الإثنين 9 أكتوبر 2017 / 13:44

مهرجان القاهرة السينمائي يجدد شبابه في دورته التاسعة والثلاثين

يجدد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي شبابه مع حلول الدورة التاسعة والثلاثين، سواء من خلال الدفع بكوادر شابة أو الاستعانة بوجوه جديدة لم تشارك في تنظيم المهرجان من قبل.

قالت رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ماجدة واصف، إن المهرجان يجدد شبابه مع حلول الدورة التاسعة والثلاثين سواء من خلال الدفع بكوادر شابة أو الاستعانة بوجوه جديدة لم تشارك في تنظيم المهرجان من قبل.

وكلفت إدارة المهرجان برئاسة ماجدة واصف في أغسطس (آب) ثلاثة من النقاد الشبان بتولي البرامج الموازية التي استحدثت قبل نحو ثلاث دورات وتقام بالتزامن مع المسابقة الرسمية الدولية.
وتولى الناقد أحمد شوقي برنامج (آفاق السينما العربية) والناقد محمد عاطف برنامج (سينما الغد) فيما تولى الناقد رامي عبد الرازق برنامج (أسبوع النقاد) وجميعهم دون سن الأربعين.

وقالت رئيسة المهرجان الذي تأسس في 1976 في مقابلة مع رويترز: "جيلنا لديه خبرة بحكم التجارب والسنين، لكن علينا أن نصنع جيلاً ثانياً وثالثاً ورابعاً حتى يستمر المهرجان".

وأضافت: "فلسفتنا في التغيير هي ضم عناصر جديدة إلى جانب عناصر الخبرة حتى نشكل مزيجا متميزا يدعم المرحلة الحالية ويستطيع تحمل مسؤولية المهرجان في المستقبل".

وتولت واصف الحاصلة على دكتوراه في السينما من باريس، رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي في 2015 ويعمل إلى جانبها الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله بمنصب المدير الفني للمهرجان.

وقالت واصف: "التجديد لم يتوقف عند اختيار عناصر شابة لتولي البرامج الموازية بل شمل أيضا اختيار وجوه جديدة ضمن لجان المشاهدة ولجان التحكيم".

وأضافت: "اكتشفنا على سبيل المثال أن المخرج خيري بشارة لم يشترك معنا في لجان التحكيم من قبل رغم أنه من كبار المخرجين المصريين، عرضنا عليه الانضمام فوافق على الفور وسيكون معنا في إحدى اللجان".

وتقام الدورة التاسعة والثلاثون للمهرجان في الفترة من 21 إلى 30 نوفمبر (تشرين الثاني).

مزيد من الشفافية
وعن بعض الانتقادات التي وجهت للمهرجان في دورته السابقة بسبب أمور تتعلق بالتنظيم وعدم دعوة أي من النجوم الأجانب البارزين، قالت واصف إن الدورة القادمة ستكون أفضل بكثير لكن تبقى هناك حاجة ماسة إلى الشفافية من جانب وزارة الثقافة المصرية المنظمة للمهرجان وتطوير القوانين واللوائح المنظمة للمهرجان.

وقالت: "في مصر لا نزال نعيش بتشريعات الستينات في مجالات عديدة وليست السينما فقط رغم أننا اليوم في وضع اقتصاد السوق الحر، لذلك نحتاج إلى إعادة النظر في مجموعة التشريعات التي تحكم السينما".

وأضافت: "إذا أردنا حقا التغيير والتطوير فعلينا بالبدء من القوانين التي تحكم صناعة السينما... هذا ينطبق على المهرجانات وعلى الإنتاج وعلى التوزيع وكل ما يخص هذه الصناعة".

وقارنت واصف بين التجربة الفرنسية والتجربة المصرية في إدارة المهرجانات السينمائية، من خلال خبرتها التي اكتسبتها من الإقامة في فرنسا لسنوات طويلة أشرفت فيها على تنظيم بينالي السينما العربية في باريس ومهرجان الفيلم العربي في باريس.

وقالت: "في فرنسا يتقدم كل مهرجان بخطة متكاملة ومشروع محدد للميزانية يحصل بمقتضاه على التمويل اللازم مع دعم من مؤسسات المجتمع المدني، أما هنا فالوضع مختلف لأن التمويل كله بيد الوزارة".

وأضافت: "ميزانية أي مهرجان تقيمه الدولة تكون معلنة ومحددة منذ وضع ميزانية الوزارة، وبعد انتهاء كل مهرجان يقدم منظموه كشف حساب، فإما أن يواصل طريقه أو ينتهي لفشل لتجربة لكننا هنا نعاني إذلالاً في الحصول على المستحقات والتمويل اللازم".

وأقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السابقة ندوة بعنوان (التشريعات السينمائية) استعرض خلالها التشريعات الخاصة بهذه الصناعة في عدد من الدول.

مهرجان الجونة
وعن عقد بعض النقاد والصحفيين مقارنة بين الافتتاح المبهر لمهرجان الجونة السينمائي الذي أقيم الشهر الماضي في منتجع الجونة السياحي المطل على البحر الأحمر ومهرجان القاهرة السينمائي قالت واصف، إنه لا مجال للمقارنة بين المهرجانين.

وقالت: "ذهبت إلى الجونة وحضرت الافتتاح وقمت بجولة داخل قاعات السينما هناك، وسعيدة جداً بتجربة إقامة مهرجان خاص للسينما في مصر، لكنها تجربة توضع في إطارها".

لكنها أضافت: "لا مجال للمقارنة.. مبادرة عائلة ساويرس أقيمت بميزانية شبه مفتوحة ولها أهدافها فهم يمتلكون منتجعاً سياحياً يروجون له ويستثمرون فيه أموالهم، أما مهرجان القاهرة فهو يقام في العاصمة التي يعيش بها قرابة 20 مليوناً ووفق إمكانيات مالية مختلفة".

واجتذب مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى عدداً كبيراً من نجوم السينما المصريين والعرب والأجانب، إضافة إلى وجوه بارزة بمجالات الغناء والفنون الأخرى مما استدعى من الذاكرة لقطات مرور بعض فناني الصف الثاني والثالث على البساط الأحمر لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته السابقة وهو ما أثار غضب بعض السينمائيين.

وقالت واصف: "نرسل الدعوات إلى منازل جميع النجوم وأؤدي عملي كما يجب، حضورهم أو غيابهم أمر يرجع لهم ويصعب التحكم فيه، لكننا أيضاً نعمل في الدورة القادمة على تطوير وسائل تواصلنا مع النجوم والتأكد من مشاركتهم".

فيلم الافتتاح
ويعرض مهرجان القاهرة السينمائي في افتتاح دورته التاسعة والثلاثين الفيلم الأمريكي (ذا ماونتن بتوين أس) إخراج الفلسطيني هاني أبو أسعد وبطولة كيت وينسليت وإدريس إلبا.

وكان من المقرر طرح الفيلم تجارياً في دور العرض بمصر في أكتوبر (تشرين الأول) إلا أن إدارة المهرجان بالتعاون مع المخرج والشركة الموزعة استطاعت إقناع شركة فوكس الأمريكية المنتجة للعمل بتأجيل طرحه لما بعد المهرجان.

ويتناول الفيلم قصة صحفية أُلغيت رحلة طيران كانت ستقلها من إيداهو إلى نيويورك بينما يؤدي إلبا دور طبيب أعصاب كان سيستقل الطائرة ذاتها فيتفقان على استئجار طائرة صغيرة لكن في الطريق يصاب قائد الطائرة بأزمة قلبية ويواجه الاثنان الكثير من المصاعب.

وقالت واصف إن إلبا اعتذر عن الحضور إلى القاهرة بسبب ارتباطه بتصوير فيلمه الأول كمخرج فيما لا تزال المفاوضات جارية مع وينسليت لحضور المهرجان، وأضافت: "إذا استطاعت وينسليت الحضور سيكون شيئاً رائعاً.. أما إذا تعذر حضورها فلدينا الفيلم ولدينا هاني أبو أسعد الذي أكد حضوره المهرجان".