السياحة في لاس فيغاس (أرشيف)
السياحة في لاس فيغاس (أرشيف)
الخميس 5 أكتوبر 2017 / 15:49

مجزرة لاس فيغاس لن تؤثر إلا بشكل مؤقت على السياحة

قد توجه مجزرة لاس فيغاس ضربة إلى قطاع السياحة في مدينة اللهو والقمار الواقعة في قلب الصحراء غربي الولايات المتحدة، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذه المدينة لن تكون سوى بحاجة لأشهر قليلة لاستعادة الألق الذي طالما ميزها.

وعلى طول الشارع الرئيسي للاس فيغاس الذي يضم عدداً كبيراً من الفنادق الفخمة والكازينوهات، كانت الإجراءات الأمنية لا تزال ظاهرة أمس الأربعاء وحركة السير خجولة لتذكر بمأساة الأحد الماضي، وعُلقت على بعض الواجهات لافتات كتب عليها "فيغاس سترونغ" أي فيغاس قوية.

ورأى أستاذ الإقتصاد المعاون في جامعة رينو في نيفادا في جنوب غرب البلاد أن اعتداء الأحد سيلقي بثقله بشدة على السياحة في المدى القريب، طالما الاعتداء لا يزال حياً في النفوس، وتقول أستاذة إدارة الفنادق في جامعة "كال بولي بومونا" في كاليفورنيا نيها سينغ "ليس لدينا أدنى شك بأن حدثاً مثل هذا الاعتداء سيؤثر على قطاع السياحة، خصوصاً على المدى القصير".

وتجسد لاس فيغاس المعروفة بشعار "ما يحصل في فيغاس يبقى في فيغاس"، المتعة من المشروبات الروحية والمال والثراء إلى نوع من الفلتان والخروج على التقاليد، وقد يقرر عدد من بين الـ43 مليون شخص الذين يزورون عاصمة الكازينوهات العالمية سنوياً، التوجه إلى مكان آخر وتجنب الاستمتاع في المكان الذي قتل فيه عدد كبير من الأشخاص، وتصل الإيرادات السنوية للمدينة إلى 60 مليار دولار.

ثغرات أمنية 
وكشف منفذ اعتداء لاس فيغاس الثغرات الأمنية في الفنادق، بعد أن تمكن من إدخال كمية كبيرة من الأسلحة إلى غرفته في الطابق الـ32 من فندق "ماندالاي باي" من دون رصده، وستضطر الفنادق إلى إيجاد توازن معين بين تعزيز تدابير المراقبة لطمأنة الزوار وعدم التسبب بالحد من جو الاسترخاء الذي يميز المدينة.

ويشير خبراء القطاع إلى أن الرحلات المخصصة لتمضية العطل هي الرحلات المعرضة للانخفاض أكثر من غيرها، لأن التجمعات والندوات الممبرمجة مسبقاً والتي يبلغ عددها 22 ألفاً سنوياً، تحجز قبل نحو عام كامل ومن المستبعد أن تلغى، رغم أن الحجوزات الجديدة قد تعطي الأولوية لوجهات أخرى.

ويتوقع الأستاذ في قسم السياحة في جامعة نيويورك بيورن هانسن انخفاضاً في النشاط بنسبة 1% لمدة شهرين أو ثلاثة، فيما يقول أستاذ إدارة الفنادق في جامعة ولاية ميشيغن مايكل ماكول أن عدد الأشهر التي ستسجل تراجعاً يمكن أن يتراوح بين 6 و12 شهراً.

ويذكر أستاذ الإقتصاد في جامعة رينو توم كارغيل أن لاس فيغاس شهدت مراراً أحداثاً ألقت بثقلها على النشاط الاقتصادي في حينه، لكنها لم تمنع توسع السياحة على المدى البعيد، ومن هذه الأحداث حريق "إم جي إم غراند" في عام 1980 وأزمة العقارات في 2008-2009.

ظاهرة عادية 
وكما أصبحت الاعتداءات وأعمال العنف التي تنتشر في جميع أنحاء العالم ظاهرة عادية، فيما تتحول اهتمامات الإعلام من كارثة إلى أخرى في العالم، وبات سياح كثر يعتبرون الاعتداءات الجماعية جزءاً من الحياة العادية.

وسجلت منطقة أورلاندو في فلوريدا التي شهدت على إطلاق نار دموي العام الماضي في مقهى ليلي، عدداً كبيراً من السياح عام 2016، وفي باريس التي شهدت سلسلة اعتداءات منذ 2015، سجلت نسبة حجوزات الفنادق أرقاماً قياسية عام 2017 بعد انخفاض بلغ 5% في عام 2016.

وجلس بول وورزر وزوجته صونيا في إحدى ساحات الشارع الرئيسي للمدينة أول أمس الثلاثاء مقابل فندق "ماندالاي باي"، ولاحظا أن الحياة طبيعية، ويروي بول أنهما عندما شاهدا أخبار الاعتداء على التلفزيون مساء الإثنين الماضي، تساءلا "هل ستُلغى الرحلات؟ هل لا نزال نريد الذهاب إلى هناك؟"، وأضاف "بعدها فكرنا أنه ربما الآن هو الوقت الأكثر أماناً للذهاب بسبب الانتشار الأمني الكبير".

وقالت صونيا "في نهاية المطاف جئنا إلى هنا للاسترخاء والمأساة لم تغير مخططاتنا".

ويعتبر أحد وكلاء حجز الرحلات السياحية لدى "أدفنتشر انترناشونال" إيريك فولبس أن النشاط لم يتباطأ إلى حدّ كبير، ويوضح "الناس لا تزال تأتي للقيام بزيارات وللتسلية واللهو، ما حدث مأساوي لكن الناس يواصلون عطلهم، فيغاس لا تتوقف على الإطلاق".