(أ ف ب)
(أ ف ب)
الأربعاء 20 سبتمبر 2017 / 15:32

خطاب تميم في نيويورك: مخيب، ومكابر.. وكاذب

24 - راما الخضراء

أظهر خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تخبط الإدارة القطرية واستمرارها بالمكابرة والمراوغة وتقاربها مع إيران، مما يبدد الآمال برجوع نظام قطر إلى جادة الصواب ويضع حداً لتوقعات انتهاء الأزمة قريباً.

وفي خطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد حاكم قطر تقارب حكومته مع إيران، التي كان وزير الشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي وصفها من "بيت العرب" جامعة الدول العربية قبل أيام بـ"الدولة الشريفة".

ودعا الأمير دول المنطقة إلى بـ"الحوار مع إيران واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، متجاهلاً دور إيران المدمر في بعض الدول العربية كسوريا والعراق. 

خطاب مخيب للأمال
وفي بداية الكلمة وصف الشيخ تميم مقاطعة الدول الأربعة بـ"الغدر"، متجاهلاً أيضاً غدر الدوحة بأشقائها في الخليج عبر دعم الإرهاب، وغدرها بشعبها عبر تبديد أمواله على زعزعة استقرار أشقائه.

ورغم نفيه السابق ومكابرة قطر، اعترف تميم أن بلاده تتأثر بالمقاطعة العربية بصورة كبيرة، التي وصفها بـ"الحصار".

وادعى أن "الدول الأربع خططت لإخضاع قطر لوصاية شاملة"، وأن مطالب الدول الأربع المقاطعة تضر بسيادة بلاده، بينما في الحقيقة أن سياسة قطر لم تتوقف عن التدخل في سيادة دول عديدة.

وأعلن أمير قطر "دعوته إلى حوار غير مشروط قائم على احترام السيادة"، في تكرار للأسطوانة القطرية التي تحاول التملص من تنفيذ المطالب التي تحفظ أمن واستقرار المنطقة.

ويرى مراقبون أن الأمير تناسى بقوله أن قطر "عانت من حملة تحريض إعلامية شاملة"، أن قناة الجزيرة القطرية قادت ولأكثر من 20 عاماً، حملة شرسة لبث الفتنة في الشارع العربي ونشر فكر الإرهاب والتطرف.

وتجاهل خطاب الأمير الأدلة والوثاق التي قدمتها دول المقاطعة حول الدور القطري في دعم الإرهاب، والذي انتقدته دول كبرى، زاعماً أنه "لا توجد أي أدلة للاتهامات التي تم توجيهها إلى قطر"، وتحدث عن الإرهاب وكأن الدوحة هي المتضررة منه وليست الممولة والداعمة الرئيسية له.

ووصف مراقبون خطاب أمير قطر بالـ"المخيب"، بعد تأكيده في استمرار علاقته مع إيران التي تعتبر أكبر داعم للإرهاب في المنطقة بسبب تدخلها المستمر في شؤون جيرانها، ودعمها للجماعات الإرهابية المختلفة.

مسلسل تناقضات
ويتناقض الخطاب القطري منذ بداية الأزمة، إذ تارة تعلن قطر أنها باتت أقوى وأفضل من وضعها السابق منذ بداية المقاطعة، وأن اقتصادها يسجل نمواً مضاعفاً، وتارة تشكو في المحافل الدولية ويلات ما تسميه "حصاراً"، مما يظهر تعدد صناع القرار في قطر.

وليس خطاب الأمير الصغير إلا حلقة مسلسل تناقضات المواقف القطرية منذ بداية الأزمة.

وكان وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عراب التخبط القطري، قال إن الدوحة لن تتفاوض مع دول الخليج إلا بعد رفع المقاطعة عنها، كما أنها ليست مستعدة للتفاوض حول سياستها الخارجية، ثم عاد ليقول إن بلاده "مستعدة للحوار ومعالجة مخاوف دول الخليج"!.

واتهم وزير الخارجية القطري في وقت سابق دول الخليج بمحاولة "التخلص" من قطر، رغم أن تسجيلات مسربة ظهرت في الفترة الأخيرة تؤكد تآمر قطر مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي لاغتيال العاهل السعودي الراحل الملك عبدلله بن عبد العزيز وتقسيم البلاد، فضلاً عن التسريبات الأخرى حول البحرين.

ويأتي التناقض الأكبر عندما تحدث محمد بن عبدالرحمن عن "حصار" على قطر، ثم قال في إن بلاده تعتمد على عمان والكويت وتركيا في حركاتها التجارية، وأن إيران توفر للدوحة ممرات للطيران، مما يؤكد أن لا حصار على قطر بل مقاطعة.

وفي سياق مسلسل التناقضات حرفت وكالة الأنباء القطرية (قنا) فحوى الحوار بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبين أمير قطر، بعد دقائق قليلة على نشر وكالة الأنباء السعودية خبراً عن الاتصال!.

فبعد أن أبدى أمير قطر رغبته بالجلوس على طاولة الحوار مع السعودية، ومناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع، ادعت وكالة الأنباء القطرية أن الاتصال جاء إثر تنسيق أمريكي.

وفي سياق متصل، بعد وقت قصير من إعلان أمير الكويت من واشنطن أن الدوحة أبدت استعدادها لمناقشة مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب، اعتبر وزير خارجية قطر أن "المطالب تمس سيادة قطر، وأصبحت من الماضي".

والتقلب القطري ليس بجديد فقبل سنوات أيضاً وقعت الدوحة على اتفاق الرياض، إلا أنها سرعان ما نكثت به.

ومع تواتر الاتهامات والتبريرات للالتفاف على العقوبات وعدم تنفيذي مطالب الجيران، يبدو السلطات القطرية لم تستوعب درسها بعد، وما زالت تراوغ وتنافق وتحاول الالتفاف على العقوبات، بدلاً من مواجهة بشاعة أفعالها وتصحيحها.