وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري.(أرشيف)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري.(أرشيف)
الجمعة 22 سبتمبر 2017 / 12:12

مصير الاتفاق النووي غامض..موقف الأوروبيين حاسم

ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خصص جزءاً مهماً منها لمهاجمة إيران بسبب نشاطاتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وجدد انتقاده للصفقة النووية التي وقعها سلفه، باراك أوباما، معتبراً أنها من "أسوأ الصفقات التي عقدتها أمريكا في تاريخها" وسببت إرباكاً للولايات المتحدة.

منذ توليه السلطة، واصل الرئيس الأمريكي تطبيق الاتفاق، رغم عدم تأكيده التزام الولايات بها، تاركاً مستقبلها عالقاً في الهواء، ومانعاً إيران من اجتذاب شركات ومستثمرين للعودة إلى أراضيها

ولفت أريان طبطبائي، مساعد بروفسور زائر لدى برنامج الدراسات الأمنية التابع لجامعة جورج تاون في مجلة "فورين أفيرز" لإشارة ترامب في خطابه إلى أنه لن يلتزم بالصفقة لوقت أطول، عندما قال: "لا نستطيع الالتزام بصفقة إن كانت توفر غطاءً لبناء برنامج نووي إيراني، في نهاية المطاف".

وتأتي تلك التعليقات قبل بضعة أسابيع من الموعد المحدد لتأكيد إدارته التزام إيران ببنود الصفقة. ويبدو على نحو متزايد أن الإدارة لن تؤكد ذلك الأمر، وهو ما يخرج الولايات المتحدة فعلياً من المعادلة.

ويشير الطبطبائي لتقارير تداولتها وسائل إعلام أمريكية بشأن تهديد أطلقه الرئيس الإيراني حسن روحاني، بعد وقت قصير من بداية ولايته الرئاسية ثانية، في أغسطس (آب) الأخير، بأنه سوف يتخلى عن الاتفاق النووي في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران.

تحذيرات روحاني
لكن، وكما يلفت الباحث، صدرت بعد أيام قليلة على تحذيرات روحاني، تنبيهات على لسان نائب الرئيس الإيراني، ورئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران، علي أكبر صالحي، أشار فيها لعزم بلاده على مواصلة الالتزام بالصفقة، وإن تخلت عنها الولايات المتحدة.
لكن كلام صالحي انطوى على تنبيهات للأطراف الآخرين في الاتفاق، وخاصة الأوروبيين، مشدداً على وجوب استمرارهم في تطبيق بنود الاتفاق. وعند هذه النقطة، أصيب مراقبون أمريكيون ببعض الارباك لأنه بات واضحاً أن طهران أعطت لترامب ضوءاً أخضر للانسحاب من الصفقة، بلا مبالاة.

مستقبل الاتفاق معلق
ويشير الكاتب إلى ما لم يعد سراً، أن ترامب غير داعم لسياسات سلفه أوباما في الشأن الخارجي، وبخاصة الاتفاق النووي، والذي وصفه بكونه "أسوأ اتفاق في تاريخ الأمم". وتعهد ترامب، خلال حملته الانتخابية، تفكيك الصفقة والتفاوض على أخرى أفضل. ولكن منذ توليه السلطة، واصل الرئيس الأمريكي تطبيق الاتفاق، رغم عدم تأكيده التزام الولايات بها، تاركاً مستقبلها عالقاً في الهواء، ومانعاً إيران من اجتذاب شركات ومستثمرين للعودة إلى أراضيها، وهو شرط رئيسي لتعافي الاقتصاد الإيراني.

هواجس
وبحسب طبطبائي، أدى سياسات ترامب إلى هواجس إيرانية حيال مستقبل الصفقة. ولطالما أشارت الإدارة الأمريكية إلى ما تصفه بأنه "تجاوزات إيرانية لروح الاتفاق، ومن ضمنها تطوير الجمهورية الإسلامية برنامجها للصواريخ الباليستية، ومن ثم تأكيدها أنها قطعت شوطاً طويلاً لتوجيه إنذار للنظام".

أوروبا سلبية
ويشير الباحث إلى استياء وتذمر مسؤولين إيرانيين، طوال المحادثات النووية، من أن الأوروبيين ظلوا سلبيين حيال مسألة تطبيقها بكامل بنودها مع انهم أكثر المستفيدين من الصفقة، بفضل وضعهم الاقتصادي والسياسي. ويقول طبطبائي إنه من وجهة نظر إيران، في أسوأ الأحوال، ستنسحب إدارة ترامب من الاتفاق، وفِي أفضلها قد تواصل السير وفق مسارها الحالي، بالإبقاء على الصفقة تاركة مستقبلها معلقاً إلى ما لا نهاية.