شعار رؤية 2021. (أرشيف)
شعار رؤية 2021. (أرشيف)
الأربعاء 4 أكتوبر 2017 / 20:24

مستقبل مستدام يفوق كل التوقعات

موطن المعجزة يتجلى في "رؤية عبقرية من قيادة استثنائية" حيث إنها مسكونة بهاجس التغيير والتفكير خارج الصندوق

بالفعل أثمرت الرؤية الحضارية للإمارات والقائمة على أن رضى المواطن ورخاءه وسعادته مقياس عام لمدى نجاح البرامج والخطط والمشروعات التي تتبناها الحكومة. فالإيجابية والتفاؤل والأمل بالمستقبل محور اهتمام كل أبناء المجتمع، إنه الهدف الذي قادنا إليها شيوخنا عبر مراحل التاريخ، والمعجزة أن يتحقق هذا الإنجاز في فترة زمنية فارقة تجاوزت كلّ المؤشرات العالمية لكثير من الدول المتقدِّمة.

وها هي الإمارات تنسج خيوطًا من نور نحو الأمل لمئويتها المباركة، لتطوير المبادرات والقوانين والسياسات والخدمات، لنرسخ مستقبلًا مستدامًا يفوق كل التوقعات، ولهذا كانت "الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات" في أبوظبي؛ موسعة لأكثر من 30 فريق عمل من الحكومة الاتحادية والمحلية، لوضع الآليات وخلق المبادرات، وتدشين الكثير من الاستراتيجيات التنموية للدولة، لنتأهل حكومة وقيادة وشعبًا إلى "مئوية الإمارات 2071".

فموطن المعجزة يتجلى في "رؤية عبقرية من قيادة استثنائية" حيث إنها مسكونة بهاجس التغيير والتفكير خارج الصندوق، وتجاوز المراحل الصعبة من خلال إبصار النور في آخر النفق واستعادة الأمل بالحاضر والمستقبل وتأكيد ما يردّده شيخونا: "نحقق لشعبنا ما لم يتحقق لغيره لأن شعبنا يستحق الأفضل".

دعونا نتصور كيف يمكن للإنسان العربي أن يتخيل المستقبل المشرق في هذه الأجواء غير المسبوقة من التوتر والتعصُّب وانتشار التمذهب والصراعات الطائفية والإثنية والتراجع الحضاري في شتى المجالات، إلى حد أشكل على كثير من القيادات الحكومية في المنطقة في تقديم الحلول المثلى لصناعة المستقبل على مدى عقود، وتفوقت الإمارات على نفسها حينما غدت نموذجاً تنموياً ناجحاً، ولم لا وهي انتصرت على واقعها الجغرافي القاحل، فقهرت الصحراء بإرادة من حديد فأبت الانتظار والتقاعس ورفضت الاستسلام، أليس من السهل عليها قهر المستحيل وتذليل الصعاب فلا تقنع إلا بما دون النجوم؟

في البداية رسمت الإمارات لنفسها صورة حضارية فريدة من نوعها، عندما جعلت من بيئتها مكاناً طارداُ للإرهاب ومحصنة من التطرف، جالبة للتعايش وحاضنة للتسامح، داعمة الاستقرار والتنمية، ومتمسكة بالدفاع عن الأمن القومي، وإلحاق الهزيمة لكل المحبطين والمثبطين، وتعرية الزيف والخداع، وزرع التنوير والنور، هذه هي الأسباب التي جعلتنا نصمد بجدارة أمام المتغيرات المتسارعة والمتلاحقة في المنطقة، ما عزز دورنا نحو التفوق التنافسي العالمي للدولة، ليشرع بهذه المكتسبات تهيئة البيئة اللازمة لتمكين الفرد المواطن من عناصر القوة اللازمة.

وكان تحقيق رؤى الإمارات الطامحة لجعل حكومة الإمارات اليوم والغد بأعلى مواصفات الجودة تضاهي حكومات العالم، تعتمد بسرعتها على تحقيق الإنجازات وابتكار الحلول وتوظيف الموارد للانتقال إلى المستقبل، والمشاركة الفاعلة في صنعه لتتشكل من خلالها البيئة الإبداعية التنافسية، وبهذه الإرادة الوثابة والروح العالية فإننا تجاوزنا السباق مع الزمن إلى المستقبل الواعد.

وتدشين حقبة جديدة مملوءة بحزمة من المشروعات الجبارة والقاهرة للصعاب سواء في البنية التحتية والتنمية المستدامة والاستثمار في العقول والرؤية المستقبلية إلى ما بعد النفط، وكل هذا ما هو الا استحقاقات نالتها الإمارات بما تميزت به القيادة الرشيدة من كرم وسخاء لرفع كل الحوافز الممكنة عن إشعال فتيل الإرادة الحقيقة نحو التغيير والتطوير والتمكين.

فالمسؤولية المجتمعية في المؤسسات كافة تقوم على الاعتماد على معايير"النزاهة والشفافية" لتكوين بيئات صالحة ونظيفة تتسم بمقاييس الإيجابية والأمل بالغد القادم والجميل، والنهوض به من خلال العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية التي ترعاها الدّولة.

كل هذا ليس استراتيجية حكومية فحسب، بل ثقافة ومسؤولية وطنية بحتة يحتمها ذلك الإرث العظيم الذي يقع على كاهل الأجيال القادمة، وهي إضافة نوعية وأكبر من أن يغض الطرف عنها، لما لها من أدوار هامة لا بد أن تحتفظ بها الأجيال كأمانة وضعها زايد في أعناق كل إماراتي حر أبيّ.

كل الحضارات الإنسانية تحتفظ بسماتها الخاصة، وتبقى خصوصيتها هي المؤشر الفاعل والمحرك في شعوبها، فحضارتنا تحددت معالمها كشعوب إماراتية اتسمت بالحكم الرشيد، القائم جوهره على صناعة الإنسان، فهي بحد ذاتها نظرة استشرافية للمستقبل، التي بها تخطينا عتبات التاريخ لنصل إلى قمته، ولهذا قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "إن دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت مراحل نهضوية فارقة منذ بداية مسيرتها التنموية، وبعون الله وبتحقيقنا رؤية 2021 تمضي 5 عقود ملهمة منذ مراحل التأسيس، وننظر بتفاؤل وطموح وثقة إلى 5 عقود أخرى وصولاً إلى مئوية مباركة".