المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مقر حزبها.(أرشيف)
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مقر حزبها.(أرشيف)
الثلاثاء 26 سبتمبر 2017 / 14:23

مستقبل ألمانيا بعد الانتخابات...بين متفائل ومتشائم

بعدما أقرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بأن حزبها المحافظ لم يحقق النتيجة المرجوة في الانتخابات التشريعية، مع اعترافها بأنها تواجه "تحدياً جديداً كبيراً"، يتمثل في اقتحام اليمين المتشدد لأول مرة البرلمان، ترى مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن المتشائمين بشأن تلك النتيجة مخطئون وأنه ما زال هناك فسحة للتفاؤل بمستقبل ألمانيا. وعرضت المجلة وجهات نظر الفريقين.

تراكمت، على مدار سنوات، مشاعر غضب واستياء لدى الألمان. وكان فوز حزب البديل من أجل ألمانيا هو ما جعلها تطفو وتظهر بوضوح

يقول هؤلاء إن حزب البديل من أجل ألمانيا (إف دي بي)، اليميني ذا النزعة النازية قد حصل على 39 مقعداً. ولربما يتصدر الأحزاب الألمانية في ولاية ساكسوني، حيث يهاجم مرشحه "الأشخاص المختلطين" و"إحساس ألمانيا بالذنب حيال الهولوكوست". وسوف تسنح فرصة لأعضاء هذا الحزب ليلقوا خطباً، وينشروا أفكارهم، ثم ليناقشوا شؤوناً سياسية، تحت قبة الرايختاغ (البرلمان) الزجاجية.

تحالف هش
وتقول المجلة إنه، في ذات الوقت، تراجعت حصة أصوات الحزبين الرئيسيين في ألمانيا، الديمقراطيين المسيحيين (سي دي يو) والديمقراطيين الاجتماعيين (إس بي دي)، وبلغت أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد استبعد إس بي دي تشكيل "ائتلاف كبير" مع ميركل، ما سيضطرها لتشكيل نوع من التحالف الهش مع حزبي البديل من أجل ألمانيا والخضر، واللذين أمضيا الأسابيع القليلة الماضية في مهاجمة بعضهما.

مشاكل جديدة
وتعرض "إيكونوميست" وجهة نظر من يرون أن ألمانيا مقدمة على فترة اضطراب سياسي، وحيث ستظهر فيها مشاكل جديدة. فصناعة السيارات الكبرى تمر في أزمة، وجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، الهائل العدد، على وشك الخروج على التقاعد. كما تتزايد مطالبة ألمانيا بالقيام بدور أكبر لصيانة الأمن الدولي. ويضاف إليه أن العمل على دمج ما يزيد عن مليون لاجئ فتحت لهم ميركل أبواب ألمانيا، ما زال في بداياته. ولذلك كله، تلوح سحب سوداء في سماء ألمانيا.

ألمانيا بأعين متفائلين
وترى "إيكونوميست" في نتائج الانتخابات التشريعية الألمانية فرصة لضخ حياة جديدة في الديمقراطية الألمانية. فقد عاد حزب الديمقراطيين الاجتماعيين إلى صفوف المعارضة، ويتسم زعيمه، شولتز، بطبعه الصلب والصدامي. وسوف يتمكن بمساعدة شخصيات من أمثال مانويلا شويسيغ، من تفعيل الحزب وإحيائه، في فترة ما بعد ميركل في انتخابات 2021.

وفي نفس الوقت، قد يتمكن إس بي دي من التفوق على حزب البديل من أجل ألمانيا المثقل بالصراعات الداخلية. فقد توفر سلطات ومصادر جديدة مجالاً لمزيد من الصراعات والشجار بين أعضاء الحزب اليميني، ما يضعف شعبيته بين ناخبيه.

وترى المجلة أن حقيقة الوضع في ألمانيا تتأرجح بين التشاؤم والتفاؤل. ويحتاج الأمر للتأمل بهدوء لمعرفة لأي جهة ترجح الكفة.

ولكن، بحسب إيكونوميست، هناك ما يثير التفاؤل حيال مستقبل ألمانيا. فمن المؤكد أن نتيجة الانتخابات تثير مخاوف في عدة مجالات، وأبرزها ما يتعلق بحزب البديل من أجل ألمانيا. ولكن معظم ما عرف عن الهدوء والسكينة في ألمانيا قبيل الانتخابات كان وهماً، على أية حال. فقد تراكمت، على مدار سنوات، مشاعر غضب واستياء لدى الألمان. وكان فوز حزب البديل من أجل ألمانيا هو ما جعلها تطفو وتظهر بوضوح، وربما قد تكون الفرصة لفهم تلك المشاعر ومعالجة أسبابها. لقد آن الوقت للإجابة على أسئلة تم تجاهلها، وللتصدي لتوترات ومشاكل لم تشهد حلولاً مناسبة.