د.سلطان الجابر  وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها
د.سلطان الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها
الأحد 15 أكتوبر 2017 / 10:32

د.سلطان الجابر عبر 24: هوية واحدة لأدنوك في خدمة الوطن والقيادة

عندما تأسست أدنوك قبل ما يزيد على 46 عاماً، كانت اكتشافات النفط والغاز لا تزال في بداياتها، فقد تم آنذاك اكتشاف عدد من المكامن البرية والبحرية، وكان العمل يجري على قدمٍ وساق لتحديد وتخصيص مناطق الامتياز والاتفاق مع الشركاء لإطلاق عمليات التنقيب وإجراء المسح الزلزالي ودراسة وتحليل النتائج وحفر الآبار الاستكشافية.

ومع توالي الاكتشافات الجديدة براً وبحراً، كان يتم تأسيس شركات تابعة لأدنوك لتقوم بإدارة عمليات التطوير والإنتاج في تلك المكامن والمناطق. وأثبتت تلك المنهجية نجاحها حيث أصبحت أبوظبي من المنتجين الرئيسيين لموارد الطاقة الهيدروكربونية، وبفضل حكمة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تم إرساء بنية تحتية لصناعة متطورة في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وكذلك التكرير والبتروكيماويات والمشتقات وغيرها.

واليوم، وصل قطاع الطاقة الهيدروكربونية، وأدنوك، إلى مرحلة متقدمة من النضج والتطور، كما شهد قطاع الطاقة العالمي الكثير من المتغيرات والتطورات التكنولوجية والعوامل الجديدة، فكان من الضروري إجراء دراسة لتقييم كافة المعطيات، ورسم خريطة طريق تستشرف المستقبل وتحدد خطةً واضحة تتيح لنا البناء على خبراتنا وقدراتنا وإمكاناتنا وشراكاتنا الاستراتيجية لضمان استمرار الدور الفاعل والمهم لدولة الإمارات في قطاع الطاقة العالمي.

ومن خلال توجيهات القيادة، أجرت أدنوك دراسة شاملة تم على إثرها إعداد استراتيجية 2030 المتكاملة للنمو الذكي التي اعتمدها المجلس الأعلى للبترول لتباشر أدنوك العمل على أولويات استراتيجية تشمل: تعزيز العائد الاقتصادي في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وتوسعة الأعمال في مجال التكرير والبتروكيماويات، وضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز، وزيادة القيمة في كافة مراحل وجوانب الأعمال. وتم أيضاً وضع ركائز أساسية تشمل: الاستثمار في الكوادر البشرية المواطنة، وتعزيز المرونة والقدرة على التكيف لمواكبة متغيرات الأسواق، والارتقاء بالأداء، ورفع الكفاءة والفعالية التشغيلية، مع التركيز دوماً على الالتزام بمعايير الصحة والسلامة والبيئة، وبأمن وسلامة المنشآت والعمليات.

وكان العمل على توحيد القدرات وتضافر الجهود في مقدمة الأهداف التي وضعناها لتحقيق النتائج المنشودة، فبادرت أدنوك إلى دمج الأعمال ذات التخصصات المتشابهة، وتوحيد الأنظمة والإجراءات وإرساء نظام جديد للحوكمة المؤسسية في كافة الشركات التابعة بهدف تعزيز الكفاءة والفعالية. كما أطلقت أدنوك برنامج مبادرات جديداً يستند إلى النموذج التشغيلي المرن للمجموعة بهدف تسريع تنفيذ استراتيجية النمو الذكي من خلال توسعة نطاق الشراكات الاستراتيجية، وخلق فرص جديدة للاستثمارات المشتركة، والتوسع في مجالات النمو والأسواق الواعدة في القطاع.

ومع تلاحم وتضافر جهود كوادرنا في كافة الشركات، دخلت أدنوك في مرحلةٍ جديدة من العمل بطاقةٍ إيجابية قوية، وفق رؤية واحدة، وضمن ثقافة مؤسسية واحدة، لتحقيق هدف واحد كفريق عمل واحد. وكان من الطبيعي العمل أيضاً على توحيد الهوية المؤسسية لشركات المجموعة بحيث نعزز روح التلاحم والترابط، ونؤكد على انتمائنا جميعاً لأسرةٍ واحدة تفخر بأنها تحمل اسم شركة كبيرة وعريقة، ساهمت، ولا تزال تساهم، بدور مهم في النهضة التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها دولة الإمارات في ظل قيادتنا الحكيمة.

إن مفهوم توحيد الهوية المؤسسية لا يقتصر على استخدام شعار موحد، وإنما يعني أيضاً الانتماء إلى ثقافة مؤسسية واحدة، والالتزام بالعمل على تنفيذ رسالة واحدة، وفق قيمٍ ورؤية موحدة. ويحقق هذا التوحيد العديد من الفوائد، فهو يسهم في تعزيز وزيادة قيمة الهوية المؤسسية لأدنوك، وخلق هوية رائدة في دولة الإمارات والمنطقة والعالم، وتعزيز الترابط بين الشركات وكوادرها، وتحقيق المزيد من التكامل وتضافر الجهود، يضاف إلى ذلك تسليط الضوء على الحجم الحقيقي لمساهمة أدنوك وتأثيرها في مسيرة التنمية في الدولة.

وبالتزامن مع الإعلان عن توحيد الهوية المؤسسية، قمنا أيضاً باستلهام حكمة وفكر الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من أجل تحديث رؤية أدنوك لتركز على "تسخير مواردنا الطبيعية لخدمة الوطن"، كما حدثنا رسالتنا لتركز على "تحقيق أقصى قيمة من موارد الطاقة عبر الشراكات وروح الابتكار والتركيز على الارتقاء بالأداء وتعزيز الكفاءة".

عندما يمتلك الإنسان وضوح الرؤية والهدف والأدوات التكنولوجية والفنية، يكون قادراً على إنجاز المهمة الموكلة إليه فحسب، ولكن إذا أضفنا له أيضاً الحماس الوطني وروح الفريق الواحد والطاقة الإيجابية، سيكون بمقدوره تجاوز التوقعات واختصار الزمن، وإبداع وابتكار أفكار جديدة تعزز التقدم بخطىً واثقة نحو المستقبل. وهذا ما تسعى أدنوك إليه من خلال توحيد الهوية المؤسسية لشركاتها لتحمل عنواناً واحداً هو خدمة الوطن والقيادة.