مقاتل من الحشد الشعبي يدوس الأعلام الكردية والأمريكية والألمانية في مقر للبشمركة في كركوك.(تويتر)
مقاتل من الحشد الشعبي يدوس الأعلام الكردية والأمريكية والألمانية في مقر للبشمركة في كركوك.(تويتر)
الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 / 12:19

انقسام القيادات الكردية وراء سقوط كركوك

24- زياد الأشقر

كتب ديفيد زوتشينو في صحيفة "نيويورك تايمز"، أن القوات الحكومية العراقية دخلت مدينة كركوك من دون قتال، واتخذت مواقع داخل المدينة بعد انسحاب المقاتلين الأكراد منها، علماً أن القادة العراقيين أمروا بهذه العملية بعد نزاع على الاستفتاء حول استقلال المنطقة الكردية في شمال العراق الغني بالنفط. ونددت بغداد وواشنطن ومعظم دول العالم بالاستفتاء.

برزت الخلافات بين الأكراد مع إعلان مسؤولين من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني المعارض أن مقاتليه انسحبوا أمام القوات العراقية المتقدمة بينما واصل مقاتلون موالون للحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم القتال

وقال الصحافي إن الاستفتاء زاد التوتر بشكل ملحوظ في المنطقة، مع تحذيرات أطلقها العراق والولايات المتحدة، من أن هذه الخطوة ستفتّت البلاد فعلياً، وتقوّض القتال ضد متشددي داعش، وتغذي الانقسامات الإتنية والتسبب بعدم الاستقرار. وأفاد قادة عسكريون في بغداد أن قواتهم سيطرت على الضفة الغربية لكركوك، بما في ذلك مصنع للطاقة ومصفاة للنفط، واستعادت مطاراً عسكرياً غرب المدينة. وقال مسؤولون محليون إن جموعاً كانت تهتف بينما أنزلت القوات العراقية العلم الكردي عن مبنى المجمع الحكومي، كما ازالت أعلام البشمركة ورايتها واستبدلت بالأعلام العراقية.

انقسام القيادات الكردية     
وأشار الصحافي إلى أن العملية أتت وسط انقسامات في صفوف القيادات الكردية. وبرزت هذه الخلافات إلى العلن أمس مع إعلان مسؤولين من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني المعارض أن مقاتليه انسحبوا أمام القوات العراقية المتقدمة بينما واصل مقاتلون موالون للحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم القتال. وتقدمت القوات العراقية بعد انسحاب مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني من كركوك بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع القوات المسلحة العراقية.

إنزال أعلام كردية

وأشار زوتشينو إلى أن زعيم إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الذي يرأس الحزب الديمقراطي الكردستاني، قد تزعم حملة الاستفتاء بما في ذلك في المناطق المتنازع عليها مع بغداد وبينها محافظة كركوك وحقولها النفطية.

 وكانت قوى الأمن الكردية الموالية لمنافسه الرئيسي تسيطر على الكثير من النقاط الاستراتيجية في كركوك، فيما عمل مبعوثون من بغداد على التفاوض في شأن الانسحاب. وأفاد مسؤولون في بغداد إن محافظ كركوك نجم الدين كريم قد غادر المدينة إلى أربيل عاصمة كردستان العراق، علماً أن سلطات بغداد كانت أعفته من منصبه في وقت سابق من العام الجاري، لكنه بقي في منصبه لمجرد أن المقاتلين الأكراد يسيطرون على المدينة. وأنزلت القوات العراقية علماً كردياً عن تمثال لجندي من البشمركة كان المقاتلون الأكراد نصبوه عند بوابات المدينة ورفعوا العلم العراقي مكانه، وفقاً لنداء من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمر فيه برفع العلم العراقي فوق كل الأراضي المتنازع عليها والتي استعادتها القوات الحكومية.

سرقة النفط
ونقل الصحافي عن قائد قوات البشمركة الموالية للاتحاد الديمقراطي الكردستاني في جنوب كركوك ويستا راوول، أن حزبه سعى إلى إعادة حقول النفط إلى الحكومة. واتهم البارزاني وحزبه "بسرقة" النفط من الحكومة العراقية. وعارض الكثير من البشمركة التابعين للاتحاد الوطني الكردستاني الاستفتاء لأنه كان بقيادة البارزاني.

وفي شمال شرق كركوك قرب حقول النفط التي سيطر عليها الأكراد عام 2014، كان مقاتلو البشمركة التابعين للحزب الديموقراطي الكردستاني لا يزالون يقاتلون قرب مدينة ديبيس على مسافة 30 ميلاً عن مدينة تكريت. وقال قائد البشمركة في المنطقة كمال كاركولي في مقابلة إن مقاتليه لن يسلموا مواقعهم. واكد: "لدينا أسلحة كثيرة... يمكننا القتال بقدر ما نشاء".