النيران تتصاعد من برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001. (أرشيف)
النيران تتصاعد من برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001. (أرشيف)
الأحد 24 سبتمبر 2017 / 13:01

الإخوان المسلمون وصلاتهم بالإرهاب...أفكار قطب وأثرها على القاعدة (3)

يتطرق الباحث نواف عبيد في دراسته "الإخوان المسلمين: إخفاق في التطور السياسي" إلى صلات تنظيم الإخوان بالإرهاب، معتبراً أن أي نظرة عامة على التنظيم لا يمكن أن تكتمل من دون مناقشة صلات التنظيم بالإرهاب المتطرف الإسلامي.

أثار قطب في كتاباته الجهاد العالمي وشدد على الفارق بين "الجاهلية" التي اعتبرها في صلب القوانين التي يضعها البشر والحاكمية أو فرض الشريعة من أجل تحقيق مشيئة الله

والمعروف أن الجزء الأكبر من سمعة الإخوان كجماعة متطرفة مصدره تأثير كتابات سيد قطب في خمسينات وستينات القرن الماضي. فبعد إطاحة حكم الملك فاروق عام 1952، كان سيد قطب على علاقة جيدة بجمال عبد الناصر وحركته للضباط الأحرار. ومع ذلك، سرعان ما لاحظ قطب والإخوان الإرهابيون أن القومية العربية لناصر وأرائه العلمانية لا تنسجم وفكرة المجتمع الإسلامي. ومع تفاقم التوتر بين الإخوان وناصر، حل الرئيس المصري التنظيم وسجن قطب لسنوات. ويعتقد أن سجنه وتعذيبه أديا إلى تطرفه وأثمرا منشوراته المتطرفة.

الجهاد العالمي

وأثار قطب في كتاباته الجهاد العالمي وشدد على الفارق بين "الجاهلية" التي اعتبرها في صلب القوانين التي يضعها البشر والحاكمية أو فرض الشريعة من أجل تحقيق مشيئة الله.

وحض الشباب على أن يكونوا طليعيين ضد النظام الجاهلي الحديث ومناصريه، متمسكاً بالهدف النهائي لإنشاء نظام قانوني يتركز حول الشريعة. ومن قطب، نشأت القطبية، التي ميزت مع حركات شبابية أخرى، بين أولئك الذين ينتمون إلى القضية الإسلامية ويدعمونها، وبين أولئك الذين لا يدعمونها.

أفكار قطب والقاعدة

وبين تلك الحركات الشبابية منظمة 65 التي اتهمت بالتآمر لإطاحة الحكومة. وأدت هذه الحادثة إلى حملة مركزة على أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية من خلال محاكمات وإعدامات. وبالتأكيد، أثرت أفكار قطب بتنظيم القاعدة الذي استخدمها في شن حرب مقدسة ضد حكومات علمانية كوسيلة لتحقيق أهدافه.

أعدمت الحكومة المصرية سيد قطب عام 1966. وشهدت السبعينات إعادة ظهور لأفكار قطب خلال عهد أنور السادات.
في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، تحسنت العلاقة بين الإخوان والسلطات المصرية، مع دخول التنظيم البرلمان والمحاولات لخلق المشاكل من داخل المؤسسات. ومع ذلك، تزايدت الانقسامات القائمة بين أعضاء التنظيم، ين اولئك الذين اعتقدوا بوجوب العمل داخل النظام المصري، وأولئك الذين اعتقدوا أن التعاون مع غير الإسلاميين يقوض القيم الإسلامية.

 حظر الإخوان وحماس
وحظرت الحكومة المصرية الإخوان الإرهابيين وحماس، فرعه المصري، باعتبارهما تنظيمان إرهابيان. وانتقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الولايات المتحدة لتركيزها على داعش والقاعدة بدل الإخوان الإرهابيين في سوريا. وكنتيجة لذلك، اعتبر الإعلام المصري الرسمي حملة السيسي على الإخوان كإنقاذ لمصر من التمرد الإسلامي. ووصف رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية محمد مختار جمعة التنظيم "مسيئاً للإسلام"، معتبراً أنه "سلف الدولة الإسلامية ومشابه لجماعات إرهابية" و"يشوّه التعليم في الجامعات المصرية". كذلك، رأى جمعة أنه يجب فصل الدين عن السياسة، معتبراً أن "على مصر تشجيع شكل وسطي من الإسلام، وتحديداً إسلام الأزهر".