع إلى أجهزة أبل بتاريخ 25 سبتمبر (أيلول) الحالي، وذلك كجزء من تحديث "هاي سيرا" لنظام "ماك أو إس"، ويستخدم متصفح سفاري من قبل 14.9% من جميع مستخدمي الإنترنت وفقاً لبيانات StatCounter.

ووجهت 6 اتحادات إعلانية كبرى رسالة مفتوحة إلى شركة أبل تعرب فيها عن قلقها العميق بشأن الطريقة التي يتم بها تنفيذ الأمر، وتطلب من أبل إعادة التفكير في خطتها التي قد تؤدي إلى تعطيل النظام الإعلامي والإعلاني الرقمي القيم الذي يعمل اليوم على تمويل الكثير من المحتوى والخدمات الرقمية.

وأصبحت عملية تتبع المستخدمين في جميع أنحاء الإنترنت مسألة حساسة بالنسبة لأعمال العديد من الشبكات الإعلانية، ويجري ذلك بواسطة ملفات تعريف الارتباط، وهي ملفات نصية صغيرة يتم وضعها على جهاز الحاسب والتي تم إنشاؤها بالأصل للسماح للمواقع بوضع علامة وتحديد الأشخاص الذي سجلوا دخول على الموقع، ويمكن للمعلنين إنشاء صورة تفصيلية لتاريخ تصفح الأشخاص واستعمال تلك المعلومات للحصول على إعلانات أكثر دقة واستهداف الأفراد المناسبين عبر الإعلانات.

ويعرف العديد من ملفات تعريف الارتباط باسم "الطرف الثالث"، وذلك لأن الموقع الذي قام بتحميلها لا يسيطر عليها، ويمكن أن تكون تلك الملفات محظورة من قبل المتصفحات، إلا أن المعلنين يستعملون ملفات تعريف الارتباط المسماة "الطرف الأول"، والتي يتم تحميلها بواسطة الموقع الذي يزوره المستخدم ويتم تحديثها أثناء التنقل في جميع أنحناء الشبكة.

ويؤدي حجب تلك الملفات إلى توقف العديد من الجوانب الأخرى من الإنترنت التي يتوقع المستخدمون أنها تعمل مثل القدرة على تسجيل الدخول إلى المواقع باستعمال كلمات سر حساب فيس بوك أو تويتر، وتستعمل الميزة الجديدة ضمن متصفح سفاري نموذج تعلم آلي من أجل معالجة هذا الأمر، بحيث يجري تحديد ملفات تعريف ارتباط الطرف الأول، ويتم حظر ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث بعد يوم واحد، ويجري تنظيف الجهاز منها تماماً بعد شهر، مما يعني الحد بشكل كبير من قدرة المعلنين على تتبع زيارات مستخدمي متصفح سفاري.

وحفز هذا النهج الخوارزمي ست هيئات إعلانية أمريكية، بما في ذلك مكتب الإعلان التفاعلي ورابطة المعلنين الوطنيين، على كتابة رسالة إلى شركة أبل أشاروا فيها إلى أن البنية التحتية للإنترنت الحديثة تعتمد على معايير متسقة ومعمول بها عموما فيما يخص ملفات تعريف الارتباط، الأمر الذي يسمح للشركات الرقمية بالابتكار لبناء محتوى وخدمات وإعلانات يتم تخصيصها للمستخدمين وتذكر زياراتهم.

وتعمل شركة أبل من خلال الميزة الجديدة ضمن متصفح سفاري على كسر هذه المعايير واستبدالها بمجموعة غير متبلورة من قواعد التحول التي من شأنها أن تؤذي تجربة المستخدم وتخرب النموذج الاقتصادي للإنترنت، وردت أبل على ذلك الكلام بالقول أن تكنولوجيا تتبع الإعلانات أصبحت متفشية بحيث يمكن لشركات تتبع الإعلانات إعادة إنشاء غالبية سجل تصفح الويب للأشخاص، ويتم جمع هذه المعلومات بدون إذن، وتتبع الإعلانات للأشخاص عبر الإنترنت.