الثلاثاء 26 سبتمبر 2017 / 11:05

تحقيق الريادة برؤية القيادة

حمد الكعبي- الاتحاد

منذ قيام الاتحاد وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتنا الرشيدة تسعى ليل نهار لتحقيق السعادة والرفاهية لشعبها، وتعمل بكل جد وجهد واجتهاد على تسليم الراية بالرخاء والعز والشموخ إلى الأجيال المقبلة. ولمن أراد أن يدرك معنى النجاح والإخلاص في خدمة الأوطان فعليه أن ينظر إلى أبوظبي اليوم، فاليوم ليس كباقي أيام السنة، وإنما هو يوم من أيام الوطن الكبرى، حيث يجتمع القائدان نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،  في أبوظبي بفرق عمل مختلفة في عدة مجالات للاستعداد والتخطيط لحاضر الإمارات ومستقبلها، ولتوجيه مسيرتها المظفرة نحو العلا والازدهار.

وهذا اللقاء الوطني يضم أكثر من400 مسؤول حكومي في مختلف القطاعات، ويهدف إلى استعراض الجهود والبرامج كافة التي تم إنجازها لتحقيق رؤية الإمارات، ووضع الخطط والاستراتيجيات التي تضع حجر الأساس لمئوية الإمارات2071. فقيادتنا الرشيدة تسعى لوضع الخطط والمبادرات التي تضمن استمرار الازدهار والحياة الكريمة والعيش الرغيد لمجتمع الإمارات لـ100 عام قادمة، واضعة في الاعتبار كل مؤثرات ومؤشرات الواقع الجيوسياسي الدولي والمتغيرات التي ستطرأ على العالم خلال العقود المقبلة. وهذا الاجتماع الوطني الكبير يناقش أبرز المواضيع التي تهم الدولة، والملفات الحيوية كالقوة الناعمة، وتحديات التعليم، والأمن المائي، والأمر الأكثر أهمية، وضع خريطة الطريق نحو الثورة الصناعية الرابعة.

وبمعنى آخر فالإمارات اليوم بدأت تشق طريقها بقوة نحو مستقبل واعد باعتمادها على ماضٍ عريق، وحاضر مزدهر، حتى تضمن لأجيالها المقبلة توافر كل سبل الرفاهية المستدامة.

والإمارات من الدول السباقة في النظر للثورة الصناعية للجيل الرابع، والعمل على مواكبة كل المتغيرات والاستعداد لها وفقاً للتحديات والمعطيات وتحقيق النتائج المنشودة في كل ذلك.

ومن المعروف تاريخياً أن الثورة الصناعية الأولى في العالم قامت على طاقة المياه والبخار، وقد شكلت في زمنها تحدياً للمجتمعات التي تزامنت نهضتها مع تلك المرحلة، حيث غيرت الكثير من مفاهيم الحياة. وبعد ذلك تم اختراع الكهرباء وخطوط تجميع المنتجات في المصانع، ما ساهم إلى حد كبير في التخلي عن كثير من الأيدي العاملة. ثم جاء عصر الحاسب الآلي واقتصادات ما بعد المصانع ذات المداخن، وهو العصر الرقمي والكل يعرف دوره الكبير في اختزال المسافات والأوقات. فماذا بعد ذلك؟ أما الثورة الصناعية القادمة، التي تعد الإمارات لها العدة، فهي تتمثل بالمصانع الذكية التي تدار بالآلات وترتبط بشبكة الإنترنت، وبنظام يمكنه تمثل مراحل عملية الإنتاج كلها. وهذه الثورة الصناعية في طريقها إلينا، وستغير المفهوم السائد عن معظم الوظائف في العالم، كما تختلف اختلافاً كلياً أيضاً عن كل الثورات الصناعية السابقة. وخلال ذلك، ستسود تقنيات حديثة تجمع العلوم الفيزيائية أو المادية الرقمية والبيولوجية. وستؤثر هذه التقنيات الحديثة في كل التخصصات والمجالات والاقتصادات والصناعات. وتسمح هذه التقنيات الحديثة بربط مليارات الأشخاص بالشبكة العنكبوتية العالمية، وستحسن بصورة ملحوظة كفاءة الأعمال وإدارة الموارد، وإعادة إحياء البيئة الطبيعية عبر الإدارة الأفضل للأصول والموجودات.

ومن الطبيعي أن تكون لهذه الثورة تحدياتها هي أيضاً، مما يجعل من الضروري التخطيط للاستجابة لها بكفاءة وفعالية منذ الآن. وهنا ترى القيادة الرشيدة ضرورة أن تكون كافة القطاعات والمجالات في الدولة جاهزة لمواكبة التطور الجديد، وقادرة على خوض التحديات، حتى تتم الاستفادة من الفرص والموارد بشكل أكبر. وللنجاح في استيعاب مضامين هذه الثورة الصناعية والاقتصادية، لا بد لقادة الأعمال من بذل الجهود اللازمة لتوسيع مداركهم بمعزل عن منجزات الماضي، والإتيان بأفكار ونظم جديدة ومبتكرة. وعليهم إعادة التفكير في استراتيجياتهم ونماذج أعمالهم، واكتشاف الاستثمارات الصائبة والمناسبة في مجال التدريب.

 فالمستقبل يتشكل بأيدينا، ويتعين علينا أن نكون جميعاً في مستوى التحدي في زمن الثورة الصناعية الجديدة. والعقود الماضية من تاريخ الدولة برهنت على نجاح الإمارات وريادتها وعبقرية كافة خياراتها، والاستعداد للعقود الـ5ا لمقبلة يتطلب أيضاً منا الكثير من الجهد والعمل وتقديم الأفكار الخلاقة التي من شأنها أن تساهم في رفعة الوطن وسعادته ومسيرته المظفرة المكللة بالنجاحات والإنجازات في كافة المجالات.