العراق وكردستان (أرشيف)
العراق وكردستان (أرشيف)
الإثنين 16 أكتوبر 2017 / 11:02

من جلب الأجانب للعراق... أهم الكرد؟

الشرق الأوسط - مشاري الذايدي

نحن على شفير حرب أهلية جديدة في العراق، هذه المرة بين الكرد وسلطة بغداد، المهيمن عليها من الأحزاب الشيعية، بين البيشمركة الكردية، والحشد الشعبي، الطائفي، هذا في جانب منها، وفي جانب آخر نقول بين قوات الجيش العراقي وجيش كردستان.

خط النار وجبهة الاشتعال المحتملة هي جبهة كركوك، المدينة العراقية المثيرة للجدل، بسبب بترولها، وهويتها المختلطة، حيث يصرّ الكرد على كرديتها، وتبعيتها للإقليم، صاحب الاستقلال الدفين.

وبغداد، محتجة بالدستور، تؤكد أن الكرد بقيادة مسعود بارزاني خرقوا الدستور، وصنعوا سلطة الأمر الواقع، وأن الاستفتاء لا قيمة له وهو غير دستوري، ولدى بغداد مساندة دولية وإقليمية، عربية وإسلامية، وتقف أربيل وحيدة، بسبب عناد مسعود على إجراء الاستفتاء.

غير أن اللافت كانت الحجج التي ساقها عقل السلطة العراقية حول معركة كركوك، عيروا الكرد... وليتها عيرت بما هو عار!

يقولون إن أربيل استعانت بمقاتلين أجانب من حزب العمال التركي وهذا يسبب، حسب بيان المجلس الوزاري للأمن الوطني جرّ البلاد إلى احتراب داخلي من أجل تحقيق هدفها في تفكيك العراق والمنطقة، بغية إنشاء دولة على أساس عرقي، وأيضاً يتهم بيان بغداد كرد العراق بالسعي لتغيير ديموغرافي.

ماذا تتوقع أن يرد كرد العراق على هذه التهم؟
الجواب هذا: قال مسؤول في مجلس أمن إقليم كردستان إن الحشد الشعبي، الذي يقف على أبواب كركوك ويهدد البيشمركة هو مؤلف أساساً من فصائل شيعية مدعومة من إيران، ونريد القول إن الصحيح هو البحث عن المقدمات التي أفضت للمشهد الكارثي الحالي، وليس التجلمد عند اللحظة الحاضرة.

نعم حكومة بغداد محقة في الحفاظ على الدستور وصون اتحاد العراق، ومحقة في رفض استعانة كرد العراق بحزب كردي تركي مسلح، طبعاً أربيل تنفي صحة هذا الاتهام، ولكن ماذا عن فلسفة وعقيدة ما يسمى بالحشد الشعبي في العراق؟ من هؤلاء؟ ومن أين يأخذون ثقافتهم وتدريبهم؟

وماذا عن قيس الخزعلي وأوس الخفاجي وهادي العامري وأبي مهدي المهندس؟ وما هي طبيعة ارتباط الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني بهذه التشكيلات الميليشياوية؟
وماذا عن صون وحدة الشعور الوطني العراقي الجامع، غير المطعم بالهتافات الطائفية؟

تلك هي المسألة الحقيقية، وذاك هو الذي أدى لأن يقول الكرد ما قالوا... وما فعلوا، فقد أفادت وكالة أنباء التلفزيون الإيراني "IRIB" بمقتل جنرال من الحرس الثوري، يدعى اللواء عبد الله خسروي، في سوريا أول أمس السبت، قالت إنه ذهب إلى سوريا للدفاع عن مقامات أهل البيت.