تظاهرة مؤيدة للاستقلال في كردستان العراق.(أرشيف)
تظاهرة مؤيدة للاستقلال في كردستان العراق.(أرشيف)
الأحد 24 سبتمبر 2017 / 15:19

استفتاء كردستان العراق...سباق بين الوساطات والتعبئة

أشارت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إلى مساعٍ يبذلها حالياً سياسيون ومسؤولون غربيون من أجل تجنب نشوب حرب جديدة في العراق، حيث يخشى أن تدور هذه المرة بين العرب والأكراد.

قال مسؤول كردي في إحدى الخطب: "لو كلفنا نيل الاستقلال نصف مليون قتيل، سنمضي قدماً من أجل تحقيقه"

وتقول المجلة إنه عوضاً عن الاحتفال بالنصر على جهاديي داعش الذين انهزموا في العراق، بدأت قوات عربية وكردية، تحالفت في قتال التنظيم الإرهابي، توجيه بنادقها نحو بعضها البعض. كما دعا مسعود البارزاني، رئيس كردستان العراق، إلى إجراء استفتاء على استقلال الاقليم يوم غد في 25 سبتمبر( أيلول)، ليس في مناطق كردية تتمتع بحكم ذاتي، ومعترف بها دستورياً فحسب، بل ضمن مناطق واسعة استولت عليها قواته، بعدما حررتها من سيطرة داعش.

تحذيرات
وتلفت "إيكونوميست" لتحذيرات أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عندما جمع قادة الجيش العراقي في مخمور، قبالة خطوط الجبهة الكردية، وقال" إذا جرى الاستفتاء، فإن كردستان قد تمسح من على الخريطة". كما سارع وسطاء غربيون للتدخل منعاً لحدوث مواجهة بين حلفائهم.

وبرأي المجلة، ليس إقليم كردستان مستعداً بعد لإقامة دولة. فإن حكومته غارقة في الديون، وخزائنها فارغة. كما تنقسم قوات البشمركة الكردية بين عدة فصائل تتحكم بها عائلات كردية. وقد جعل البارزاني النظام السياسي أضحوكة، بعدما مدد ولايته مرتين. وفي عام 2015، أغلق البرلمان بعدما حاول تقييد سلطاته، ومساءلته حول كيفية إنفاقه لواردات النفط.

إحياء الحماسة القومية
وعوضاً عن معالجة علل المنطقة استباقاً لانتخابات برلمانية ورئاسية كان من المقرر أن تجرى في نوفمبر (تشرين الثاني)، استعان البارزاني بالاستفتاء لتشتيت اهتمام الناس، ولإثارة مشاعر قومية بين الأكراد. وقد شهدت تجمعات حاشدة أقيمت عبر كردستان ألعاباً نارية وخطباً حماسية. وقال مسؤول كردي في إحدى الخطب: "لو كلفنا نيل الاستقلال نصف مليون قتيل، سنمضي قدماً من أجل تحقيقه".

توحد الجيران
وتشير المجلة لتوحد جميع الدول المجاورة لكردستان ضد الأكراد. فالسياسيون العراقيون يتحدثون عن إغلاق المجال الجوي لكردستان. وخوفاً من أن يؤدي الاستفتاء لإثارة مشاعر قومية وسط أكراد إيران وتركيا، هدد البلدان بإغلاق حدودهما مع كردستان العراق. وتجري تركيا مناورات عسكرية عند حدودها مع كردستان. وقد تغلق خط أنبوب النفط الوحيد الذي يمر في أراضيها، ما يمنع حكومة كردستان العراق من تصدير نفطها. كما هددت قوى غربية بوقف مساعداتها لكردستان، إذا رفض البارزاني اقتراحاتها.

مساحة للتفاوض
وتلفت "إيكونوميست" إلى اقتراح عرضته قوى غربية لتخصيص غرفة داخل السفارة الأمريكية في بغداد لكي يجتمع في داخلها العبادي والبارزاني من أجل التفاوض على صفقة برعايتهم. ولربما يصادق العبادي على صيغة لشراء الوقت، فيما لا يزال البارزاني يأمل بأن يقود التفاوض إلى الاستقلال عن العراق.  

وفي إربيل، عاصمة الإقليم، يشعر عدد كبير من الأكراد بالتوتر بسبب الاستفتاء. ومع تصاعد التهديد بفرض حصار، وحيث يستورد كردستان كل شيء، يتهافت الناس اليوم على تكديس المواد الغذائية والحاجات الأساسية، كما اتمتلئ الطائرات المغادرة إربيل بالركاب.