(أرشيف)
(أرشيف)
الأربعاء 20 سبتمبر 2017 / 10:47

دعوة إنقاذ من داخل الأسرة الحاكمة في قطر

العرب اللندنية - الحبيب الأسود

جاء بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني مساء الأحد ليطرق باب الحل للأزمة القطرية المستفحلة منذ 20 عاماً، أي منذ أن اختار الحمدان، بن خليفة وبن جاسم، أن يجعلا من نظامهما الغصن الأعوج الشاذ في دوحة الخليج، والشائك بأشواك مؤامراته الشيطانية ومخططاته الجهنمية في امتدادات الوطن العربي، فالوضع يتطلب إنقاذا وطنيا سريعا، والإنقاذ لن يتحقق إلا بالتغيير على مستويات القرار السياسي الخاضع لقوى خارجية وأطراف عقائدية ولوبيات مالية واقتصادية ذات مصالح متشابكة مع جماعات إرهابية تمثّل خطرا حقيقيا على المنطقة والعالم، حيث تحوّل النظام القطري الحالي إلى خنجر في خاصرة الخليج، وسيف على رقاب العرب، يستعمل ثروات بلاده في التلاعب بأمن واستقرار الدول والشعوب، وينطلق من قاعدة الدور المشبوه الذي سعى إليه، أو الذي كّلّف به، منذ 1995، لتدمير المنطقة بنكهة "صناعات" معدة للتصدير إلى الجيران والأشقاء، ولا تستهلك في الأسواق المحلية القطرية، كالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات والنهضة، والتي تبيّن أن جميعها كان طُعما في صنّارة العدو، يستهدف التمكين لقوى وجماعات وأحزاب بعينها، تدور في فلك مؤامرة دولية لتجزئة المجزئ وتفتيت المفتت، والقضاء على ما بقي من أمل في بناء مشروع قومي عربي حضاري.

وانطلاقاً من الإجماع العربي والخليجي على خطورة مشروع نظام الدوحة الحالي، كان لا بد من حركة للإنقاذ الوطني، يشارك فيها أحرار الشعب من الداخل والخارج، في تحد صارخ لآليات القمع المستوردة من تركيا وإيران، وللمرتزقة الوافدين من أوروبا الشرقية وأميركا الجنوبية وغرب أفريقيا، ويتزعمها الخيرون من أبناء الأسرة الحاكمة ممن أدركوا أن لا خطر على بلادهم إلا مغامرات الدائرة الضيقة المحفوفة بمستشاري السوء القادمين من وراء الحدود على صهوة التآمر الدولي ضمن مشروع يفترض ألاّ تتورط فيه الدوحة، وهي المرتبطة مع جيرانها وأشقائها بروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والثقافة والمصير المشترك.

ومن هنا دعا الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلى اجتماع للأسرة الحاكمة تحت مظلة أخوية وطنية للتوصّل إلى حل للأزمة، دافعه إلى ذلك أن الوضع يتجه نحو الأسوأ، وخطاب النظام القطري بلغ حد التحريض المباشر على الخليج العربي والتدخل في شؤون الآخرين، كما أن تصرفات النظام الطائشة تدفع بالبلاد نحو المجهول، ما يهدد بالانتهاء إلى الفوضى والخراب والشتات وضياع المقدرات.

وينطلق الشيخ عبدالله إلى هذه الدعوة، من مكانته المؤثرة داخل أسرة الحكم، ومن رصيد الثقـة والاحترام الذي يحظى به، وكذلك من أهمية ما ورثه عن آبائه وأجداده من صفحات مضيئة في تاريخ البلاد، فجدّه هـو ثالث حكام قطـر الشيخ عبـدالله بن جاسم آل ثاني، ووالده رابع حكام قطر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني.

ولا شك أن الصدى الإيجابي الذي حظيت به دعوة الشيخ عبدالله داخل الأسرة الحاكمة، في أوساط الأعيان والنخب والمثقفين، وبين الأحرار الوطنيين داخل مؤسسات الدولة، وفي الشارع القطري، يثبت أن الرغبة في التغيير أضحت أكثر من ملحّة، وهو تغيير من أجل الإنقاذ، فالقضية ليست صراعاً على السلطة، وإنما دفاع عن الوطن والمواطن، وانطلاق نحو أداء الواجب بتحرير قطر من دكتاتورية جناح من داخل الأسرة، حاول أن يتجاوز حجمه وموقعه ودوره الإقليمي والدولي، معتمداً على قوى أيديولوجية أو براغماتية أجنبية، لا صلة لها بثقافة القطريين ولا بمحيطهم الاجتماعي ولا بخصوصياتهم الحضارية.

اليوم، ينتظر العالم أن تتخذ الأسرة الحاكمة قرارها بإنقاذ قطر، وأن يتم قطع الغصن الأعوج من دوحة الخليج، حتى يستقيم الظل، وحتى لا يبقى لسان حال الجميع يكرّر ذلك السؤال القديم الجديد: هل يستقيم الظل والعود أعوج؟