رجل يرفع شعار رابعة في تظاهرة في السودان عام 2013.(أرشيف)
رجل يرفع شعار رابعة في تظاهرة في السودان عام 2013.(أرشيف)
الإثنين 2 أكتوبر 2017 / 12:40

معاهد الإخوان للعلوم الشرعيّة في أمريكا.. أجيال جديدة من المتطرّفين

كتب الصحافي مورو لوبرانو مقالاً في موقع "ذا دايلي كولر" الأمريكي أشار فيه إلى خطورة أحد المعاهد الإخوانيّة لتدريس العلوم الشرعيّة على الأجيال المقبلة من المسلمين. يبدو معهد بوسطن للعلوم الشرعيّة، عند الوهلة الأولى، إضافة مرحّباً بها للمجتمعات الدينية المتعددة في المدينة كما يشرح لوبرانو. ويَعِد المعهد بتخريج جيل جديد من رجال الدين المعتدلين ويدافع عن وجوب أن يكون المسلمون "أعضاء حيويين في المجتمع الأمريكي التعددي ومتعاونين مع أشخاص من معتقدات أخرى".

العديد من المسؤولين في جمعيّة بوسطن الإسلاميّة، تمّ إلقاء القبض عليهم أو قتلهم أو ترحيلهم بسبب علاقتهم بهجمات إرهابية. من بين هؤلاء، كان أسامة زيادة وصلاح الدين سلام وحسان الجبري قد تورّطوا في شركة بي تيك للمعلوماتية ومقرها بوسطن والتي كانت تساعد في تمويل القاعدة

لكن التدقيق في هوية المؤسسين يكشف أنّ منظّمتين إخوانيّتين أنشأتا هذا المعهد وهما: الجمعية الإسلامية الأمريكية (ماس) وجمعية بوسطن الإسلاميّة (إيسب). وبغضّ النظر عن تاريخ تأسيسه الحديث، أبرزت الأحداث وجود متشددين إسلاميين في المعهد معروفين بعدائهم للغرب وعنصريتهم وخطاباتهم العنيفة والمعادية للمرأة. وكشف مدّعون عامون اتّحاديون أنّ الجمعية الإسلامية الأمريكية كانت الذراع الأمريكي للإخوان المسلمين.

القرضاوي والعمودي
تضمّ جمعية بوسطن الإسلامية واحداً من أكبر المساجد على الساحل الشرقي وقد تأسست سنة 1981. كان داعية الإخوان يوسف القرضاوي الذي برّر علناً العمليات الانتحاريّة أحد أبرز أمناء هذا المسجد. كما كان عبد الرحمن العمودي مسؤولاً بارزاً فيه، وقد أدين بجرائم مالية وعمليات إرهابية من بينها، المشاركة في مخطط اغتيال الملك الراحل (وليّ العهد آنذاك) عبدالله بن عبد العزيز (أدين العمودي بهذه الجريمة سنة 2004).

 ويشير الصحافي إلى أنّ العديد من المسؤولين في جمعيّة بوسطن الإسلاميّة، تمّ إلقاء القبض عليهم أو قتلهم أو ترحيلهم بسبب علاقتهم بهجمات إرهابية. من بين هؤلاء، كان أسامة زيادة وصلاح الدين سلام وحسان الجبري قد تورّطوا في شركة بي تيك للمعلوماتية ومقرها بوسطن والتي كانت تساعد في تمويل تنظيم القاعدة.

لم يتخلَّ عن أفكار مؤسسيه
يضيف لوبرانو أنّ معهد بوسطن لتدريس العلوم الشرعية لم يسقط عنه الأفكار المتطرفة التي حملها مؤسسوه. لقد نظّم المعهد سنة 2016 مؤتمراً استضاف خلاله الإمام سراج وهّاج الذي أعرب مراراً عن وجهة نظر معادية للغرب حيث قال مرّة أمام مستمعيه إنّه يطلب من الله المساعدة على إنشاء جيش من 10 آلاف رجل في مدينة نيويورك للقتال في سبيل الله على حدّ تعبيره. وأحد الخطباء في معهد بوسطن هو يوسف عبدالله، مدير الساحل الشرقي لمنظمة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة. وللأخير أيضاً أفكار لاسامية متطرّفة عبّر عنها خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

تهميش المسلمين المعتدلين

كتب الصحافي أيضاً عن أحد المحاضرين في المعهد وهو رجل الدين سهيل لاهر الذي ترأّس إحدى الجمعيات "الخيرية" التي شكلت واجهة وقناة لتمويل القاعدة ومقاتليها. ولدى لاهر موقع إلكتروني نشر سابقاً من خلاله أحد أبرز زعماء القاعدة عبدالله عزّام، وهو يدعو إلى الجهاد. كما وضع رابطاً ينقل المتابع إلى موقع لجمع التبرعات من أجل التنظيم الإرهابي. ويسعى المعهد إلى افتتاح برنامج كامل لتدريب الأئمّة ورجال الدين سنة 2019. ولذلك، يتخوّف لوبرانو من أنّه في حال استطاعت المجموعات المقرّبة من الإخوان أن تحتكر إمكانيّة تلقين أفكارها للجيل جديد من الأئمّة في ذلك المعهد، فسيتمّ نشر الأفكار المتطرّفة بعد تهميش المسلمين المعتدلين.

يجب تصنيفها كواجهة للمتطرفين
خلال السنوات الماضية، تنعّمت جمعية بوسطن الإسلاميّة بالدعم العلني من وجوه سياسيّة وأمنيّة بارزة في المدينة. وحازت أيضاً على تأييدٍ حتى من قبل منظمات يهودية مثل دائرة ووركمان. لكن عوضاً عن حصد منافع الدعم المحلي، يجب على المنظمات المتطرفة مثل جمعية بوسطن الإسلامية أن تصنّف كواجهات للمنظمات المتطرفة. من جهة أخرى، لفت الكاتب النظر إلى ضرورة دعم المنظمات المسلمة المعتدلة حقاً والمؤسسات التي تناهض التطرف الذي ينشره هكذا معهد. عندها فقط، يمكن للأمريكيين أن "يعملوا متعاونين مع أشخاص من معتقدات أخرى حول مسائل ذات اهتمام مشترك من أجل عالم أفضل للجميع" كما يدّعي ذلك المعهد.