الخميس 21 سبتمبر 2017 / 10:46

صحف عربية: السعودية تطهّر مؤسساتها التعليمية من الإخوان

24 - إعداد: معتز أحمد ابراهيم

تستمر عمليات رصد تداعيات انطلاق انتخابات الشمال السوري غداً الجمعة، فيما بدأت السعودية في تطهير مؤسساتها التعليمية من المدرسين الإخوانيين.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس تتواصل حدة التجاذبات في العراق مع طرح مبادرة سياسية لإنهاء أزمة الاستفتاء الكردستاني، فيما تتواصل حدة الأزمة السياسية في بيروت بسبب التصريحات الأمريكية الداعية إلى توطين السوريين في لبنان.

فيدرالية الشمال السوري
يتوجه غداً مئات الآلاف من السكان في أقاليم "فيدرالية شمال سوريا"، لانتخاب ممثليهم في الوحدات الصغيرة. ورصدت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أهمية هذه الانتخابات وقال مسؤول كردي للصحيفة إنه سيليها أيضاً انتخابات محلية مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وانتخابات "البرلمان" لتشكيل "هيئة تنفيذية" (حكومة) مطلع العام المقبل.

وقالت الصحيفة إن الانتخابات تجري بوجود قواعد عسكرية أمريكية شرق نهر الفرات لدعم "قوات سوريا الديمقراطية" لقتال داعش من جهة، ومركز عسكري روسي غرب النهر لدعم "وحدات حماية الشعب" الكردية من جهة أخرى.

وأضافت الشرق الأوسط أن هذه الانتخابات تأتي أيضاً في ظل حشود تركية على الحدود الجنوبية، والتلويح باستخدام القوة لمنع قيام إقليم كردي شمال سوريا.

وقال مسؤولون أكراد للصحيفة إن التحالف الدولي بقيادة أمريكا على اطلاع بالانتخابات، وأن الروس يراقبون ذلك بدورهم ما يمكن تفسيره أنه بمثابة "رقابة" أمريكية - روسية على الانتخابات، وسط موافقة ضمنت للطرفين خيار اللامركزية أو الفيدرالية لسوريا المستقبلية. وترفض أنقرة خيار التقسيم وقيام إقليم كردي. وقال مسؤولون أكراد للصحيفة أيضاً إن "الفيدرالية الشمالية" القائمة على الجغرافيا وليس الديموغرافيا نموذج لسوريا المستقبلية.

الاستغناء عن المدرسين الإخوان
تتجه المملكة العربية السعودية إلى تسليط المجهر على برامج التعليم للعمل على تنقيتها من أي خطاب يتناقض مع استقرار الدولة وانسجام المجتمع، وعلى تطهير الجهاز التعليمي من كافة منابر الكراهية والتطرّف والإرهاب، وخاصة سيطرة الكادر المرتبط بجماعة الإخوان الإرهابية ومن يواليهم على هيئات التدريس سواء من السعوديين أو غيرهم.

وقالت صحيفة العرب اللندنية إن الخطوة تأتي بعد أيام قليلة من حملة سعودية على قائمة من الدعاة المتهمين بالتشدد، وموالاة قطر في الأزمة المتصاعدة، ما يعطي انطباعاً قوياً بأن مواجهة التطرف خيار رسمي وليست ردة فعل ظرفية.

ورأى مراقبون في حديثهم للصحيفة أن السياسة التي تعتمدها السعودية منذ تبوّأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز العرش، لا تكتفي بالمواقف والتدابير السياسية المرتبطة بالأمن، بل إن مؤسسات الدولة ووزاراتها عاكفة على مواكبة الخطوات الجريئة في كل الملفات، بما في ذلك معالجة ملف التعليم.

وتعتبر مراجع سعودية متخصصة في شؤون التعليم تحدثت إلى الصحيفة أن الرياض تستجيب بحماس لتقارير لطالما كانت تحذر من تمادي تمدد تيارات الإسلام السياسي داخل النظام التعليمي السعودي، موضحة في الوقت ذاته أن التخلص من تأثير الإخوان في الجهاز التعليمي يمثل سياسة هامة تسعى السعودية إلى تطبيقها الآن ضمن إصلاح جهاز التعليم.

خلافات عراقية
تكتمت المصادر العراقية على نتائج اجتماع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في السليمانية ظهر أمس (الأربعاء) بشأن استفتاء الإقليم الإثنين المقبل. وقالت مصادر مسؤولة لصحيفة عكاظ السعودية إن معصوم قدم ضمانات لإنهاء المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل مقابل التراجع عن الاستفتاء.

وقالت المصادر للصحيفة "إن بارزاني تسلم مبادرة معصوم لإنهاء الخلافات بين بغداد وأربيل، فيما سلم بارزاني الرئيس العراقي شروط كردستان لتسوية مشروع الاستفتاء مع الحكومة الاتحادية".

وقالت الصحيفة إن مبادرة معصوم تنص على إطلاق مبادرة للحوار بين الزعماء السياسيين للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة تكفل تجاوز الأزمة التي أحدثها استفتاء إقليم كردستان، غير أن نائب الرئيس العراقي نوري المالكي أعلن معارضته لمبادرة معصوم وهو ما يمهد لخلافات بين الطرفين.

لبنان والتوطين
قالت صحيفة الجمهورية اللبنانية إن اخطر ما في الدعوة الأمريكية إلى توطين النازحين، ليس فقط أنها تؤشّر إلى تحوّلات في المنطقة وإلى تبدلات في خرائط الدول وحدودها، بل لأنّ لبنان يشكل أحد أبرز الدول المقصودة بالدعوة الأمريكية، وهو المرشّح قبل أي دولة أخرى في المنطقة لأن يكون أكثر المتأثرين بسلبياتها.

وقال مصدر سياسي لبناني للصحيفة إنه وعلى الرغم من التوصية التي صدرت عن مجلس النواب، وأكدت على رفض لبنان للتوطين بكل أشكاله، إلّا أنّ ما يبعث على الاستهجان هو أنّ الداخل اللبناني تعاطى مع هذه القضية بشيء من اللامبالاة.

وذكرت صحيفة الجمهورية أن الدعوة إلى التوطين هي مجرّد جملة لا قيمة لها وردت في خطاب سياسي محلي، فيما هي صدرت عن رئيس أقوى دولة في العالم، وقيلت من على أعلى منبر دولي، وهذا دليل كاف على أنها لا تفتقد الصدقية بل تكتسب الجدية وتعبّر عن توجّه واضح لواشنطن الآن.

وقالت مصادر لبنانية إن ما ورد بالكلمة الأمريكية يقتضي بالاستنفار السياسي على كل المستويات ومكونات المجتمع المدني لإشهار الرفض القاطع لهذا الأمر.