مقاتلون من الحوثيين يرفعون بنادقهم في صنعاء.(أرشيف)
مقاتلون من الحوثيين يرفعون بنادقهم في صنعاء.(أرشيف)
الأحد 8 أكتوبر 2017 / 15:31

السعودية أغاثت اليمن والحوثيون دمروه.. قطر تضاعف الخطر الإيراني

في مقاله ضمن صحيفة "ذا هيل" الأمريكيّة، حذّر الباحث بيتر هوَسّي من محاولة إيران تطويق منطقة الخليج والشرق الأوسط من أجل أن تسيطر على موارد الغاز والنفط في شبه الجزيرة العربية. وهذا يمكن أن يعطيها مادّة ابتزاز وتهديد للاقتصادات المتطورة في العالم الغربي، ولذلك، اعتمدت إيران ثلاث استراتيجيات لتحقيق أهدافها.

أمّنت السعودية مساعدات إنسانيّة بقيمة 274 مليون دولار إلى اليمن عبر الأمم المتحدة. كما قدّمت مساعدات مباشرة أخرى ب 267 مليون دولار بالتعاون مع الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود

عملت طهران أوّلاً على حماية نظام الأسد وإقامة ممرّ برّي وصولاً حتى البحر المتوسّط. ثمّ أقامت نظاماً عميلاً لها في اليمن، على الحدود الجنوبية للمملكة العربة السعودية. من هناك، يمكنها تأمين الوصول إلى البحر الأحمر وقناة السويس، بما فيها 5 ملايين برميل نفط يوميّاً يعبر هذه المضائق.

خطورة الحلف القطري الإيراني
وتوسّع الباحث، وهو رئيس مركز "التحليل الجيواستراتيجي" للاستشارات الدفاعيّة، في تفسير الاستراتيجية الثالثة لطهران وهي تتلخّص في حفاظ الأخيرة على علاقاتها مع قطر: فانطلاقاً من الدوحة، تتلقّى حماس تمويلها (400 مليون دولار سنة 2012 وحدها) ومنها أيضاً تبثّ قناة الجزيرة موادها الداعمة للإرهاب. وعلى الأراضي القطرية تتمتّع جماعة الإخوان الإرهابية بالملاذ ومنها أيضاً يتمّ دعم الإرهابيين في الصومال والقرن الأفريقي. وشدّد على أهمية ردع التوسع الإيراني في المنطقة وضرب أفكار نظام الملالي فيها.

الحوثيون يخدمون أسيادهم
لذلك، أكّد أهمية دحر الحوثيين المدعومين من طهران والحفاظ على تحالف دول الخليج لإنهاء تحالف قطر مع إيران. وحذّر من سياسات الكونغرس التي تعقّد هذا التوجه بحيث يذهب بعض سيناتوراته ونوابه إلى منع تصدير السلاح الأمريكي لحلفاء واشنطن ومنع الإدارة من دعم السعودية في مواجهة الحوثيّين تحت ستار انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن. وهنا يوضح الباحث أنّ هذا التوجه خاطئ وموجّه إلى المكان الخطأ، وفيما لو نجح، سيعزّز قوة إيران في الخليج للسعي وراء أهدافها التوسعية. ويضيف أنّ الحوثيين هم المتسببون بالأزمة الإنسانية بعدما شنّوا الحرب لخدمة أسيادهم الإيرانيين.

التحالف مع إيران ومحاربة الإرهاب لا يلتقيان
إنّ دعم قطر للإخوان وحماس وبث الجزيرة أخباراً منحازة للإرهاب يؤدي إلى زيادة الهجمات في المنطقة على أمريكا وحلفائها. واشترت قطر تجهيزات عسكرية بالمليارات والتي تقول حكومة الدوحة إنّها من أجل مكافحة الإرهاب بطريقة أفضل. لكنّ حقيقة الأمر أنّ الإرهاب الذي تحاربه أمريكا وحليفاتها هو عشرات المجموعات الإرهابية التي تمولها قطر بمن فيها مموّل تنظيم القاعدة ابراهيم البكر. ونبّه الباحث قطر من أنّه لا يمكن لأي طرف أن يتحالف مع إيران، الراعية الأبرز للإرهاب حول العالم، ثمّ الادّعاء بأنه يقف في صفّ محاربي الإرهاب.

إيران تخاف من عودة الحديدة للشرعية

في اليمن، زرعت الميليشيات المدعومة إيرانياً ألغاماً في مضيق باب المندب وهددت الشحن العالمي وناقلات ثلث كمية النفط العالمي كما هددت منطقة قناة السويس. وفي 2015 وحدها، أشارت البحرية الأمريكية إلى حدوث 300 احتكاك مع الزوارق الإيرانية وهو سلوك خبيث اعتمده الإيرانيّون لدحر الوجود البحري الأمريكي. وتستغل إيران منطقة الخليج لدعم الحوثيين بالعتاد وتستخدم سفناً صغيرة في المياه المحيطة بالكويت لتفادي الحظر الدولي. وتريد إيران تلافي عودة ميناء الحديدة إلى الحكومة اليمنية الشرعية لأنها تخاف من حصار فعّال يمنع تهريب أسلحتها.

السعوديّة والإغاثات الإنسانية
يشير هوسي إلى أنّ الحوثيين وحلفاءهم بمن فيهم القاعدة يجنّدون بالإكراه المئات من الأطفال، كما وضعوا مراكز قيادتهم العسكرية بين المدنيين وزرعوا المناطق السكنية الكثيفة بالألغام كما حصل سابقاً في كوبا والسلفادور. كما أنّ الحوثيين وحلفاءهم يقصفون عشوائياً مناطق مثل تعز الأمر الذي دانه الصليب الأحمر عن حقّ. وحاول المسؤولون وقف إطلاق النار لإيصال المساعدات الإنسانيّة للمناطق المنكوبة، لكنّ الحوثيين خرقوا هذه الاتفاقات آلاف المرات.

وشرح الباحث كيف أمّنت السعودية مساعدات إنسانيّة بقيمة 274 مليون دولار إلى اليمن عبر الأمم المتحدة. كما قدّمت مساعدات مباشرة أخرى ب 267 مليون دولار بالتعاون مع الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود. وفعلت كلّ ذلك في وقت حاولت ألّا تستولي الميليشيات الحوثيّة وحلفاؤها على هذه المساعدات.

لقد موّل النظام الديكتاتوري في إيران عشرات النزاعات المسلحة على مدى ثلاثة عقود فيما أصبح شغله الشاغل خلق المتاعب العنيفة. ويستشهد بما قاله عن حق وزير الدفاع الأمريكي جايمس ماتيس عن إيران: "ليست دولة-أمة بل قضية ثورية مكرّسة للخراب".