تنظيم داعش (أرشيفية)
تنظيم داعش (أرشيفية)
الأحد 24 سبتمبر 2017 / 21:32

مصادر لـ24: اشتعال الصراع بين تياري "الحازمية" و"البنعلي" داخل داعش

24 - القاهرة - عمرو النقيب

كشفت مصادر جهادية سابقة، أن الأوضاع داخل تنظيم "داعش"بين تيار "الحازمية"، وتيار "تركي البنعلي"، وصلت لدرجة كبيرة جدا من الاشتعال، بسبب تمسك التيار "الحازمي" بتكفيره لعموم المسلمين بشكل عام.

وأشارت المصادر الجهادية لـ24، إلى أن تنظيم "داعش"، قام بعزل جميع العناصر التي تمثل اللجنة المفوضية التابعة للتيار "الحازمي"، مثل أبو إسحاق العراقي، وأبو حفص الجزراوي، وأبو مرام الجزائري، وعبد الناصر العراقي، موضحة أن الأخير هو أمير تلك اللجنة، ومعروف عنه قتل عناصر التنظيم المختلفين معه.

وأوضحت المصادر الجهادية، أن عناصر تنظيم "داعش"، أصدرت بياناً أعلنت من خلاله تأييدها للتيار "الحازمي"، الأكثر تشدداً، تحت عنوان "اللجنة المفوضية وإعلام الخلافة يمثلني"، معلنين تمسكهم بتكفير جميع من يخالف قيادتهم، وأفكارهم، وما ذهبوا إليه في التأصيل الشرعي للمخالفين معهم على المستوى الفكري والتنظيمي.

وأكدت المصادر الجهادية، أن غالبية هذ التيار من البحرين وليبيا، وتونس، ومصر، وأشد تطرفاً وغلواً، لدرجة أن بعضهم قام بتكفير، أمير التنظيم أبو بكر البغدادي، لأنه لم يكفر الظواهري، وأن عقيدة التكفير بالتسلسل ظاهرة لديهم فالذي لم يكفر الكافر فهو كافر ويقصدون بالكافر الذي كفروه وفقاً لرؤيتهم "الإسلامية"، فهذا التيار خرج من وسط "داعش" المتطرفة جداً.

وأضافت المصادر الجهادية، أن تعميم تنظيم "داعش" لأفكار الفرقة "الحازمية"، واعتبرها المنهج الرسمي، يشير إلى عدة دلالات هامة في تحركات التنظيم خلال هذه المرحلة التي يشعر فيها بالهزيمة والتراجع، أولها، إعلان سيطرة هذه الفرقة على التنظيم بشكل عام، وإحكام قبضتها عليه، وثانيها، تنصيب من يخلف البغدادي، من هذه الفئة في زعامة التنظيم عقب الشائعات التي تقول بمقتل البغدادي، أخيراً.

وأفادت المصادر الجهادية، أن سيطرة الفرقة "الحازمية" على تنظيم"داعش"، يؤكد تحوله إلى تنظيم جديد، قد يكون أكثر شراسة ودموية لأن هذا التيار يرفع راية "الكفر" بشكل عام ويكفر المسلمين، لاسيما المتدينين منهم لأنهم تخلفوا عن الانضمام إلى صفوفهم، ومن ثم فلا حراجة لديهم من تفجير المقدسات الإسلامية، أو تفجير المساجد بمن فيها وقت الصلوات.

وأوضحت المصادر الجهادية، أن تيار "الحازمية" سوف يتجه إلى السيطرة على مختلف البؤرة والخلايا التابعة للتنظيم في مختلف الدول والمناطق الكامنة بها، لتنفيذ المزيد من العمليات الإجرامية، والإرهابية ضد الجميع، ولن يفرق بين مسلم وغير المسلم.

وبحسب المصادر الجهادية، فإن أبو جعفر الحطاب، أحد تلاميذ الشيخ الحازمي، والذي تولى منصب القاضي الشرعي لإحدى ولايات تنظيم"داعش"، استطاع نشر الفكر التكفيري داخل اللجان الشرعية والقضائية والعسكرية بالتنظيم، وتبعه في ذلك عدد من التونسيين والسعوديين الذين أعلنوا تمردهم على أبي بكر البغدادي لأنه "جهمي" لا يكفر "العاذر"، وتكفير زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، والملا عمر، وغيرهما من أصحاب "العقيدة المنحرفة".

وأشارت المصادر الجهادية، إلى أنه مع انتشار منهج "التيار الحازمي" داخل "داعش"، قررت القيادة العليا تنظيم مناظرات بين القائلين بـ"تكفير العاذر" وخصومهم رغم أن المنهج المعلن للتنظيم هو عدم العذر بالجهل في مسائل الشرك الأكبر وعدم تكفير العاذر، أي أن مرد الخلاف بينهما مسألة "التسلسل في التكفير" والتي تفضي في النهاية إلى أن من لم يكفر الكافر يكفر بإطلاق عالمًا كان أم جاهلاً، ويقصد بكلمة التسلسل في التكفير هنا "تكفير الكافر الذي قضت النصوص الشرعية الصريحة بكفره وشركه، وتكفير من لم يكفره".

وتيار "الحازمية"، تمسك بتأصيلات شيخهم التي قررها في درسه الأول من "الأدلة والبراهين القطعية على بطلان الفتوى التونسية" عندما قال: "ولا شك أن المتقرر عند أهل السنة والجماعة أن من تلبس بالشرك الأكبر فهو مشرك ومن توقف فيه أو تردد أو حكم عليه بالإسلام فهو ملحق به هذا محل إجماع عند أهل السنة والجماعة".

وأن قيادات تيار "الحازمية"، كتبوا عشرات الرسائل في تكفير البغدادي، والمواليين له، ووصفهم بالجهمية لأنهم لم يكفروا "العاذر"، من بينها "القول الندي في كفر دولة البغدادي" و"بيانُ طاغوتيةِ البغدادي" و"الرد على دولة الشرك في أسلمتهم للقوم المشركين".

وكانت اللجنة المفوضية التابعة لتنظيم "داعش"، قامت بتعميم منشور داخلي على عناصرها، اعتمدت فيه أفكار ومباديء تيار "الحازمية"، وهو تيار يكفر عموم المسلمين جميعا، في مختلف البقاع، والدول بشكل عام دون تفرق، وأوجبت قتالهم، وسفك دمائهم.

ونشر تركي البنعلي، المفتي العام السابق للتنظيم، رسالة ينتقد فيها اللجنة المفوضة المسئولة عن إدارة شئون التنظيم، بعد إصدارها رسالة تعتبر التكفير أصًلا من أصول الدين الظاهرة بعنوان "ليهلك من هلك عن بينة ويحى من حي عن بينة".

وقال البنعلي في رسالته، إن تعميم اللجنة المفوضة خرج بسرعة وتعجل ولم يعرض على طلاب العلم في التنظيم، وأن أبو محمد الفرقان، القيادي بالتنظيم والمسئول عن ديوان الإعلام المركزي سابقا لم يصدر بيانه بخصوص "تكفير المتوقف في التكفير" إلا بعد 19 جلسة نقاشية.

واعتبر البنعلي، أن هذا البيان يوافق ما يقوله تيار "الحازمية"، الراغبين في نقض بيان أبو محمد الفرقان، لافتاً إلى أن بعض المتشددين داخل التنظيم أفتى بضلال أبو بكر البغدادي وقال في إحدى خطبه "يابن عواد لا زالت أمامك الفرصة لتتغير".

من جهتها اعترفت صحيفة "النبأ" الداعشية، بوجود خلافات منهجية بين أعضاء التنظيم، خلال الفترة الماضية، ونشرت عدة مقالات تحت عنوان "سلسلة علمية فى بيان مسائل منهجية"، أشارت فيها إلى وجود مجموعة ممن تصفهم بـ "الغلاة" داخل التنظيم، ممن تبنو فكرا يتشدد في التكفير، معتبرة إياهم "خوارج" كالذين خرجوا على الإمام على بن أبي طالب.

وقالت الصحيفة، إن التنظيم ألغى بيانه السابق الذي يحمل عنوان "ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة" والذي أعده أعضاء سابقين في ما يعرف بـ "اللجنة المفوضة" وهي الللجنة المسئولة عن قيادة التنظيم.