الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.(أرشيف)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.(أرشيف)
الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 / 14:08

عرض حماس لعباس خدعة...إرثه السياسي بخطر

في نهاية الشهر الجاري، سيقف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على منبر الجمعية العامة في الأمم، ليلقي كلمة باسم السلطة. لكن إيلون ليفي مراسل ومحرر لدى "آي نيوز" يقول إن الرئيس عندها سيبدو رجلاً متناقض، وخصوصاً أنه محبط بسبب فشل استراتجيته.

حماس لن تضع على الأرجح قواتها الأمنية تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وعرضها سيكون بمثابة خدعة، هدفه تحميل عباس المسؤولية في حال أدت محادثات مصالحة إلى تقديمه تنازلات

وأصبح الزعيم الفلسطيني بحاجة لاتخاذ قرار إما بالمغامرة بتصعيد استراتيجيته الديبلوماسية الصدامية، سعياً لإنشاء دولة فلسطينية، أو لمحاولة تجنب الوقوع في الهاوية، عبر التراجع خطوة إلى الوراء. ومع تزايد الحديث عن خلافته، سوف يحدد الخيار الاستراتيجي إرث الزعيم الثمانيني، المدمن على التدخين، والذي يواجه رفضاً شعبياً متزايداً.

تراجع مكانته
ويشير الكاتب إلى أنه، طوال العام الجاري، عانى عباس تراجعاً كبيراً لمكانته الاستراتيجية، نظراً إلى تأييد إدارة ترامب للمواقف الإسرائيلية، ومطالبة السلطة الفلسطينية بوقف المال لإرهابيين.

وسلطت أزمة المسجد الأقصى الضوء على ضعف مكانة عباس السياسية، حيث تجاوزته إسرائيل ديبلوماسياً عبر إجرائها مفاوضات مباشرة مع الأردن، فضلاً عن إخفاق حركته فتح في إخراج الجماهير إلى شوارع الضفة الغربية. كما تبدد الاهتمام العالمي بالدولة الفلسطينية، والذي كان وصل إلى ذروته مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، ومبادرة السلام الفرنسية، وذلك وسط أزمات دولية متصاعدة في الشرق الأوسط وعبر العالم.

إحباط
ويرى الكاتب أن عباس يشعر بالإحباط ، وكانت النتيجة اتخاذه مواقف معارضة حيال جميع الأطراف المعنيين بالقضية الفلسطينية. فعلى المسرح الدولي، قاطع زيارة مقررة سلفاً قام بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى رام الله، عبر ترتيب رحلة إلى تركيا في اليوم نفسه. وعلى الساحة الداخلية، قاد عباس عملية قمع متصاعد ضد معارضين سياسيين.

تجميد التنسيق الأمني

ويلفت الكاتب إلى سعي عباس إلى زيادة الأزمة الإنسانية في غزة عبر الحد من تزويد القطاع بالكهرباء والأدوية، بغية الضغط على حكومة حماس. كما جمد عملية تنسيق أمني مع إسرائيل، مع الإبقاء فقط على تنسيق تكتيكي معها، وقيَّد أيضاً عمل منتديات إسرائيلية - فلسطينية لأجل التنسيق في مشاريع مدنية.

ورطة جديدة
ويضيف الكاتب أن الأنباء التي وردت قبل يومين من غزة أوقعت عباس في ورطة جديدة. فقد اتخذت حركة حماس قراراً دراماتيكياً حلت من خلاله اللجنة الإدارية، والتي تحكم عبرها قطاع غزة بمفردها، ما يعني دعوة لحكومة عباس للعودة لإدارة القطاع، وقبول إجراء انتخابات وطنية عامة. وبحسب ليفي، تعد هذه الأنباء بمثابة كأس مسمومة، لأن دعوة عباس لفرض سيطرته على القطاع، تهدد بخسارته غزة مع الضفة الغربية لصالح حماس في انتخابات جديدة.

خدعة

وبما أن حماس لن تضع على الأرجح قواتها الأمنية تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، يكون عرضها بمثابة خدعة، هدفه تحميل عباس المسؤولية في حال أدت محادثات مصالحة إلى تقديمه تنازلات. وفِي تلك الحالة، سيترك عباس في مواجهة مع منافس إسلامي جدد علاقاته مع مصر وإيران. كما سيعود، في تلك الحالة، خصمه الأبرز، محمود دحلان، المفضل لدى مصر كرئيس مقبل للسلطة الفلسطينية، كطرف رئيسي على الساحة الفلسطينية، وقادر بدرجة أكبر على الإقناع، بأنه الوحيد القادر على تحقيق وحدة فلسطينية.