الأربعاء 20 سبتمبر 2017 / 08:32

هدية إماراتية للعرب

يوسف أبولوز- الخليج

مشروع "محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي" مبادرة إماراتية تاريخية صدرت عن عقلية علمية ثقافية إدارية هي مكوّن أساسي من مكوّنات شخصية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رجل المبادرات الكبرى والأحلام الكبيرة التي تجد طريقها للتحقق والامتياز بكل مرونة وشفافية.

المشروع أيضاً في محتواه وفي كينونته العملية يصدر عن رؤية سموه التي أصبحت منهاج عمل قيادي ناجح بكل المعايير التقييمية المستندة إلى العلم والخبرات العالمية النموذجية.

ترجمة 11 مليون كلمة مع 5 آلاف فيديو تعليمي بما يوفر بيئة تعليم معاصرة لخمسين مليون طالب عربي يستفيدون من التعليم الإلكتروني مشروع كبير، وهو أيضاً مشروع أخلاقي نبيل وكريم وُلِد من شخصية نبيلة كريمة، فالمشروع ليس إماراتياً محلياً مغلقاً، بل هو مشروع عربي للطلاب العرب أينما كانوا من المغرب إلى الخليج العربي.. خليج الخير والوحدة والتماسك.

التركيز في هذا المشروع الإماراتي العربي الحضاري يتوجه إلى المادة العلمية «العلوم + الرياضيات)، وهي أصلاً مادة العقل والتجربة والفكر والإبداع منذ ابن سينا، وابن الهيثم، وجابر بن حيان، والرازي، والخوارزمي، وابن النفيس، والكندي وغيرهم ممن صنع عقولهم الإنتاجية العالية إسلام متنوّر في إطار حضارة عربية كانت ذات يوم مرجعاً للغرب الأوروبي الذي كان غارقاً في ظلام الفكر والدين والحياة معاً.

اليوم يعاد الاعتبار للعلم بمشروع "التعليم الإلكتروني العربي"، الذي يستمد روحه من إنجازات علماء ثقافتنا ولغتنا العربية الذين اشتغلوا في مختبراتهم المبكرة على الطب، وعلم النبات، وعلم الحيوان، وعلم الفلك، وعلم البصريات والفيزياء، وعلم المعادن.

هنا، وفي مثل هذا التقدير الرسمي والقيادي الإماراتي للعلم والمعرفة والتعليم يدرك العالم جيداً أن مال الدولة وخيرها يذهب إلى كل ما هو حضاري وإبداعي وابتكاري وتنموي من شأنه أن يُهدي شعب الإمارات وشعوب العالم ثقافة السلام والأنوار والمحبة.

التمويل إماراتي، والفكرة إماراتية، والتنفيذ والعمل والإنجاز سيكون على يد كوادر محلية وطنية من شباب وشابات الدولة، وبتوجيه ورعاية وتشجيع محب من جانب القيادة الإماراتية المحصّنة بحب شعبها وحب الشعوب العربية، وشعوب العالم الراقية المحبة للخير والعلم والمعرفة.

هذا المشروع الجليل النبيل ليس جديداً على العقلية الإماراتية والطموح الإماراتي، والمشروع ليس مفاجئاً أو عفوياً، بل هو محصلة ونتيجة لمعطيات وحيثيات أولية تعود في عمرها إلى النصف الأول من القرن العشرين عندما كان تجار الإمارات وأعيانها ورجالاتها القدامى آباء روحيين للتعليم والتدريس، بروح خيِّـرة، وقلب كبير ترجمته كلمة واحدة: العطاء.