نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير). (أرشيف)
نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير). (أرشيف)
الأربعاء 27 سبتمبر 2017 / 15:05

الجماعات الإخوانيّة في أمريكا.. خداع وتضليل ودعم للإرهاب

أعدّ مشروع كلاريون، وهو منظّمة غير حكومية مقرها واشنطن، وثائقياً يظهر فيه الصلات الحقيقيّة بين الإخوان المسلمين ومنظّمات إسلامية متطرفة في الولايات المتحدة مثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلاميّة "كير" والجمعيّة الإسلاميّة الأمريكيّة "ماس" وغيرهما.

تبرز الوثيقة أنّ عمل الإخوان في هذه المنطقة هو نوع من الجهاد الكبير من أجل إزالة وتدمير الحضارة الغربية من الداخل. كما تؤكد ضرورة إنشاء مجموعات ومراكز إسلامية لتحقيق هدفهم النهائي

هذه الجمعيات تدّعي الاعتدال، لكنّ نظرة قريبة إلى الواقع تشير إلى أنّ تكتيكاتها الأساسية تستند إلى الخداع. وأبرز الوثائقيّ تسريبات لعدد من قادة هذه المنظّمات الإخوانيّة يتحدّثون فيها عن ضرورة الخداع والتضليل والتمويه، مثل رئيس مؤسسة الأرض المقدّسة شكري أبو بكر، وعمر أحمد رئيس مجلس إدارة "كير" الذي يصف السياسة والحرب بأنّهما خدعة. لكن علناً يقدّم هؤلاء أنفسهم على أنهم مدافعون عن السلام ومستنكرون للإرهاب.

وحين يتمّ توجيه سؤال مباشر إليهم عن منظمات إرهابية محدّدة، يقوم مسؤولو "كير" بالالتفاف على السؤال أو حتى إعلان تأييدهم لها. في سنة 2000 دعم عبد الرحمن العمودي علناً منظمات إرهابية مثل حماس وحزب الله. لكنّ العمودي لم يكتفِ بتوجيه التحيّة لهاتين المجموعتين بل انخرط في نشاطات إرهابية بحيث تمّ اعتقاله سنة 2004 بتهمة تمويل الإرهاب. والمشكلة مع الرجل، أنّ عدداً من الإعلاميين والسياسيين رأى فيه شخصية قيادية معتدلة. ويشير الوثائقي إلى أنّ العمودي لم يكن المتورّط الوحيد في انتهاك القانون، بل كان جزءاً من مجموعة تدّعي الاعتدال، مثل فوّاز ضمرة ومحمّد شربجي وسامي العريان وغيرهم من القياديين الذين اتّهموا بنشاطات إرهابيّة.

الأف بي أي يكشف وثيقة إخوانيّة

يتحدّث الوثائقي عن أنّ "كير" استنكر عمليّات تنظيم القاعدة بالاسم، لكنّ مسؤوليه لا يدينون حماس أو حزب الله مثل المسؤول كوراي سايلر الذي رفض الإدانة الواضحة لهذين التنظيمين بالاسم على قناة فوكس نيوز. لكنّ الأف بي آي كشفت ملفاً سرياً يجيب على سبب رفض الإدانة المباشرة إضافة إلى أسئلة أخرى. الملف عبارة عن الوثيقة التأسيسيّة للإخوان المسلمين في شمال الولايات المتّحدة والذي يعود إلى سنة 1991. ويتحدّث الوثائقي عن نشوء حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيّ من رحم الإخوان. ومن تيّار الجهاد الإسلاميّ المصريّ نشأ تنظيم القاعدة.

الوثيقة المؤلفة من 15 صفحة تلقي الضوء على الأهداف والاستراتيجيات للإخوان المسلمين في شمال أمريكا. ففي الصفحة السابعة، تبرز الوثيقة أنّ عمل الإخوان في هذه المنطقة هو نوع من الجهاد الكبير من أجل إزالة وتدمير الحضارة الغربية من الداخل. كما تؤكد ضرورة إنشاء مجموعات ومراكز إسلامية لتحقيق هدفهم النهائي.

تفسير رفض الإدانة
في نهاية الوثيقة، يسرد معدّوها عدداً من المنظّمات التي يمكن أن تساعد في الوصول إلى هذه الأهداف. هذه المجموعات ليست مستمرّة حتى اليوم وحسب، بل هي المجموعات نفسها التي قيل عن قياداتها إنّها معتدلة. ومن بين هذه المنظمات، الجمعية الإسلاميّة لشمال أمريكا "إيسنا"، اتّحاد الطلبة المسلمين في أمريكا وكندا "أم أس أي" والاتحاد الإسلامي لفلسطين "أي آي بي" وهو واجهة حماس كما ذُكر في الوثيقة. في سنة 1994 أسس ثلاثة مسؤولين من الاتحاد الإسلامي لفلسطين منظمة "كير" وهذا ما يفسّر لماذا لا تدين الأخيرة مجموعات مثل حماس.

"معتدلون" يدعون بالموت لأمريكا والتهنئة لنجاد
ويتحدّث الوثائقي عن أنّه تمّ تسجيل عدد من خطابات هؤلاء الزعماء وهم يدعون بالموت لأمريكا مثل عبد الرحمن العمودي سنة 1996 ورئيس إدارة مجلس التنسيق بين المنظمات الإسلاميّة الإمام جوهري عبد الملك. أمّا إمام جماعة "مسجد الإسلام" في واشنطن عبد العليم موسى فيشير علناً إلى أنّه يتحدث عن "الدولة الإسلاميّة في شمال أمريكا" بحدود سنة 2050 وينشر ذلك عبر موقعه. وهو يقول عن المنتسبين إلى حماس وحزب الله إنّهم أناس طيّبون ولا يستحقون الإدانة بل التهنئة. كما أشاد بالرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد الذي بحسب رأيه يحبه معظم سكّان العالم. من هنا، يقول المعلّق السياسي والباحث في شؤون الإرهاب وليد فارس لمشروع كلاريون، إنّ الآلة الجهادية بدأت عملها بالفعل داخل المجتمع الأمريكي.