الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون.(أرشيف)
الخميس 5 أكتوبر 2017 / 12:59

التقرير الذي فضح العلاقة المتوترة بين ترامب وتيلرسون

24- زياد الأشقر

كتبت كارول إي. لي وكريستين ويلكر وستيفاني روهل ودافنا لينزر في الموقع الالكتروني لشبكة إن. بي. سي. الأمريكية للتلفزيون، أن تيلرسون كان على وشك الاستقالة الصيف الماضي وسط نزاع متصاعد مع البيت الأبيض. ومع أن وزير الخارجية نفى الأمر، ثمة مؤشرات عدة توحي بتوتر بين الرجلين.

الرسالة كانت واضحة وهي أن الرئيس يريد من تيلرسون الدفاع عنه أكثر

ونقلت الصحافيات عن مسؤولين في الإدارة الامريكية أن التوترات أتت في الوقت الذي كان ترامب يدلي بخطاب سياسي في أواخر يوليو (تموز) أمام رابطة الكشافة الأمريكيين، التي ترأسها تيلرسون في يوم من الأيام. واستناداً إلى ثلاثة مسؤولين في الحكومة الأمريكية، فإنه قبل ثلاثة أيام فقط من الخطاب، سخر تيلرسون علناً من الرئيس واصفاً إياه بأنه "أحمق" عقب اجتماع في البنتاغون مع أعضاء في فريق ترامب للأمن القومي ومسؤولين في الحكومة. وأشاروا إلى أنه في الوقت الذي لا يبدو أن نائب الرئيس مايك بنس على إطلاع على الحادث، أجرى الأخير مشاورات مع تيلرسون، الذي يعتبر المسؤول الرابع في تسلسل المسؤولين الأمريكيين، في محاولة لتخفيف التوتر مع ترامب، بينما حضه مسؤولون آخرون على البقاء في منصبه على الأقل حتى نهاية العام.

منع استقالة تيلرسون
وقالت الصحافيات إن الإدارة، التي كانت تشهد وقتذاك سلسلة من عمليات الطرد والاستقالات، بذلت جهداً لمنع استقالة وزير الخارجية في السنة الأولى من رئاسة ترامب. ومذذاك تحدث بنس مع تيلرسون كي يظهر احتراماً للرئيس في الاجتماعات العامة، وحضه على مناقشة أي خلافات في اجتماعات خاصة. وقال مسؤول أمريكي أن تقدماً قد حصل بعد ذلك. لكن الخلافات لم تخمد. وطفح التوتر مجدداً وكاد يخرج إلى العلن عندما بدا أن الرئيس عازم على توبيخ تيلرسون على طريقة تعامله مع الأزمة الكورية الشمالية.

جون كيلي
وأشارت الصحافيات إلى أن تيلرسون، الذي كان في تكساس لحضور زفاف نجله في أواخر يوليو (تموز) عندما تحدث ترامب أمام الكشافة، هدد بعدم العودة إلى واشنطن، بحسب ثلاثة أشخاص كانوا على علم بالتهديد. وقد ساهمت النقاشات التي أجراها مع الجنرال المتقاعد جون كيلي الذي بات ثاني رئيس لموظفي ترامب خلال سنة، ومع وزير الدفاع جيمس ماتيس، ساعدت مبدئياً في طمأنة تيلرسون.

كلام عاطفي
ونقلت عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين، أنه بعد عودة تيلرسون إلى واشنطن، عمل بنس على ترتيب لقاء معه. وخلال الاجتماع قال بنس تيلرسون "كلاماً عاطفياً"، لكنه حمل معه رسالة مفادها أن وزير الخارجية يحتاج إلى التحرك ضمن إطار سياسة ترامب. وكان كيلي وماتيس من أقوى حلفاء تيلرسون في الإدارة. وفي أواخر يوليو "توسلا إليه كي لا يستقيل" بحسب مسؤول بارز في الإدارة "لأنهما يريدان فقط الاستقرار". ووقتذاك ردت الناطقة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت على سؤال حول ما يقال عن اعتزام تقديم تيلرسون استقالته قائلة: "هو باقٍ...إنه يستريح لبعض الوقت فقط".

مواجهات عدة

ولاحظت الصحافيات أن تيلرسون وترامب اصطدما حول سلسلة من قضايا السياسة الخارجية الصيف الماضي، بما في ذلك إيران وقطر. وبحسب مسؤولين فإن ترامب غاضب من محاولات تيلرسون لدفعه –سراً وعلناً- نحو قرارات تخالف مواقفه في السياسة الخارجية. وفي أغسطس (أب) تملك ترامب الغضب على التعليق الذي أدلى به تيلرسون على موقف الرئيس من الأحداث العنصرية في تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا. ويومذاك حمل ترامب المسؤولية لكلٍ من القوميين المتطرفين والمتعاطفين مع النازيين الجدد وللمتظاهرين الذين أتوا للاحتجاج ضدهم. ورداً على ذلك سألت شبكة "فوكس نيوز" تيلرسون عن رأيه بموقف ترامب، فأجاب بأن ن الرئيس يتحدث باسمه. وفي اليوم التالي تحدث ترامب مع تيلرسون في هذه المسألة.

ترامب غاضب
وفي الاجتماع نفسه هنأ ترامب وزير الأمن الداخلي توم بوسيرت لإنه دافع خلال مقابلات مع وسائل الإعلام عن موقف الرئيس. وبحسب الناطق باسم وزارة الخارجية آر سي. هاموند فإن الرئيس أبلغ إلى تيلرسون أنه غضب من تعليقه عندما التقاه للمرة الأولى. لكن هاموند أضاف أن ترامب أبلغ إلى تيلرسون أنه عندما شاهد مقابلته مرة ثانية وثالثة فهم أن الوزير كان يحاول أن يقول إن ترامب هو الرجل الأفضل الذي يحمل القيم التي يؤمن بها. وأضاف هاموند أنه مع ذلك فالرسالة كانت واضحة إن الرئيس يريد من تيلرسون الدفاع عنه أكثر.