الأحد 24 سبتمبر 2017 / 08:47

دولة تصنع مستقبلها

جمال الدويري - الخليج

دولة صنعت حاضرها بنفسها، وقادرة بنفس الروح على صنع مستقبلها الذي يضمن لأجيالها خيراً ورخاء مستداماً، نتيجة واضحة لخصها رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لباكورة الاجتماعات التي ستنطلق في أبوظبي الثلاثاء المقبل لتحقيق رؤية الإمارات 2021، وتضع الخطط والاستراتيجيات لحجر الأساس لمئوية الإمارات 2071.

الاجتماعات سيتمخض عنها إطلاق 5 استراتيجيات طويلة الأمد و120 مبادرة وطنية في أكثر من 30 قطاعاً مشتركاً بين الاتحادي والمحلي، كما سيتم خلال الاجتماعات استعراض الواقع الجيوسياسي العالمي، إضافة إلى مناقشة مستهدفات الدولة خلال السنوات الثلاث المقبلة حتى 2021.

دولة تنظر إلى مستقبلها من اليوم تحاول أن تصنعه بدل أن تتفاجأ به، ستكون بلا شك في طليعة الدول، وهي كما يقول الشيخ محمد بن زايد "نستعد للغد بفكر ورؤية طموحة تستشرف آفاق المستقبل ما يتطلب العمل كفريق واحد متناغم وفاعل يقدم خلاصة إبداعاته لتتكامل من خلاله الرؤى الوطنية المستقبلية".

وما يميز الاجتماعات هذه المرة أن لها أهمية خاصة، فهي إلى جانب أنها الأكبر والأشمل من نوعها، فهي تجمع بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية لبحث التحديات التي تواجه مسيرة التنمية ومناقشة أولويات العمل الحكومي، إلى جانب مواءمة الاستراتيجيات الاتحادية والمحلية والتنسيق في ما بينها، وبدء العمل في التخطيط لمئوية الإمارات 2071. وهذه "الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات"؛ حصيلة لقرار اتخذه مجلس الوزراء في يونيو (حزيران) الماضي بهدف عقد تجمع وطني سنوي لتوحيد العمل الحكومي.

التقاء المحلي والاتحادي له أهمية كبرى، فإذا كانت الدولة تنشد العالمية فيما تصبو إليه من قرارات ورؤى مدروسة، تقوم عليها الحكومة بشكل واضح ومحدد، فإنها، أي الحكومة، التفتت إلى الحكومات المحلية والمتمثلة في المجالس التنفيذية وحرصت على إشراكها في الاجتماعات لما عليها من دور في إنجاح السياسات المحلية لتتطابق مع الرؤى الخارجية، وهدفها ترسيخ التنسيق الاتحادي والمحلي على كافة المستويات، لتسريع العجلة التنموية في كافة القطاعات، بما يخدم الوطن ويسعد المواطن.

"مئوية الإمارات 2071" تستند إلى أربعة محاور رئيسية: الأول يركز على تطوير حكومة مرنة بقيادة واعية ذات رؤية واضحة تسعى إلى إسعاد شعبها، والثاني يتمثل في الاستثمار في التعليم ويرسّخ القيم الأخلاقية والاحترافية، والثالث يستهدف الوصول إلى اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، والرابع يهدف إلى ترسيخ قيم التسامح والتماسك والاحترام في المجتمع، لتشكل المحاور الأربعة خطة وطنية تنموية وتطويرية شاملة تهدف لجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم في الذكرى المئوية لإعلان قيامها. هذا كله يحتاج إلى جهود كبيرة للارتقاء بها، وقيادة الإمارات وحكومتها أهل لذلك.