الخميس 21 سبتمبر 2017 / 08:18

علاقات نموذجية تحتذى

ابن الديرة - الخليج

العلاقات الأخوية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تعتبر خير نموذج للعلاقات الدولية القائمة على المبادئ الدولية وحسن الجوار والحرص المتبادل على المصالح المشتركة، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتشكل قاعدة متينة لتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة، في إطار من العلاقات القائمة على المحبة والتعاون المشترك المثمر.

وتشكل العوامل الجغرافية والتاريخية ووحدة شعوب المنطقة، وتطلعاتها الآنية والمستقبلية المتجانسة، والتقارب الفكري بين قيادات البلدين في العقود الماضية، قاعدة صلبة لبناء علاقات قوية بين الدولتين، يزيدهما انسجاماً وتلاحماً القوة العسكرية والاقتصادية والمكانة السياسية التي يتمتع بها البلدان، وسعي القيادة الحكيمة في البلدين بقيادة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للنهوض ببلديهما ووضعهما على الطريق الصحيح الذي يضمن تحولهما في الزمن المنظور إلى قوى كبرى يشار إليها بالبنان.

حرص القيادتين على رعاية وتنمية المصالح المشتركة وتعزيزها، تجلى في التنسيق غير المسبوق بين الوزارات والهيئات والمؤسسات الفاعلة في البلدين، والخلوة المشتركة التي ضمت كبار المسؤولين في البلدين، للتنسيق وتقريب الرؤى والمواقف، واتخاذ المزيد من الخطوات التي من شأنها أن تحقق إنجازات جديدة، نوعية، لصالح قيادتي البلدين وشعبيهما، وبما يعود بالمنفعة لصالح شعوب المنطقة، والأمة العربية بأسرها.

العالم لا يحترم إلا الأقوياء، ليس بمنطق القوة الغاشمة غير المهذبة، ولكن بمنطق القدرة على العطاء وحفظ الأمن والاستقرار في كل مكان يكون لهما تواجد فعال فيه، ولهذا تسعى الدولتان جاهدتين لتوحيد مصادر القوة التي تمتلكانها، فالتبادل التجاري والاستثمارات التي تنفذها كل دولة لدى الأخرى بمليارات الدولارات، كما أنهما يملكان جيشين على مستوى عالمي من التسليح والتدريب والتجهيز، تدعمهما كليات ومعاهد عسكرية على مستوى نوعي شديد التميز، هما في الحقيقة الدرع الواقي والحصن العريض الذي يكفل الحفاظ على إنجازات الدولتين عبر مسيرة التنمية والبناء في كل منهما.

المحبة عامل أساسي في تنسيق مواقف الدول، إلى جانب انسجام المصالح المشتركة، وهو ما يزين العلاقات الإماراتية - السعودية على مر تاريخهما المشترك، مما أهلهما بجدارة ليكونا الصوت الخليجي المسموع في كل مكان بالعالم، يضيفان قوة مميزة لمنظومة دول مجلس التعاون وشعوبها.

العلاقات الإماراتية السعودية تزداد قوة وتلاحماً، ومرشحة لمزيد من الإنجازات الكبيرة، التي تجعل منها نموذجاً لمن يريد أن يبني ويعمر ويزرع وينتج لصالح شعبه وأمته والإنسانية جمعاء، على النقيض من تلك السياسات الخائرة التي تعمل على تقويض مسيرة الخير من دون جدوى، فحكماء الدولتين يعون جيداً مصالحهما وما تطمح إليه شعوب المنطقة من تقدم وخير ونماء، وقادرون على رعاية مصالح الجميع.