إيرانيون يتظاهرون ضد الولايات المتحدة.(أرشيف)
إيرانيون يتظاهرون ضد الولايات المتحدة.(أرشيف)
الخميس 21 سبتمبر 2017 / 13:15

نهاية داعش... بداية أزمة مع إيران

كتب الباحث هال براندز، في موقع "بلومبرغ" أن المرحلة المقبلة في الصراع الدائر بالشرق الأوسط آتية لا محالة، وأن الولايات المتحدة تتجه بخطوات متسارعة صوب مواجهة لا يمكن تفاديها مع إيران أو "الدولة المارقة" كما وصفها والتي تعد أكثر خطورة من كوريا الشمالية.

بمجرد أن يتلاشى التهديد المشترك من داعش، فإن التنافس سيعود من جديد ما بين طهران وواشنطن؛ لاسيما أن الجهود الأمريكية السابقة لكبح جماح إيران لم تكن كافية

وحذر الباحث من سياسة إيران العدوانية لتطوير برنامجها النووي وقدراتها العسكرية وسعيها الدؤوب لتحقيق مصالحها وتوسيع نفوذها في المنطقة، قائلاً إن إدارة ترامب في طريقها إلى الدخول في صراع مع إيران، والبيت الأبيض لا يزال غير قادر على التعامل معه حتى الآن، وثمة ثلاثة عوامل من شأنها أن تجعل هذه المواجهة وشيكة.

نهاية داعش
العامل الأول يتمثل في اقتراب نهاية الصراع ضد تنظيم داعش الإرهابي، حيث أن دحر هذا الجيش الإرهابي يقضى على التعاون الضمني بين الولايات المتحدة وإيران للتخلص منه، كما يؤجج المنافسة الإقليمية بينهما، إذ يتزايد الصراع بين واشنطن وطهران على النفوذ مع الحكومة العراقية، ومن المتوقع اندلاع أعمال عنف بين القوات الأمريكية التي ستظل بالعراق والميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً التي تعارض هذا الأمر بشدة.

وعلاوة على ذلك، تقترب القوات الأمريكية والميليشيات الإيرانية من المناطق القليلة التي لا تزال تحت سيطرة داعش في سوريا، وبالفعل اندلعت اشتباكات في وادي الفرات الأوسط بين القوات الأمريكية والميليشيات الإيرانية التي تدعم نظام بشار الأسد، وكلما ضاق الخناق على داعش فإن أعداء التنظيم الإرهابي سيسعون إلى ترسيخ نفوذهم في سوريا ما بعد داعش، ومن ثم فإن احتمالات اندلاع العنف سوف تتفاقم.

النفوذ الإيراني الخبيث
والعامل الثاني الذي سيقود إلى أزمة جديدة هو تصميم إدارة ترامب على التصدي للنفوذ الإيراني الخبيث في منطقة الشرق الأوسط والذي توسع من جنوب آسيا في نهاية ولاية أوباما؛ بسبب استغلال إيران لرغبة الأخير في إبرام الاتفاق النووي مع طهران، الأمر الذي أسفر عن انتشار النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان والعراق وباتت هذه الدول بمثابة مصالح إستراتيجية حيوية بالنسبة لطهران.

وأدركت الإدارة الأمريكية خطورة الموقف وفرضت عقوبات اقتصادية جديدة ضد طهران، ورسخت دعمها للمملكة العربية السعودية وحلفائها، كما أبدت الولايات المتحدة استعدادها لشن عدد قليل من الضربات العسكرية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا. وبحسب تقارير حديثة، تدرس الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن شن هجوم إقليمي واسع النطاق ضد إيران من أجل حظر شحنات الأسلحة التي ترسلها إيران إلى الميليشيات الموالية لها في اليمن وغيرها من الأماكن، وكذلك الحد من المضايقات الإيرانية للسفن الأمريكية في مياه الخليج.

الاتفاق النووي الإيراني
أما العامل الثالث، برأي الباحث، فهو عداء ترامب الشديد للاتفاق النووي الإيراني، وثمة إشارات (ليس أقلها تعليقات ترامب) على أن ترامب يخطط إما لسحب الثقة من الاتفاق، وهذا يعني إعادة فرض العقوبات الاقتصادية ذات الصلة بالأسلحة النووية، أو تقويض الاتفاق، ومن المقرر التوصل إلى قرار في هذا الأمر خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وربما يقود ذلك إلى تمكين المتشددين الإيرانيين وإثارة الاحتكاك في العلاقات الثنائية ما بين واشنطن وطهران، وخلق أزمة جديدة إذا عمدت إيران إلى استئناف برنامجها النووي.

ويخلص الباحث إلى أن هذه العوامل مجتمعة تعزز التوترات المتزايدة بشأن مجموعة متنوعة من القضايا وتخلق وضعاً خطيراً مناسباً تماماً للتصعيد في الخليج وسوريا والعراق، بسبب نهج إيران لزعزعة الاستقرار وتوسيع نفوذها في المنطقة، وبمجرد أن يتلاشى التهديد المشترك من داعش، فإن التنافس سيعود من جديد ما بين طهران وواشنطن، لاسيما أن الجهود الأمريكية السابقة لكبح جماح إيران لم تكن كافية.