عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (أرشيف)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (أرشيف)
الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 / 20:29

قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا تعرف عنها؟

يشكل المقاتلون الأكراد العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية التي سيطرت الثلاثاء وبعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش، على مدينة الرقة، المعقل الأبرز السابق للجهاديين في سوريا.

وتشكلت تلك القوات من فصائل عربية وكردية في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 بهدف مواجهة الجهاديين. وأثبتت منذ ذلك الحين فعاليتها في قتال التنظيم المتطرف وتمكنت من طرده من مناطق واسعة في شمال سوريا.

وتعد قوات سوريا الديموقراطية الحليف الأساسي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن لمواجهة الجهاديين في سوريا. وهي تتلقى منه دعما بالغارات الجوية وبالتسليح والمستشارين، ما عزز قدرتها على محاربة التنظيم المتطرف.

وشكل هذا التحالف مع واشنطن عامل توتر كبير مع انقرة التي لم تتردد في استهداف هذه القوات.

وبرغم تعدد جبهات القتال وتشعبها منذ اندلاع النزاع السوري، إلا أن الأطراف المتنازعة كافة تجمع على العداء للتنظيم المتطرف.

تأسسها ونشأتها
وتأسست قوات سوريا الديمقراطية في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 نتيجة تحالف فصائل كردية وأخرى عربية بدعم من التحالف الدولي وبهدف محاربة الجهاديين في شمال وشمال شرق سوريا.

وجاء تشكيل هذه القوات بعدما تمكنت الوحدات الكردية بدعم أمريكي من تحقيق انتصارات عدة على حساب الجهاديين، أبرزها طردهم من مدينة كوباني (عين العرب) ومدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا في العام 2015.

إلا أن هذا التقدم أثار توتراً مع الفصائل المعارضة التي اتهمت اأكراد بممارسة "التهجير القسري" بحق السكان العرب، كما فاقم خشية أنقرة من إقامة حكم ذاتي كردي على حدودها.

وفي مواجهة هذا التوتر، تشكلت قوات سوريا الديموقراطية التي تضم حوالي 30 ألف مقاتل، بينهم خمسة آلاف عربي، بالإضافة إلى مقاتلين سريان وتركمان.

وتتولى الوحدات الكردية عملياً قيادة هذه القوات.

حليف قوي لواشنطن
بعد إطلاقها التحالف الدولي لاستهداف تحركات ومواقع الجهاديين في سوريا والعراق، انصرفت واشنطن الى إلبحث عن حليف يمكنها الاعتماد عليه في محاربة الجهاديين ميدانياً، خصوصاً بعد فشل برنامج تدريب للفصائل السورية المعارضة بقيمة 500 مليون دولار أمريكي.

ووجدت واشنطن في قوات سوريا الديمقراطية الخيار الأمثل، خصوصاً بعدما كانت شهدت على فعالية المقاتلين الأكراد وضم تلك القوات الجديدة لفصائل عربية.

وبعد أشهر على تأسيسها، أعلن البيت الأبيض إرسال أول مجموعة من الوحدات الخاصة الأمريكية إلى سوريا، بعد رفضه مطولاً إرسال قوات برية.

وزار مسؤولون أمريكيون بينهم المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لدى التحالف بريت ماكغورك وقائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، شمال سوريا مرات عدة لعقد اجتماعات مع قادة قوات سوريا الديمقراطية.

واقتصر الدعم الأمريكي للأكراد في البداية على توفير الغطاء الجوي والمستشارين، فيما كان التسليح حكراً على الفصائل العربية ضمن قوات سوريا الديمقراطية.

ومع اقتراب معركة مدينة الرقة، اعلنت واشنطن في التاسع من أيار/مايو أنها ستبدأ ايضا بتسليح الاكراد، برغم معارضة انقرة.

"غضب الفرات"
بعد تحقيقها انتصارات واسعة ضد الجهاديين في شمال سوريا، بدأت قوات سوريا الديمقراطية مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) حملة "غضب الفرات" لطرد الجهاديين من الرقة.

وتمكنت من السيطرة على مناطق واسعة في المحافظة.

وكانت السيطرة في العاشر من مايو (أيار) على مدينة الطبقة وسد الطبقة (سد الفرات) الاستراتيجي أبرز العمليات العسكرية التي مكنت قوات سوريا الديموقراطية من تطويق المدينة.

في السادس من يونيو (حزيران)، بدأت قوات سوريا الديمقراطية "المعركة الكبرى لتحرير الرقة"، وشنت هجوماً واسعاً على المدينة، وتمكنت من دخولها خلال ساعات.

وبعد معارك عنيفة دامت نحو أربعة أشهر، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 17 أكتوبر (تشرين الأول) "تحرير" المدينة.

مخاوف أنقرة
أثار الدور المتزايد لقوات سوريا الديمقراطية مخاوف أنقرة التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية منظمة "إرهابية" وامتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدها في تركيا منذ الثمانينات.

ونفذت تركيا هجوماً عسكرياً غير مسبوق داخل الأراضي السورية في 24 أغسطس (آب) دعما لفصائل سورية معارضة تمكنت خلاله من السيطرة على منطقة حدودية واسعة بعد طرد الجهاديين.

وبرغم أن القوات التركية حددت هدف العملية بطرد الجهاديين من المنطقة الحدودية، لكنها استهدفت أيضاً مواقع المقاتلين الأكراد.

وفشلت أنقرة في إقناع واشنطن بوقف دعم قوات سوريا الديمقراطية وإيجاد بديل عنها لطرد الجهاديين من الرقة.