الرئيسان الأمريكي السابق باراك أوباما والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي السابق باراك أوباما والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الإثنين 16 أكتوبر 2017 / 12:12

العلاقات الأمريكية – التركية.. من سيء إلى أسوأ

رأى إيان بريمر، كاتب سياسي لدى مجلة "تايم"، وأستاذ الأبحاث الدولية في جامعة نيويورك، أن العلاقات التركية ـ الأمريكية تتجه من سيء إلى أسوأ، وتزداد توتراً.

البيت الأبيض لن يتخلى عن غولن، ولن تمنح أمريكا دعماً غير مشروط لسعي أردوغان إلى تشديد قبضته على السلطة، ولن تنهي دعمها لمقاتلين أكراد في سوريا

وكانت تركيا، طوال عشرات السنين، حليفاً مهماً للولايات المتحدة الأمريكية، بوصفها بلداً علمانياً، وديمقراطية ذات غالبية مسلمة، وعضواً في الناتو، تقع عند مفترق طرق بين الشرق الأوسط وروسيا، ونقطة انطلاق هامة للعمليات الأمريكية في العراق. ورغم كل ذلك، تصاعدت مؤخراً مشاعر الكراهية بين الجانبين.

اتهامات
وفي الرابع من أكتوبر(تشرين الأول)، ألقت الشرطة التركية القبض على تركي يعمل في القنصلية الأمريكية باسطنبول بتهمة التجسس، والتواصل مع رجل الدين التركي فتح الله غولن، الذي يتهمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتدبير الانقلاب الفاشل في العام الماضي، ويطالب أمريكا بترحيله إلى تركيا. وقد نفت الولايات المتحدة التهم، وردت في 8 أكتوبر(تشرين الأول) عبر وقف منح تأشيرات لغير المهاجرين الأتراك الراغبين بزيارة أمريكا. وبعد بضع ساعات، حظرت تركيا منح تأشيرات دخول لأمريكيين راغبين بزيارتها.

خطوة استفزازية
ويلفت الكاتب إلى أن تلك التطورات جاءت إثر قرار اتخذته أنقره في سبتمبر (أيلول) بشراء منظومة صواريخ من روسيا، الأمر الذي اعتبر بمثابة خطوة استفزازية من دولة عضو في الناتو.

وليس من المتوقع، بحسب بريمر، أن تتحسن العلاقات في وقت قريب. وتكمن المشكلة في عجز أردوغان عن جعل إدارة ترامب تنظر إلى الأمور وفق نظرته. فالبيت الأبيض لن يتخلى عن غولن، ولن تمنح أمريكا دعماً غير مشروط لسعي أردوغان إلى تشديد قبضته على السلطة، ولن تنهي دعمها لمقاتلين أكراد في سوريا، ممن تعتبرهم تركيا علي صلة بالإرهاب. وقد اعتاد أردوغان على معارضة الرئيس الأمريكي السابق أوباما، لكنه أمل بأن العلاقات ستكون مختلفة في عهد ترامب. وكما هو حال فلاديمير بوتين في روسيا، يشعر أردوغان بالغضب بسبب تبدد آماله.

خطاب معادٍ
وبرأي الكاتب، تكمن المشكلة الثانية في احتمال ظهور اسم أردوغان، مثل بوتين، في الصحافة الأمريكية، ضمن تحقيق يجريه المستشار الخاص روبرت مولر حول الحملة الرئاسية لترامب. ويشاع أن مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، عطل خطة عسكرية عارضتها تركيا، بعدما تلقى مئات الآلاف من الدولارات من جماعات ضغط تركية. وإذا كشف محققون تفاصيل إضافية، فإن الرئيس التركي الشديد الحساسية لأية انتقادات، لا يحب أن يظهر اسمه في تغطيات صحفية أمريكية. ولربما يقرر أردوغان إجراء انتخابات مبكرة في 2018، ويحتمل أن يعود الخطاب المعادي لأمريكا ليتصدر حملته الانتخابية.

جمود سياسي
وباعتقاد بريمر، لا يعتبر الجمود السياسي بين تركيا وأمريكا نوعاً من حرب باردة، لأنه، بدون أزمة ما، لن تنسحب تركيا من الناتو، كما لن يطردها الناتو. وقد لا يعترف أردوغان بذلك، ولكنه يدرك، أن الناتو حليف قديم يعول عليه أكثر من روسيا، وخاصة مع علم الكرملين أنه ليس أمام تركيا خيارات أخرى.

من جهة ثانية، يلفت الكاتب إلى أن تركيا حليف استراتيجي شديد الأهمية بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة. ولكن قبل أن يتسلم السلطة في تركيا وأمريكا رئيسان جديدان، فإن البلدين لن يكونا حليفين حقيقيين.