من معرض الكتاب في عمان.(أرشيف)
من معرض الكتاب في عمان.(أرشيف)
الثلاثاء 10 أكتوبر 2017 / 20:07

هذه عمّان وتلك الكتب

عام القراءة انقضى لكن ما لا يمكن أن يغادر الذاكرة وسجلات التاريخ وخطط المستقبل أن الإمارات قدمت إضافات لقيمة القراءة لا يمكن تجاوزها. فقانون القراءة غدا الأول من نوعه في الوطن العربي

قادتنا خطانا إلى معرض عمّان الدولي للكتاب. وهناك كان علم الإمارات يرفرف. كانت الإمارات حاضرة كالعادة، بل فوق العادة. فهي ضيف شرف الدورة السابعة عشر من المعرض. حضرت بكتبها، وكتّابها، حضرت بمؤسساتها الثقافية الفاعلة وعلى رأسها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.

هذه عمان ..
علاقة المملكة الأردنية الهاشمية بالثقافة ليست علاقة طارئة. فالكتاب جزء من نسيج الأردني، والقراءة مكون أصيل في شخصيته، ومع كل التحديات التي يواجهها الأردني البسيط في يومه، فإنه يجد الوقت ليزور معرض الكتاب ويقرأ.

المثير المبهج أن طلاب مدارس الأرض المحتلة وفدوا إلى عمّان، باحثين عن الحرف العربي، متعطشين للكلمة المقدسة، مهرولين نحو الكتاب. وقوفهم في جناح الإمارات مطولًا وحرصهم على التقاط الصور مع العلم الإماراتي تحديدًا، له تفسيرات كثيرة، لكنه يقود إلى نتيجة واحدة: القوة الناعمة بدأت تعمل.

وتلك الكتب ..
لماذا كانت الإمارات حاضرة هناك؟ الإجابة ببساطة: لأنها أخذت الكتاب بقوة.
فما نعيشه في الإمارات وربما لا ندركه، يدركه العالم العربي من حولنا وربما لا يعيشه. فعام القراءة انقضى لكن ما لا يمكن أن يغادر الذاكرة وسجلات التاريخ وخطط المستقبل أن الإمارات قدمت إضافات لقيمة القراءة لا يمكن تجاوزها. فقانون القراءة غدا الأول من نوعه في الوطن العربي، والاستراتيجية الوطنية للقراءة ينظر إليها كعمل تنويري واستراتيجي عملاق، ومكتبة محمد بن راشد آل مكتوم تتهيأ لتكون دار الحكمة التي تعيد أمجاد الأمة، ومعرضا أبوظبي والشارقة للكتاب يمثلان نموذجًا يحتذى إقليميًا وعالميًا، والشارقة قادمة بقوة لتكون عاصمة عالمية للكتاب.

تلك الكتب ..
كتبها العرب، وسيقرؤونها. نأمل بصدق وحق أن ترسخ لمفاهيم التنوير والتقدم. نأمل أن تنمي المعارف، وتطور المهارات، وتهذب السلوك. نأمل أن تخدم مشروعًا يمثل هاجسًا عند صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: مشروع التربية الأخلاقية.

وأخيرًا، إن كان لا بد من حق يجب أن يوفى في ختام هذه المقالة، فهو الإشارة إلى تكريم الدكتور إبراهيم السعافين كشخصية المعرض الثقافية، واستضافته في البرنامج المصاحب للمعرض ليقدم سيرة مسيرته، وهي تحفل بسنوات من العطاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأنا أعلم علم اليقين أن عددًا لا يحصى من المثقفين في البلدين يعدون السعافين أستاذهم. وهو بحق أستاذ جيل.