الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (وجهه غير ظاهر في الصورة) ووزير خارجيته ريك تيلرسون.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (وجهه غير ظاهر في الصورة) ووزير خارجيته ريك تيلرسون.(أرشيف)
الثلاثاء 3 أكتوبر 2017 / 11:47

كلمة تيلرسون ليست مسموعة في البيت الأبيض

كشفت تغريدات ترامب الأخيرة حول الديبلوماسية الأمريكية مع كوريا الشمالية سعيه لتقويض جهود وزير خارجيته، ريك تيلرسون، من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة.

عندما يلتقي مسـؤولون كبار أجانب مع نظرائهم في الولايات المتحدة، يفضلون أن يكون لديهم علم وقناعة بأنهم يتعاملون مع شخص رأيه مسموع عند الرئيس. لكن يبدو واضحاً أن تيلرسون لا يملك تلك الميزة

وأشار كريشناديف كالامور محرر رفيع المستوى لدى مجلة "أتلانتيك"، ومؤلف كتاب "جريمة قتل في مومباي"، لتغريدة سجلها ترامب قبل أيام وقال فيها "قلت لريكس تيلرسون، وزير خارجيتنا الرائع، إنه يضيع وقته في محاولته التفاوض مع رجل الصواريخ الصغير"، في إشارته لكيم جونغ آن، زعيم كوريا الشمالية، مضيفاً: "وفر طاقتك، سنقوم بما يفترض القيام به".

تناقض واضح
وبحسب كالامور، قد يظن أحدهم أن تعليقات الرئيس، التي نشرت يوم الأحد الأخير، غير مسبوقة في تقويضها لمهمة وزير خارجيته، لكنها غير ذلك. فقد فعلها ترامب سابقاً، وفي عدة مناسبات. ففي الصيف الحالي، وفيما اتهمت قطر من دول عربية مجاورة بدعم الإرهاب، فضلاً عن عدة تهم أخرى، طالب تيلرسورن "السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بالعمل على تخفيف مقاطعتها لقطر". كما دعا الدوحة "للاستجابة لهواجس جيرانها". ولكن بعد ذلك بدقائق قليلة، ناقضه ترامب، مما أدهش صحفيين عندما قال: "قطر داعمة للإرهاب على أعلى المستويات".

تهدئة
ويشير الكاتب لسعي تيلرسون، خلال الأيام الأولى لتسلمه منصبه، لتهدئة حلفاء أمريكا في الناتو عبر التأكيد أن واشنطن ما زالت ملتزمة بحلف الأطلسي، خاصة بعدما وصف ترامب الحلف بكونه "قديماً عفا عليه الزمن". وقال إن دعم الجيش الأمريكي لشركائه مشروط بإنفاقهم العسكري.

امتناع عن المصادقة

وفي ما يتعلق بإيران، يبدو، على الأرجح، أن ترامب سيمتنع عن المصادقة في الشهر الجاري على الصفقة النووية التي تم التوصل إليها بين الجمهورية الإسلامية والمجتمع الدولي. وكان تيلرسون ومعهم معظم الديبلوماسيين الأمريكيين، قالوا إن الصفقة غير مثالية، ولكن إيران ملتزمة بها.

ثم جاءت تغريدات ترامب الأخيرة حول كوريا الشمالية لتجسد أحدث سلسلة من رسائل متناقضة مرسلة من رئيس إلى وزير خارجيته. ففي أغسطس(آب) ووسط تعاقب تجارب صاروخية أجرتها كوريا الشمالية، ومع تهديد ترامب بالرد "بالنار والغضب"، ابتدع تيلرسون حلاً ديبلوماسياً قائلاً: "على الأمريكيين أن يناموا جيداً هذه الليلة". وبعد ساعات قليلة، غرد ترامب بأن الترسانة النووية الأمريكية "أقوى اليوم من أي وقت مضى ٠٠٠٠ ونأمل أن لا نستخدم هذه القوة، ولكن لن يكون هناك وقت لن نكون فيه أقوى دولة في العالم".

نفوذ هش
وبرأي كالامور، عندما يلتقي مسـؤولون كبار أجانب مع نظرائهم في الولايات المتحدة، يفضلون أن يكون لديهم علم وقناعة بأنهم يتعاملون مع شخص رأيه مسموع عند الرئيس. لكن يبدو واضحاً أن تيلرسون لا يملك تلك الميزة. فقد وصف علاقته بترامب بكونها علاقة طيبة، ولكن تقارير إخبارية تشير إلى أن نفوذه ضعيف في البيت الأبيض، وتعزز تغريدات، كالتي نشرت يوم الأحد الماضي، تلك الرواية. فقد ألقت نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، جميع أنواع الكلمات المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريكية، وهي تصدر عادة عن وزير الخارجية، المسؤول الرسمي عن وزارة الخارجية الأمريكية، ما قاد لتوقعات أنها تضع عينيها على تلك الوظيفة. ورداً على تلك التقارير، قال تيلرسون: "لدينا حالياً وزير للخارجية، وأعتقد أنه عازم على الاستمرار في أداء وظيفته".