الأربعاء 20 سبتمبر 2017 / 08:49

مقارنة بين كيم يونغ وتميم

سلطان فيصل الرميثي- الإمارات اليوم

باتت كوريا الشمالية وقطر في نظر المجتمع الدولي دولتين مارقتين تهددان السلم العالمي، حاولتُ جهدي الوقوف على الفوارق بين كلتا الدولتين بكل موضوعية، محاولاً السيطرة على عاطفتي تجاه قطر التي تحتل مكانة في قلوب العرب عموماً والخليجيين خصوصاً، لأجد أن الكفة الأخلاقية دائماً تصبّ في مصلحة كوريا الشمالية التي تعاني أزمة اقتصادية منذ زمن طويل، عكس قطر التي تعيش سعة بفضل ما أنعم الله عليها من غاز طبيعي، ثم بفضل الجوار الخليجي الذي وفّر لها منذ قيامها امتداداً آمناً مستقراً.

كلتا الدولتين يحكمهما شابان، الفارق بينهما أن الرئيس الشاب، كيم يونغ، له وجه واحد في تعامله مع العالم، بينما الأمير الشاب تميم بن حمد له ألف وجه ووجه، فكلاهما يعيش في دولة لا تعترف بالحرية، ولم تجرب طعم صناديق الاقتراع، وعليه لم يقدم الرئيس كيم يونغ نفسه باعتباره عراباً للحرية والديمقراطية في العالم، بخلاف الأمير الشاب الذي يدندن هو وحكومته وقنواته الفضائية، ليل نهار، حول مثاليات الربيع العربي، وديمقراطية غير مخصصة للاستهلاك المحلي.

يظهر بوضوح النظام الشمولي في كلا البلدين، فهما يسيطران على مصادر المعلومات ويهيمنان على وسائل إعلامهما، ويمارسان مشاريع غسل الأدمغة، ويروجان بأن الأصوات الأخرى المخالفه لهما مجرد دعايات مغرضة، الفارق في أن كوريا الشمالية تتفاخر بنظامها الشمولي، بينما تدعي قطر بأنها واحة الرأي والرأي الآخر.

يتصف الرئيس كيم يونغ بالاستقلالية الكاملة في قراراته التي تعكس بصدق خطاباته الثورية، بينما لا يوجد دليل واحد يؤكد أن الأمير الشاب يمسك بزمام الأمور في قطر، أمر آخر يحسب للرئيس الكوري الشمالي في أن حدود صلاحياته وتجاربه النووية لا تتعدى حدود كوريا الشمالية، ولم تتسبب في إراقة الدماء وتشريد اللاجئين، بينما تلعب قطر بأوراق الجماعات الإرهابية كلما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، فهي حاضرة في مصر وسورية وليبيا والبحرين.

الصوت المرتفع للرئيس كيم يونغ نجد له مبرراته المنطقية، فكوريا الشمالية دولة تمتلك 1600 طائرة حربية وتتفوق على أميركا في عدد القطع الحربية البحرية، ناهيك عن ترسانتها النووية، بينما لا تمتلك قطر سوى 30 دبابة في الخدمة و35 زورقاً بحرياً، ما يعني أن تجهيزات القوات العسكرية القطرية تعادل تحالفاً بين شركتين متوسطتي الحجم، الأولى تعمل في مقاولات الدفان والثانية في النزهات البحرية.

الأمر المشترك في الدولتين أن شعبيهما مغيّب عن الواقع، وهما من سيدفعان الثمن عاجلاً أم آجلاً.