شاحنة عسكرية قلبها أنصار الإخوان في مواجهات مع الجيش المصري عام 2013. (أرشيف)
شاحنة عسكرية قلبها أنصار الإخوان في مواجهات مع الجيش المصري عام 2013. (أرشيف)
الثلاثاء 3 أكتوبر 2017 / 19:45

جيشُنا العظيم أحبطَ حرقَ مصر

مرسي العياط، منذ يومه الأول، كان يعدّ العدّة للحظة سقوطه، فقام بفتح السجون وإطلاق سراح مئات الإرهابيين، وإرسال طابعة لطباعة بطاقات هوية مصرية مزورة لرجاله في غزة، لكي يصنع من هؤلاء وأولئك كلاب حراسة ناهشة تُهرق الدماء وتنشر الويل في كل أنحاء مصر

مع وشك الاحتفال بأعياد ٦ أكتوبر، أودّ ألا نتوقف عند ما فعله جيشنا الباسل في حربنا مع إسرائيل. لأن حربنا الراهنة مع الإرهاب أشدُّ قسوةً وشراسةً، وهي في تقديري دُرّةُ تاج أمجاد جيشنا المصري العظيم.

لا شكّ في أن بمصر آثارًا للبلطجة الاستقوائية تجري على المواطنين المسالمين مسلمين ومسيحيين، حتى اليوم، بمعرفة أذرع الإخوان الخبيثة، التي لم تُجتثُّ جذورها الدموية بعد، رغم قوى الأمن الساهرة على حماية المصريين. ولا شك في أن مآسي مروّعة مازالت تحدث في سيناء الحبيبة حتى اليوم. ولكن ما يحدث كل نهار من سقوط شهداء من الجنود والمدنيين، ومن استهداف الأشقاء المسيحيين في صعيد مصر، ليس أخطرَ مما كان يخطط الإخوانُ الدمويون لمصر وللمصريين من جحيم وويل.

علينا أن نقرأ التاريخ القريب ونستذكره ولا ننساه حتى ندرك "رَغَدَ" لحظتنا الراهنة، على عُسرِها وشقائها. حينما استقرأ الإخوانُ سقوطَهم من أعين المصريين بعد شهور قليلة من استيلائهم على الحكم، ثم فقدانهم حكم مصر بعدئذ في ٣ يوليو ٢٠١٣ بدأ الإخوان في تنفيذ خطة "حرق الأرض". والشاهد أن مرسي العياط، منذ يومه الأول، كان يعدّ العدّة للحظة سقوطه، فقام بفتح السجون وإطلاق سراح مئات الإرهابيين، وإرسال طابعة لطباعة بطاقات هوية مصرية مزورة لرجاله في غزة، لكي يصنع من هؤلاء وأولئك كلاب حراسة ناهشة تُهرق الدماء وتنشر الويل في كل أنحاء مصر، حال عزله عن الحكم. وهو ما كان. لكن ما يحدث اليوم من ويل، ليس إلا النذر اليسير مما خطط الإخوان أن يصنعوا بنا، لولا بسالة جيشنا القوي، الذي لولاه، لتم السيناريو الداعشي القبيح الذي رسمه الإخوان لنا في أدمغتهم الوحشية، والذي أذكّركم به في السطور القادمة.

بعد ثورة ٣٠ يونيو التي بددت ظلامَ مصر الحالك، وقبل يوم ٢٦ يوليو ٢٠١٣، ذكرت صحيفةُ الغارديان البريطانية: أن سعي قائد الجيش الفريق أول (آنذاك) عبدالفتاح السيسي للحصول على تفويض شعبي، جاء بعد تطور خطير على الأرض وتصعيد جماعة الإخوان من عملياتها ضدّ الجيش والشرطة والمدنيين. وكان التحرك العسكري بحاجة إلى دعم شعبي، خاصة بعد ارتفاع أعداد ضحايا العمليات الإرهابية وسقوط مئات الشهداء.‬ حينئذ أدرك الجيش المصري الباسل أن أنصار الجاسوس المعزول مرسي العياط، قد قرروا تحويل مصر إلى ميدان دامٍ لأعمالهم الإرهابية. وبعد أن كانت المواجهات تعتمد على أسلحة بيضاء وعُصي وقنابل مولوتوف وأسلحة خرطوش بدائية، استخدمت الجماعةُ قنابلَ ومتفجراتٍ أودت بأرواح شهداء من أفراد أمن ومدنيين. وأعلنت الجارديان أن الجيش المصري قرر التحرك، بعد حصوله على دعم الشعب، بوصفه مصدر السلطة الوحيد، لإحباط هجمات الإخوان القاتلة التي تتزايد دمويتها مع الوقت.

وقتها، أوضحت المصادر: "أن خطة الجماعة تشمل إحراق مبنى جامعة الدول العربية، ومبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون ماسبيرو، ومبنى المحكمة الدستورية العليا، وعدد من "المولات" القريبة من منطقة وسط البلد، في أوقات متزامنة؛ من أجل مفاجأة الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية، وسلطات الدفاع المدني لكيلا تتمكن من إخماد تلك الحرائق الهائلة، التي سيتم إشعالها في المباني المذكورة، من الداخل، عن طريق إحداث مشكلات فنية في دوائر الكهرباء، واستخدام مواد سريعة الاشتعال، لتحقيق أكبر قدرة تدميرية في أقل وقت ممكن عن طريق استهداف محطات الكهرباء، وكان من المنتظر تنفيذ مخططات موسعة لاغتيال عدد من الشخصيات العامة، والعديد من السياسيين والعسكريين، بمعونة الجماعات الجهادية المسلحة، التي تحتلُّ شبه جزيرة سيناء، لتكفّر المجتمع، وتستحلّ دماء رجال الجيش والشرطة والمدنيين، بتفجيرات عشوائية تهدف لترويع المواطنين، وإثارة الفزع.

وكشفت المصادر وقتها أن جماعة الإخوان ستقوم بتصوير مشاهد حريق القاهرة والمنشآت السيادية، وترسل الفيديوهات الخاصة بذلك إلى عدد من القنوات الخاصة الموالية لها، على رأسها قناة الجزيرة مباشر مصر، وبعض القنوات الأجنبية التي تبث من القاهرة باللغة العربية، في إطار خطة لتصدير مشهد الرعب والفزع في نفوس المصريين، وإظهار أن الجماعة قادرة على تدمير أجهزة الدولة بكاملها بعد عزل مرسي العياط من الحكم، إلى جانب تحفيز العناصر المتعاطفة مع الإخوان إلى النزول للشارع، من أجل نصرة مخطط الجماعة الإرهابية في العودة للحكم مرة أخرى.

وبيّنت المصادرُ آنذاك أن خطة جماعة الإخوان في تظاهراتهم أيام "الجُمع" سوف تشمل الاعتداء على عدد من المحلات الشهيرة في منطقة عباس العقاد ومكرم عبيد، بمدينة نصر، إلى جانب الاعتداء على معسكر "أحمد شوقي للأمن المركزي" في محاولة لكسر هيبة جهاز الشرطة، من خلال استهداف الأمن المركزي، الذي يعتبر القوة الضاربة لدى وزارة الداخلية والكيان القادر على مواجهة أي أعمال شغب أو بلطجة داخل القاهرة الكبرى، أو المحافظات. وأشارت المصادر إلى أنه سيتم استخدام ملابس عسكرية تخص الزي الجديد للقوات المسلحة المصرية، يرتديها شباب الإخوان ثم يطلقون النار على المواطنين عشوائيًّا، لبث كراهية الشعب المصري للقوات المسلحة، وإظهارها على أنها تقتل الشعب المصري، إلى جانب تنفيذ العناصر الإخوانية التي ترتدي الزي العسكري هجمات مسلحة على تجمعات الجاليات السورية والعراقية الموجودة في مدينة السادس من أكتوبر، لإثارة كراهية تلك الجاليات للجيش المصري، ودفعهم للوقوف بقوة إلى جانب الجاسوس المعزول وأنصاره.

ذلك الكابوس الإرهابي البغيض، لم يحدث بفضل الله وبفضل بسالة جيشنا المصري العظيم، الذي نسأل اَلله أن يكّلل جهده بالنصر على أعداء الجمال. وفي عيد العرب: "٦ أكتوبر"، نعاهده أن نقف وراءه دائمًا، كما يسهر جنودُه على أمن مصر، وأمننا.