الفن والثقافة في خدمة الجيش...جزء من الاستراتيجية الدفاعية للعراق

وكتب في مجلة "فورين أفيرز" كيندال بيانكي، مساعد باحث لدى "معهد واشنطن لسياسة الشق الأدنى"، أن المشروع الذي يتم برعاية وزارتي الدفاع والثقافة، يجسد طموحاً كبيراً، ويأتي في توقيت هام. فقد أكدت "خيمة العراق" أن المشروع ضروري من أجل "توثيق انتصارات جيشنا ورفع معنويات مقاتلينا الأبطال".

جزء أساسي
ويشير الكاتب إلى احتمال أن ينظر إلى مشروع كهذا، وسط معارك وإراقة دماء، بوصفه مدهشاً في أفضل حالاته، وتبديداً للأموال في أسوئها. لكن دراسة لإنتاجات وزارة الدفاع، أظهرت أن مبادرات فنية وثقافية تمثل جزءاً أساسياً من استراتيجيتها في محاربة داعش، ولإعادة بناء العراق. وبالمقارنة مع قضايا مثل التخوف من ظهور حالة عصيان سني جديد، أو بشأن مستقبل الميلشيات الشيعية، لا يأخذ دور الفنون والثقافة حقه في استعادة الأمن. ولكن من منظور عراقي، تلك القضية أمنية بحد ذاتها.
  
اهتمام ملحوظ
وبحسب بيانكي، تولي وسائل إعلام تابعة لوزارة الدفاع، كصحيفة "خيمة العراق" وبرنامج "حماة العراق" التلفزيوني، اهتماماً ملحوظاً بمحتوى إصدارات فنية وثقافية. ولذا نشرت "خيمة العراق" قرابة تسعين مادة خلال يوليو وأغسطس (تموز وأغسطس) الأخيرين. وتضمنت تلك الإصدارات قصائد وتقارير بشأن حملات لإحياء مدن عبر الفنون، وإعلانات بشأن أحداث ثقافية في سياق الاحتفال بالانتصار على داعش، حتى أن ثمة برنامجاً تلفزيونياً جديداً يجسد مساعي مدنيين عراقيين لاستعادة مدنهم من سيطرة داعش بمساعدة قوات أمنية.

أهداف
ويلفت الكاتب إلى أن تلك الأحداث الثقافية تشمل مشاركة مباشرة من أفراد القوات العراقية المسلحة، وبرعاية وزارة الدفاع أحياناً. وفِي يوليو(تموز) استضافت الوزارة مهرجان انتصار على خشبتها في المسرح الوطني، والذي شهد عروضاً موسيقية ومسرحية تمجد القوات المسلحة ومن قتلوا في الحرب الدائرة ضد داعش.

وتحقق تلك النشاطات الفنية لوزارة الدفاع العراقية أهدافاً عدة، منها تحفيز الجنود، وحشد الدعم الشعبي، ومكافحة التطرّف، والإشارة لتحسن الوضع الأمني بهدف تعزيز ثقة العراقيين في استعادة العراق شيئاً من الاستقرار والأمان.

ظاهرة قديمة
ويقول بيانكي أن استغلال العراق الفن لرفع المعنويات ليس جديداً. فقد كافأ نظام صدام حسين، طوال الحرب الإيرانية - العراقية، شعراء وكتاباً ساهموا في الدعاية للمجهود الحربي عبر منحهم جوائز وسواها من الهبات. كما نشرت وزارة الدفاع العراقية، وبالتعاون مع وزارة الثقافة، مجموعات أدبية تحت مسمى "أدب السلسلة الحربية". وفِي ذلك الوقت هيمن نظام البعث فعلياً على جميع معالم الحياة الثقافية.

وعندما اكتسح داعش الموصل في 2014، أصدرت وزارة الإعلام العراقية دليلاً ثقافياً دعت فيه جميع وسائل الإعلام "لبث برامج تثير الحماسة والروح القتالية ضد الإرهاب، بالاضافة لإنتاج أناشيد وطنية".