المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الخميس 21 سبتمبر 2017 / 12:30

ألمانيا-تركيا...توتر لن تبدّده الانتخابات

يرى خبراء في الشؤون الأوروبية أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أصبح بمثابة شوكة في خاصرة عدد من الزعماء الأوروبيين. وتسببت سياساته التسلطية، وتصريحاته النارية، واعتقاله لعدد من المواطنين الألمان، بتوتر كبير في العلاقات الألمانية- التركية.

مسؤولون أتراك يحملون السياسات الألمانية مسؤولية تدهور العلاقات بين البلدين، ويبدون ثقتهم بتحسنها بعد الانتخابات

وتعليقاً على تردي العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، كتبت ليزا سامب، باحثة بارزة لدى برنامج الأمن الدولي، وجيفري راثكي، نائب مدير البرنامج الأوروبي، ومسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، في موقع وور أون ذَا روكس أن آمالاً بتحسن العلاقات مع تركيا، بعد توقيع، صفقة الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في مايو (أيار) 2016، تبددت جراء مواجهات ديبلوماسية بين حليفين قويين لدى الناتو، وهو شيء مألوف لدى أردوغان، ولكنه غير مسبوق بالنسبة لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

بعد الانتخابات
وقال مسؤولون أتراك إن سياسات ألمانية أدت لتدهور العلاقات بين البلدين، وأبدوا ثقتهم بتحسن العلاقات مع برلين بعد الانتخابات التي ستجرى يوم الأحد المقبل.

لكن، وفقاً للباحثين، كل من يعتقد في أنقرة بهذا الأمر مخطئ، بل وحالم، لأن المستشارة الألمانية (ميركل) ذاتها أكدت أن تركيا لن تكون عضواً في الاتحاد الأوروبي، وحذرت من أن ألمانيا ستقلص علاقاتها الاقتصادية مع تركيا. ويتوقع أن يتواصل هذا الصدام، وأن يتسبب بتخريب أوسع للعلاقة بين أوروبا وتركيا.

السهام الأخيرة
ويقول الباحثان سامب وراثي إن السهام الأخيرة التي وجهها أردوغان لألمانيا، جاءت، قبل أسبوعين، عبر تحذيره للاتراك - الألمان (1.2 مليون من أصل 61.5 مليون ألماني) من المشاركة في الانتخابات العامة، وأمرهم بمقاطعة جميع الأحزاب الألمانية. وردت ميركل ووزير الخارجية الألماني سيغمان غابرئيل بلهجة حادة على تلك التصريحات.

ولكن ذلك الهجوم على ألمانيا لم يكن الأول من نوعه، إذ اتهم أردوغان في مارس (آذار) قبيل الاستفتاء التركي على توسيع صلاحيات الرئيس، المستشارة الألمانية باستخدام "وسائل نازية" لقمع حرية التعبير بعدما حظرت سلطات محلية ألمانية تنظيم تجمعات لمناصرة حملة" نعم" الخاصة بالاستفتاء، والتي كان من المقرر أن يتحدث فيها مسؤولون أتراك.

اتهام هجومي
وبرأي الباحثين، ما قاله أردوغان بحق ميركل يعتبر اتهاماً هجومياً لأسباب واضحة، ويضر بالصورة التي اتخذتها ألمانيا لنفسها بعد الحرب العالمية الثانية، والتي تعتبرها أحد أعظم إنجازاتها.

ويلفت الكاتبان لحقيقة أن ألمانيا لم تكن الدولة الأوروبية الوحيدة التي حظرت تلك التجمعات. بل اتخذ كل من هولندا والنمسا إجراءات مماثلة ما أثار غضب أردوغان.
  
حسابات تكتيكية
وربما جاء غضبه اللفظي، جزئياً، تبعاً لحسابات تكتيكية. ويرجح أنه سعى لكسب دعم لاستفتائه بين صفوف المغتربين الأتراك عبر تقديم نفسه كمدافع عن السيادة والفخر القومي.

لكن حكومات أوروبية استطاعت الاستفادة من تلك اللحظة لتحذير أردوغان من مغبة استغلال جاليات تركية في أوروبا، ومن الاستفادة من تصاعد مواقف مناهضة له في دولهم، وكانت تلك المواقف بمثابة سيناريو فيه مكسب لجميع الأطراف.