الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 / 13:37

عدوان لدودان يتّحدان ضد أكراد العراق

تحت عنوان "عدوان لدودان يتّحدان ضد التحرك الانفصالي الكردي"، كتب ريتشارد سبنسر في صحيفة "تايمز" البريطانية إن خطة كردستان العراق أدت إلى اتحاد الولايات المتحدة وإيران.

بعد حصول الأكراد على الحكم الذاتي، أصبحوا أوثق حلفاء لواشنطن ولندن في المنطقة، بدلاً من التحالف مع طهران

 ويقول سبنسر إن تركيا وإيران هددتا أكراد العراق بردود عسكرية وحصار، بسبب رفض الرئيس مسعود البارزاني التراجع عن خطط للاستفتاء على الاستقلال.

وأجرت تركيا مناورات عسكرية على طول حدودها مع إقليم كردستان العراق، موزعة مشاهد لدباباتها المسرعة. وهدد مسؤول إيراني البارزاني بحصار وعمل عسكري إذا مضى في خطته للاستقلال بعد الاستفتاء المقرر الإثنين المقبل.

ضغوط عراقية
كذلك، زاد العراق الضغط على رئيس كردستان العراق لمنع العراق من التفكك، وأعلنت المحكمة الفيديرالية أن الاستفتاء غير قانوني وأمرت بوقفه.

ويلفت سبنسر إلى أن ثمة مخاوف من أن يؤدي الاستفتاء الذي يعتبره البارزاني خطوة تاريخية لإقامة الدولة الكردية الأولى والذي يراقبه أكراد الجوار في تركيا وإيران، إلى إغراق المنطقة في اضطرابات جديدة.

أمريكا وإيران
وتعارض الولايات المتحدة وإيران الاستفتاء، ويحاول مبعوثو البلدين، على نحو منفصل، طرق كل الأبواب في كردستان العراق، لمناشدة  المسؤولين هناك إرجاء الاستفتاء على الأقل.

وتقول الصحيفة إن المفارقة في الأمر هي أن كلا من الجانبين يعارض الاستفتاء لأنه يظن أنه سيكون في مصلحة الطرف الآخر، "فبالنسبة لواشنطن، يزيد الاستفتاء من زعزعة استقرار العراق الذي استثمرت فيه الكثير من الوقت، وخصوصاً بعدما انتزعت نفسها من المستنقع العراقي وأرست قواعد دولة عراقية يمكنها الاستمرار، وهو ما إدى إلى صعود داعش منذ ثلاث سنوات. ويواجه العراق الآن تهديداً آخر يتمثل في الاستفتاء المزمع على استقلال كردستان العراق".

وبالنسبة لإيران، فإن الأكراد حلفاء أثبتوا أنهم لا يمكن الاعتماد عليهم. ويقول سبنسر إنه إبان الحرب الإيرانية -العراقية، ساندت إيران الأكراد ضد عدوهم المشترك، مما أدى إلى الهجوم الكيمياوي الذي شنه الرئيس العراقي السابق صدام حسين على حلبجة عام 1988. ولكن بعد حصول الأكراد على الحكم الذاتي، أصبحوا أوثق حلفاء لواشنطن ولندن في المنطقة، بدلاً من التحالف مع طهران.

مفاوضات طويلة مع بغداد
ويرى سبنسر أن العزاء الوحيد للجانبين هو أن الاستفتاء لن يؤدي إلى إعلان فوري للاستقلال، وإنما على الأرجح إلى مفاوضات طويلة مع بغداد. ولكن وجود أصوات لأطراف متنافسة كثيرة لن يصب في مصلحة منطقة تشهد أزمات. ومن المستبعد أن تخفت هذه الأصوات قريباً.