المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هايلي.(أريف)
المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هايلي.(أريف)
الأحد 15 أكتوبر 2017 / 14:18

تيلرسون وهايلي...توتر بمستوى حرب عالمية ثالثة

كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية الدور الذي اضطلعت به المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هايلي في قرار الرئيس دونالد ترامب عدم المصادقة على التزام إيران الاتفاق النووي، في الوقت الذي كان مسؤولون آخرون في الإدارة يدعون إلى مقاربة أكثر حذراً.

وصف مسؤولون في البيت الأبيض التوتر بين الديبلوماسيين بأنه ناجم عن اختلاف في الأسلوب أكثر منه الإيديولوجيا. ومع ذلك، كشفت آراؤهما المتناقضة حيال إيران، الخلاف

وقالت المجلة إن هايلي عملت لرسم سياسة تؤدي إلى نزع ترامب الشرعية عن الاتفاق، مع العمل مع الكونغرس لتعزيز شروطه، بإضافة قيود جديدة على السلوك الإيراني لتجنب جولة جديدة من العقوبات الأمريكية.
ففي نقاشات داخلية حيث كان أكثر وزراء ترامب يعارضون نزع الصدقية، اضطلعت هايلي بدور مماثل، إذ كانت الصوت الأكثر حماسة لتأكيد عدم التزام طهران "روح" الاتفاق، بحسب مساعد كبير في البيت الأبيض.

زيارة فيينا

وهذا الموقف وضعها في جبهة معارضة لوزراء آخرين، وخصوصاً وزير الخارجية ريك تيلرسون الذي عارض بقوة رحلتها إلى فيينا في أغسطس (آب)، وهي مسألة صارت محور خلاف جديد بينهما.ووصف مسؤول في البيت الأبيض تفاقم التوتر بين تيلسون وهايلي بأنه بلغ مستويات "حرب عالمية ثالثة".

وأرسل تيلرسون نائباً له في إلى اجتماع عقد في يوليو (تموز) للدول السبع التي شاركت في المحادثات النووية الإيرانية، مجادلاً بأنه ليست ثمة حاجة لذهاب هايلي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولكن ترامب وافق على رحلة الديبلوماسية الأمريكية، وفقاً لمسؤولين أمريكيين. وأكد حضورها قلق الإدارة حيال الاتفاق النووي. وانضم إليها في فيينا بريان هوك، مدير التخطيط في الإدارة الأمريكية. ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية أر سي هاموند أي خلاف بين تيلرسون وهايلي في شأن رحلة فيينا التي وصفها بأنها زيارة "مفيدة جداً" لهوك وهايلي.

اختلاف في الأسلوب
ووصف مسؤولون في البيت الأبيض التوتر بين الديبلوماسيين بأنه ناجم عن اختلاف في الأسلوب أكثر منه الإيديولوجيا. ومع ذلك، كشفت آراؤهما المتناقضة حيال إيران، الخلاف.
ووفرت النقاشات في شأن الملف النووي الإيراني فرصة أخرى لهايلي لتجاوز تيلرسون الذي احتفط على رغم منصبه، بدور منخفض أكثر من أسلافه.

تفويض الكونغرس

وفي خطابها في فيينا، ميزت هايلي بين الاتفاق النووي بحد ذاته والتفويض الشرعي للكونغرس للمصادقة على التزام إيران إياه. وقالت إن "الاتفاق الإيراني تشوبه ثغرات تحفز على التخلي عنه. ولكن الاتفاق وضع بطريقة تجعل التخلي عنه أقل جاذبية...هو يعطي إيران ما تريده، في مقابل وعود مؤقتة بتنفيذ ما نريد".

بولتون
وأبدى جون بولتون، أحد الصقور الأكثر دعماً لترامب من خارج الإدارة، رضاه عن خطاب ترامب. وقال: "قد لا يكون الاتفاق مات اليوم، إلا أنه سيموت بعد قوت قصير".

ويؤيد بولتون، وهو السفير الأسبق للولايات المتحدة في الامم المتحدة، انسحاباً كاملاً لبلاده من الاتفاق، وهو ما قاله لصهر الرئيس جاريد كوشنر الأسبوع الماضي.